المطران عودة: الرّجالات ينسحبون عندما يقترفون خطأ

20 ديسمبر 2020
المطران عودة: الرّجالات ينسحبون عندما يقترفون خطأ

أكّد متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة انّ “أبناء لبنان عموماً، وبيروت خصوصاً، مثال للصمود في الشدائد والضيقات.

هدّمت بيوتهم، شرّدوا في طقس عاصف، يغرقون كل يوم داخل سياراتهم في طرقات أشبه بالمستنقعات، يتعرّضون كل لحظة لخطر الاصابة بوباء مميت، أقفلت مصانعهم ومحالهم التجارية، حبست أموالهم في المصارف، نهبت البسمة من وجوههم، ومع ذلك نجدهم صامدين مؤمنين بالله. نسمعهم يقولون ان الله هو عونهم الوحيد، وقد فقدوا ثقتهم بكل زعيم أرضيّ”.

وأضاف في عظة الأحد: “نصلّي أن يجعلنا إلهنا المتجسّد ندرك ان خلاصنا يأتي من العلى.

نصلّي أن يمنحنا الرب صبراً كي نجتمل المرور في أتون النار التي أوقدها حكّامنا منذ سنين طوال، ولم يعمل أحد بعد على تخفيف لهيبها.

على العكس، يؤجّجون اللهيب أحياناً، كما شهدنا في الأسبوع المنصرم”.

وقال عودة: “يطالبون بالحقيقة والعدالة والجميع يتغنّون بضرورة احترام القضاء وصونه بعيداً عن متاهات السياسة.

وعندما يحاول القضاء القيام بواجبه، يهبّون دفاعاً عن الدين والطائفة والمذهب، وكأن الطائفة هي المقصودة عندما يشار الى إنسان ينتمي إليها.

هل أصبح الدين ملجأ أم هو علاقة بين الانسان وخالقه؟ وهل يريد أهل السلطة كشف الحقيقة أم طمسها؟”.

وتابع: “من أبسط واجبات المسؤول أن يخضع للقضاء بتواضع، عوض اللجوء الى حماية طائفته”, مشيراً الى انّ “الوضع في لبنان لن يستقيم إلا عندما تصبح المراكز التي يتولاها اللبنانيون تخصّ الوطن بأسره، لا طائفة هذا الموظف أو ذاك المسؤول، وعندما يعمل هؤلاء من أجل خير لبنان واللبنانيين، لا من أجل مصلحة الطائفة أو المذهب.

أما القامات والرجالات فينسحبون بعزّة وكرامة وهدوء عندما يقترفون خطأ، من دون تشويش على القضاء أو خروج على القانون”.