الإشارات الطائفية في زواريب السياسة اليومية

18 ديسمبر 2020
الإشارات الطائفية في زواريب السياسة اليومية

كتبت هيام القصيفي في “الأخبار”: من الخطوات الإيجابية النادرة للرئيس المكلف سعد الحريري زيارته البطريركية المارونية، مهما كانت الانتقادات في شأن مواقفها. ليست الزيارة، بحسب أوساط سياسية، مهمة بمعناها الحصري المتعلق بـ«شكوى» الحريري من أداء العهد والتيار الوطني الحر عند المرجعية الدينية. ثمة إطار يفترض التعامل معه، من خلال ما سجل في الأشهر الأخيرة من ارتفاع اللغة الطائفية والمذهبية، يعطي لمثل هذا النوع من اللقاءات أبعاداً أكثر أهمية. ورغم أن الحريري مقلّ في تنقلاته، وفي القيام بخطوات لافتة، فإن زيارة الصرح يُبنى عليها لسحب توترات رافقت انفلات الخطاب الطائفي والمذهبي الذي سجل في شكل حاد على أصعدة مختلفة. هذا الانفلات الذي يحتاج الى أكثر من هذه الخطوات، لضبط إيقاعه، خصوصاً على مستويات رئيسية.

أولاً، كل الكلام عن احتمالات استثمار الانهيار الاقتصادي والاجتماعي لخلق فتن وتوترات داخلية، له وجه آخر يتعلق بالشبهات الطائفية والمذهبية التي تسهم في توتير الأجواء، لأن الأرضية الاجتماعية باتت عرضة لشتى أنواع التدخلات واللعب على أوتار مذهبية، يمكن أن تكون أداة توتر دائم. ما جرى، مثلاً، في التظاهرات والاحتجاجات حين اشتعلت محاور «التماس» القديمة، بالعصبيات المتقابلة، ليست مجرد حساسيات ظرفية، بل إنها قابلة للتحول فوراً عند أي استغلال داخلي أو خارجي الى أكثر من حوادث عابرة. من الوهم والسذاجة اعتبار فوز العلمانيين في جامعات تعبيراً عن واقع حقيقي، بعدما أظهرت الأشهر التي تلت 17 تشرين أن مجموعات عادت الى أحزابها وطوائفها بمجرد أن جرت ترتيبات سياسية معينة. وإلا لكان الشارع اليوم أقوى باحتجاجاته ممّا كان عليه قبل عام بعدما تفاقم الانهيار الاجتماعي والاقتصادي، مهما عملت السلطة على تدجينه وتيئيسه. ومن السذاجة أيضاً اعتبار هذا الفوز «العلماني» بأفكار سياسية بدائية مؤشراً على كسر الطوائف والسلطة معاً، لأن هناك فرزاً مناطقياً جديداً بدأ يظهر حتى في العاصمة، وبعض شوارعها التي اختلف جمهورها عمّا كان عليه قبل سنوات قليلة، بعدما عادت المجموعات الشبابية الى «مناطقها». لم تعد القوقعة كلاماً من زمن الحرب، حين يعيد بعض الاحزاب نبش كلام المحاصصة المذهبية والمناطقية وحقوق الطوائف على الارض، فتجد لها جمهوراً مصفّقاً في الجامعات وخارجها. وحين يجري التعامل مثلاً مع اعتراض التيار الوطني على محطة «الجديد»، وكلامها عن رئيس الجمهورية، على أنه يتم خارج الإطار الجغرافي للتيار وبيئته.

لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا.