علّة التأليف: إنعدام الثقة و’الثلث الصافي’

22 ديسمبر 2020
علّة التأليف: إنعدام الثقة و’الثلث الصافي’

كتب طارق ترسيشي في “الجمهورية”: جملة عوامل كانت ولا تزال تتحكّم بالاستحقاق الحكومي وتَعوق تَوصّل الافرقاء المعنيين الى اتفاق على الحكومة العتيدة، وهذه العوامل منها الداخلي ومنها الخارجي، وأبرزها أزمة الثقة المستحكمة داخلياً وانعدامها المتبادَل بين المعنيين بتأليف الحكومة، وكذلك انعدام ثقة اللبنانيين بالقوى السياسية وتحميلهم إيّاها مسؤولية الفساد والانهيار الاقتصادي والمالي والمعيشي الذي سقطت فيه البلاد، وأيضاً انعدام الثقة العربية والدولية بلبنان وسلطاته والافرقاء السياسيين المشاركين في السلطة وغير المشاركين.
إنّ إنعدام الثقة الداخلية ناجِم من قراءات سياسية متعددة للواقع الذي نشأ بعد حراك 17 تشرين الاول 2019، ولِتمَوضع القوى السياسية الجديد في ضوء الازمة السائدة بشقوقها المختلفة، ومن هذه القراءات ما عَبّر عنه قراءة أحد السياسيين القريبين من بعض المرجعيات المعنية بورشة التأليف الحكومي والمطّلعين على بعض خلفيات الافكار المطروحة حول ما ينبغي ان تكون عليه التشكيلة الوزارية الجديدة.

وهذا السياسي يقول انّ هناك شعوراً لدى بعض التيارات والقوى المسيحية بانعدام الاهتمام الدولي عموماً والغربي خصوصاً بالمسيحيين في لبنان إضافة الى مسيحيي الشرق، الى درجة انّ الاعلام الغربي بات لا يأتي على ذِكر هؤلاء في ضوء ما هو حاصل من انفتاح غربي ودولي عموماً على العالم الاسلامي، وتحديداً على دول الخليج وغيرها من الدول العربية، وذلك من بوّابة التطبيع الذي يحصل بينها وبين اسرائيل، ويأتي كأنه من ضمن حلقات «صفقة القرن» التي طرحتها ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب حلّاَ للقضية الفلسطينية. وكذلك، يأتي الاهتمام الغربي بالعالم الاسلامي من البوابة الايرانية من خلال المحاولات الاميركية والغربية الهادفة لتقويض أو انهاء النفوذ الايراني عبر استعمال القوة في المنطقة، في حال لم تنجح المفاوضات مع طهران للوصول الى اتفاق جديد حول برنامجها النووي، يرغَب الاميركيون أن تكون الصواريخ البالستية الايرانية مِن ضمنه، والنفوذ الايراني في المنطقة.

ويضيف هذا السياسي انّ المسيحيين في لبنان إزاء هذه الحالة يشعرون بِتَخلّ غربي عنهم، ما يولّد قلقاً شديداً لديهم على مستقبلهم. ولذلك، فإنهم بدأوا يتعاطون بحذر مع كل ما يطرح عليهم، ويعملون على الدفع في اتجاه توسيع رقعة نفوذهم في السلطة والتحَكّم بمفاصل أساسية فيها في مواجهة ما يرونه او يعتقدون من وجود «توافق سني ـ شيعي» في مواجهتهم، وتعبّر عنه العلاقة السائدة بين الثنائي الشيعي والرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري، ويخشون من أن تعزّز التطورات المرتقبة في المنطقة من قوة هذه العلاقة ونفوذها داخلياً على حساب المسيحيين ووجودهم في السلطة.

لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا.