معطيات تفاؤلية ووقائع صَلبة

23 ديسمبر 2020آخر تحديث :
معطيات تفاؤلية ووقائع صَلبة

خالفَ الرئيس المكلف سعد الحريري، في تصريحه من القصر الجمهوري بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، كل التوقعات التي كانت قد وضعَت هذا اللقاء في الإطار الشكلي إكراماً للمسعى الذي قام به البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وانّ الأمور ستقف عند هذا الحد. لكنّ تصريحه المتفائل في التشكيل قبل عيد الميلاد، الذي يُصادف بعد غد الجمعة، وانّ الاجتماعات ستبقى مفتوحة حتى الاتفاق على حكومة، شَكّل مفاجأة من العيار الثقيل، وأثبتَ، في حال التوَصّل الى حكومة، أنّ العقدة محلية بامتياز، وانّ وساطة الراعي أثمَرت في تقريب وجهات النظر وحَصر نقاط الخلاف. ولكن مَن قال انّ هذا الجو الإيجابي يختلف عن أجواء إيجابية شبيهة انتهت إلى ما انتهت إليه؟ ولماذا المناخ المتفائل اليوم يختلف عن المناخات المتفائلة سابقاً؟ وهل هو جَو مصطنع أم حقيقي؟ وما الذي قاد إلى هذا التفاؤل، بمعنى مَن تنازل لِمَن؟ وما الضمانات التي حصل عليها كل فريق ليقدّم التنازلات المطلوبة؟ وما مصير الثلث المعطّل؟

قالت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية” انّ الحريري لم يكن مضطرّاً إلى بَث هذا الجو التفاؤلي لو لم يستند إلى معطيات تفاؤلية ووقائع صَلبة، لأنّ الرأي العام اللبناني مَلّ من الوعود التي سرعان ما تَتبخّر، ولكن يبدو انّ ما بين حَصر نقاط الخلاف بواسطة البطريرك، وبين تَعهّد “حزب الله” بأنه سيكون حصّته ضمن الثلث المعطّل، سَلكت الأمور مسارها، إنما يبقى 3 ملفات أساسية:

ـ الملف الأول: تسمية الوزراء المسيحيين الذين يتمسّك العهد بتسميتهم، ويرفض أي مساومة في هذا الأمر كما يعلن ويصرِّح.

ـ الملف الثاني: الحقائب الوزارية وما إذا كان سيتمكّن من انتزاع وزارتي العدل والداخلية، وهل يقبل الحريري بالتنازل عن وزارة الداخلية؟

ـ الملف الثالث: يتّصِل بالعلاقة بين الحريري ورئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، وهذه العقدة توازي في حد ذاتها العقدة الحكومية، إلا إذا كانت وساطة البطريرك نجحت في التقريب بينهما أيضاً في ظل الحديث عن سَعي لِجَمعهما في بكركي.

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.