ميلاد مجيد وحزين، والبطريرك الراعي يستغرب المصيبة الأعظم، إذا كانت مواقع تشكيل الحكومة خارجية، والأمن مفتوح على ملازمة الطيران الحربي الإسرائيلي الأجواء اللبنانية، والواقع الإجتماعي صعب للغاية، إذ يبلغ سعر علبة الحليب العادي سبعين ألف ليرة، والصحة تتدهور في واقعها المعاش في كورونا، وسط إعلان الوزير حمد حسن عن أول حالة من الطفرة الجديدة لوباء كورونا للبناني أتى من لندن، وبعد الأعياد حتما هناك عودة إلى الإقفال، بعدما بلغ عدد الحالات المصابة أكثر من ألفين.
الراعي مصدوم من المآل الذي آلت إليه جهود تشكيل الحكومة.
إذا قداس الميلاد غاب عنه الرئيس عون، والبطريرك الراعي يحذر من أنه إذا كانت أسباب عدم تشكيل الحكومة داخلية، فالمصيبة عظيمة لأنها تكشف عدم المسؤولية.
بلا ولا شي… ينتهي عام و يبدأ آخر. في الميلاد، لا حكومة ولدت، لا مراسيم صدرت، لا مبادرات صرفت، ولا أسعار دولار ضبطت. هي صلوات فقط سمعت وهي تطرق من أرض لبنان باب السماء.
لبنان الذي يعاني اليوم مأزق العجز عن انجاز استحقاق تشكيل حكومة مهمة، تنهض به وتنتشله من حالة الانهيار والفقر والشلل الغارق بها، يحتاج إلى معاني الفداء في سبيل قيامته مجددا.
وفي ليلة السيد المسيح، وبينما كانت بيروت تعانق دمشق بالترانيم، دنس السلام الميلادي عدوان إسرائيلي استهدف مصياف السورية مرورا بالأجواء اللبنانية.
أبعد من لبنان وسوريا وإسرائيل، وقع انفجار عصر اليوم في مدينة ناشفيل الأميركية، حيث تحقق الأجهزة الأمنية في طبيعته ودوافعه، علما بأن معلوماتها الأولية تشير إلى أنه ناجم عن قنبلة كبيرة.
في الأسبوع الأخير الفاصل عن نهاية العام 2020، يلوح شبح كارثة مخيفة في الأفق مع تفشي فيروس كورونا على نطاق واسع، حيث سجل عداد الإصابات في الساعات الماضية للمرة الأولى، رقما إقترب من سقف الثلاثة آلاف إصابة، هذا فضلا عن ظهور السلالة المتحولة لكورونا في لبنان، بحسب ما أكد وزير الصحة حمد حسن لل nbn.
أما اليوم فقد سجل التقرير الصادر عن وزارة الصحة أربع عشرة حالة وفاة، وألفين ومئة وستا وثلاثين إصابة.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار”
لم تترك أجراس العيد لتقرع وحيدة مع ميلاد السيد المسيح عليه السلام، ففي زمن الأزمات أجراس خطر حقيقي قرعتها الأنظمة الصحية حول العالم، وكذلك في لبنان. فكورونا عيد اللبنانيين بسلالته الجديدة، حيث تم رصد أولى الحالات القادمة من بريطانيا، فيما حالات الإنكار التي تسيطر على الواقع اللبناني، دفعت بوزير الصحة إلى رفع الصوت عاليا، مجددا عبر “المنار” الطلب من اللبنانيين أخذ أعلى درجات الحيطة والحذر.
ولتكن الفاتيكان هي العنوان، ففي روما قدم البابا فرنسيس قداس منتصف الليل إلى الساعة العاشرة مساء لاحترام الإغلاق المفروض في إيطاليا عند الساعة الثانية عشرة. فكيف الحال في لبنان وهو البلد الذي يلامس فيه عداد كورونا الثلاثة آلاف إصابة يوميا، مع إضافة السلالة الجديدة من الوباء؟، فهل سيلتزم أهله بضوابط الاحتفالات القادمة بعد أيام؟.
لبنانيا لم تكن رسالة قداس الميلاد في بكركي كغيرها عن عظات البطريرك المتأسفة على نكث الوعود الحكومية، مضيفا إليها اليوم: أنه إن كانت أسباب عدم تشكيل الحكومة داخلية فالمصيبة عظيمة، أما إن كانت أسبابها خارجية فالمصيبة أعظم لأنها تفضح الولاء لغير لبنان، بحسب البطريرك الراعي.
وبحسب التصريحات التي تطالع بها الخارجية الأميركية اللبنانيين ليل نهار، فإنها لم تنكر يوما- وبكل وقاحة- شروطها لتشكيل الحكومة اللبنانية، من وزيرها إلى كل سفرائها ومسؤوليها المعنيين بالشأن اللبناني، فمن يكون المعطل للتشكيل؟.
أحجية لا تحتاج إلى الكثير لحلها، لكنهم- أي الأميركيين- خائبون ولم يحققوا مبتغاهم، بحسب رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” السيد هاشم صفي الدين، الذي أكد في حديث ل”إذاعة النور” أن “حزب الله” يريد حكومة اليوم قبل الغد، وجاهز للتدخل من أجل مصلحة البلد حين تبدي الجهات المعنية حاجتها لذلك.
السيد صفي الدين أكد أن العقوبات الأميركية لم تجلب الضعف ل”حزب الله”، وأن الأزمة الاقتصادية الحالية أنتجها اللبنانيون بأنفسهم مع بعض الدفع من الخارج، ولو لم يستجبوا للضغوط الأميركية لما كنا وصلنا إلى هنا.
أما ما وصلت إليه أميركا، فيختصره الخبر القادم من مدينة ناشفيل في ولاية تينيسي. انفجار قنبلة كبيرة في سيارة، بحسب شرطة المدينة، والأنباء تتوالى.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في”
من يعطل تشكيل الحكومة؟. التعميم هو الجواب الأسهل. أما الجواب الأصح، فيتطلب التفكير مليا بما يلي:
أولا: ما مصلحة رئيس الجمهورية في تعطيل التشكيل، وقد دخل عهده سنتيه الأخيرتين، وهو الذي عاهد اللبنانيين بأن يسلمهم في نهاية ولايته، وطنا أفضل مما استلم؟.
ثانيا: من الذي ابتدع تفسيرات للمادتين 53 و64 من الدستور، ساعيا إلى تحويل رئيس الجمهورية عمليا إلى مجرد مطلع وموقع على مرسوم التأليف، دونما شراكة فعلية في التشكيل؟. ثم، من الذي اتهم رئيس البلاد، وفريقا أساسيا، بمحاولة كسب الثلث المعطل في الحكومة، بينما المطلب لم يطرح أساسا، وهو ما أكده البطريرك الماروني بعد لقاء رئيس الجمهورية، وعلى رغم تشديد أركان الطائف، ومنهم رئيس حزب الكتائب الراحل جورج سعادة في الصفحة 165 من كتابه “قصتي مع الطائف” على أن ذلك من حق الرئيس؟.
ثالثا: من الذي ينتظر الأسماء من الثنائي الشيعي، ويتلقاها من الزعيم الدرزي، وعندما يحين دور المسيحيين، تصبح المعايير الواحدة جريمة؟.
رابعا: من المصر على قراءة المبادرة الفرنسية بشكل منقوص، وكأنها لا تنص إلا على حكومة اختصاصيين، فيما هي تشكل مشروعا متكاملا، من ضمنه حكومة المهمة المشكلة من اختصاصيين؟. واستطرادا، من الذي يستخدم شعار الإصلاح لضرب الشراكة التي تطلب تكريسها للمرة الأولى منذ الطائف خمسة عشر عاما من النضال السياسي على الاقل، وكأن الإصلاح والشراكة نقيضان، فيما هما بالواقع يتكاملان، ولا يعطل أحدهما الآخر، بل العكس هو الصحيح؟.
رابعا: من الذي عود اللبنانيين على ترقب إشارات الخارج قبل أي خطوة داخلية، منذ عام 2005، حتى لا نعود إلى عهد الوصاية؟.
خامسا: من الذي أعطى وعودا متناقضة داخليا وخارجيا، فوقع في فخ المصالح المتشابكة إقليميا ودوليا، قبل أن يدخل نفق التخبط بحثا عن مخرج وضوء؟.
في عيد ميلاد المخلص، فلنخلص عقولنا من التكاذب، كي نخلص وطننا من الكذب.
ميلاد مجيد وكل عام وأنتم بخير.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في”
ميلاد مجيد. حتى أول من أمس كان اتهام جهة إقليمية مثل إيران وحليفها المحلي “حزب الله” بالعرقلة أو بعدم بذل الجهد لتسهيل ولادة حكومة، اتهاما غير مسند، أما بعد جهر وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف بنظرة بلاده إلى مسيحيي المنطقة ومن بينهم مسيحيو لبنان، صار بالإمكان الاعتقاد بأن مشكلة عدم تشكيل حكومة في لبنان لا يقتصر على الكباش الإيراني- الأميركي حول الملف النووي، بل يتجاوزه ليطاول الدور المحوري لمسيحيي لبنان في المشروع الامبراطوري الإيراني إلى جانب شيعة “حزب الله”، والذي تحول بعد إسقاط الهلال الشيعي من قوس متصل جغرافيا، يمتد من إيران ويمر في العراق وسوريا وصولا إلى لبنان، إلى بقع جيوسياسية- عسكرية غير متصلة، على شاكلة تلك القائمة في اليمن وغزة والعراق وسوريا ولبنان.
وغني عن القول إن المطلوب من الشق المتحالف مع “حزب الله” من مسيحيي لبنان، تناسي الخصوصية اللبنانية والمصالح الوطنية العليا، مهما عظمت الخسائر لإنجاح المشروع المذكور. نصدق هذا السيناريو، لأن لا عاقل يصدق أن مشكلة داخلية مهما عظمت لا يمكن حلها، وتشكيل حكومة تنقذ لبنان من الإنهيار.
إذا صدق هذا المنطق، فإن توافق الرئيسين عون والحريري، لو حصل، كان سيستدرج حكما عرقلة بعناوين مختلفة ومختلقة، كان سيتولاها مقرب أو مقربون من “حزب الله”. صحة هذه المقاربة يمكن لمسها جلية في موقفي البابا فرنسيس أمس واليوم، الذي دعا فيهما إلى تحييد لبنان عن صراعات المنطقة، وذكر المسيحيين بضرورة التركيز على التمازج مع المكونات الأخرى وإعلاء مفهوم العيش الواحد مع المسلمين. وبموقفي البطريرك الراعي أمس واليوم الذي طور فيهما منطق وغاص في تفاصيل الميكرو اللبناني، في كلام يفترض أن يقوله رئيس الجمهورية لكنه لا يفعل، حتى أنه تغيب عن قداس الميلاد في بكركي كي لا يسمعه من سيد الصرح.
هذان المنطقان، البابوي والبطريركي، يغيظان “حزب الله” وإيران لإنهما ببساطة يشوشان على مشروعهما، ويؤسسان لجبهة داخلية معارضة وموجة ديبلوماسية مضادة في الخارج.
في الانتظار، لا يراهن أحد على فرج حكومي قريب، والأزمات المتنوعة ستتناسل وتتحول وتتوسع كورونيا، والعام الجديد سيحمل كل الإرث الكارثي الثقيل.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”
في الحادي والعشرين من شباط الفائت، سجلت أول إصابة بكورونا في لبنان على رحلة آتية من إيران، منهم من حذر باعتبار أن لبنان غير مجهز صحيا، ومنهم من زايد باعتبار أن التصويب على رحلة آتية من إيران “يربح” في السياسة.
في بلد الـ 6 و6 مكرر، جاءت رحلة آتية من ايطاليا وعليها إصابات، فتنفس أنصار رحلة طهران الصعداء، باعتبار أن الإصابات تأتي من الغرب أيضا، وهذه المرة “ظبطت معن”: الحق عالطليان.
هكذا يتعاملون في البلد، حتى مع الجائحات، سياسة بسياسة، من دون التلفت إلى سلامة الناس.
ظهرت سلالة جديدة من كورونا، أشد فتكا، وكان الظهور في بريطانيا، فتعاطت أكبر الدول وأكثرها تقدما، صحيا، على قاعدة: “الباب اللي بيجيك منو سلالة جديدة من كورونا، سدو واستريح”، باستثناء لبنان، حيث بعض المعنيين فيه بملف كورونا هم من “سلالة فوق الطب وتعرف أكثر من الجميع، ولا داعي للهلع”!.
هؤلاء المعنيون سمحوا برحلات آتية من لندن، فكانت الإصابة الأولى بكورونا السلالة الجديدة. “استحقها” وزير الصحة لكنه تنصل منها نافيا صلاحيته في منع الرحلات أو إقفال المطار. إذا لجنة كورونا مطالبة بمكاشفة الرأي العام الخائف أصلا من السلالة الأولى، فكيف بالسلالة الجديدة؟.
تهولون على الناس، تتخذون قرارات الإقفال، تسيرون السيارات مفرد ومجوز، تمنعون الأفراح والليالي الملاح، ومع ذلك استمرت الإصابات في الارتفاع لتلامس الثلاثة آلاف إصابة أمس، وتنخفض اليوم إلى 2136 إصابة وأربع عشرة وفاة.
حين لم يلتزم الناس بالتعليمات وازدحموا على الكورنيش للمشي، كتبنا عن “شعب البلا مخ”، تفاوت التفاعل بين مؤيد لهذه التسمية وبين معترض، اليوم، ماذا نكتب عن “لجنة كورونا” التي لم تجرؤ على وقف الرحلات من لندن، حيث أحد مصادر السلالة الجديدة للفيروس. استمرت الرحلات، فوصلت السلالة الجديدة إلى الربوع اللبنانية. من يتحمل المسؤولية؟، وزير الصحة تنصل، لكن ماذا ينفع إذا تحددت المسؤولية فيما السلالة تتفشى؟.
والفضيحة الأكبر أن لا حجر عمليا للإصابة، بدليل التباين في تحديد موقعها، فمنهم من قال إنها في الجنوب، ومنهم من قال إنها في مدينة طرابلس. النفي جاء من الجنوب ومن طرابلس، فأين المصاب أو المصابة بالسلالة الجديدة؟، ومن خالط أو خالطت؟.
من رحلة إيران إلى رحلة روما إلى رحلة لندن، تتوالى الفضائح، لأن “السلالة البشرية” المؤتمنة على صحة اللبنانيين، مختلفة في ما بينها، ما يتيح لها التنصل من التبعات. إنها سلالة تهوى الاجتماعات وتختلف على القرارات، تسمح بالسهر وتمنع الرقص، لماذا؟، لأن “سلالة” السهر غير “سلالة” الرقص! وانت يا شعب شو بيفهمك؟ هناك من يفهم عنك؟، إنها “سلالة لجنة كورونا”.
وللمعلومات، هناك رحلة آتية من لندن غدا، وتصل عند السابعة والدقيقة الخامسة والثلاثين مساء.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”
نحن هنا في بيروت قادمون إلى الجحيم، فطمئنونا عنكم أنتم في مصياف. فما شهده ليل لبنان لم يكن نجمة الميلاد، ولا هي غزلان الرنة عبرت سماءنا، بل ظهرت الغربان المعادية، فاختالت في الأجواء اللبنانية، وبثت الرعب في قلوب لا تزال تنبض بخوف الرابع من آب.
وصهيل الليل محاه صمت النهار، بحيث لم يرصد أي موقف احتجاجي يحفظ ماء وجه لم يعد موجودا في وجه أي مسؤول. مرت الصواريخ الإسرائيلية مرور اللئام، فداست السيادة اللبنانية بكل حريتها واستقلالها، حاملة نيران صواريخها إلى سوريا، مستطلعة آفاق استدراج إلى حرب في أسابيع الجمر الأخيرة من ولاية دونالد ترامب.
والانتقال المرتقب بدأ جمره يتحرك تحت الرماد الأميركي، إذ شهد اليوم عبورا غير آمن من مدينة ناشفيل في ولاية تينيسي، حيث انفجرت شاحنة مفخخة بفعل فاعل، بحسب تحقيق تجريه الشرطة بمشاركة مكتب ال”أف بي آي”. الانفجار تزامن وسلسلة اجراءات اتخذها الرئيس المنتهية ولايته، والتي تظهر أن خروجه من البيت الأبيض لن يكون بالأمر السهل. وهذا ما نشرته مجلة “نيوزيويك”، نقلا عن ضباط أميركيين أعربوا عن قلقهم من انخراط الجيش في أزمة قد يفتعلها ترامب لقلب نتائج الانتخابات، وربما يحشد ميليشيات خاصة وقوات شبه عسكرية موالية له، لتعطيل الانتقال ونشر العنف في واشنطن.
وسلالة ترامب بات لديها أياما معدودة. أما الأيام اللبنانية فلا تعد ولا تحصى ومفتوحة على المجهول، وهي أبعد من انتقال السلطة الأميركية في العشرين من الشهر القادم. فكل المؤشرات تدل على أن قصتنا طويلة ومعقدة، وأكبر من اسم وحقيبة، وأن مهمة البطريرك الراعي تواجه عصيانا محليا قد يحتجز التأليف حتى آخر العهد.
ولم تجد نفعا كل الأصوات من الخارج، حيث صارت البهدلة عنوان المرحلة، من ماكرون إلى الاتحاد الأوروبي إلى مسؤولين أميركيين إلى قداسة البابا وراعي الرعية، لكن المسؤولين ظنوا أن السماء تمطر فحمل كل منهم مظلته واختبأ خلف هذه الحقيبة وتلك الوزارة، واتخذت هيئة تعطيل التشكيل معايير على وزن باسيل. وتقلد جبران منصب رئيس مصلحة تشخيص النظام في بعبدا، فمن وإلى رئيس الجمهورية، ولم يأتمر بأوامر باسيل، فإلى الحجر الإجباري حتى لو كان من عظام الرقبة.
وضعت الداخلية حجر عثرة في طريق التأليف، أما مسلك العدلية فسالكوه كثر، من رئيس الجمهورية الذي يتمسك بالوزارة لتبقى التشكيلات القضائية رهينة بين يديه، إلى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الذي يريد العدل ضمانا لعدم الاستدعاء إلى التحقيق أسوة برئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب. وأكثرهم راحة بال هو رئيس مجلس النواب نبيه بري صاحب المقولة الشهيرة: الضعيف يذهب إلى القضاء. فهو خارج القلق طالما أن القاضي علي ابراهيم لم يرم بوردة، وجل ما يفعله فتح مضافة قهوة للوزراء وجمعية المصارف، ليشرب معهم نخب حقوق وأموال المودعين الضائعة.
وبالتكافل والتضامن، يضعون العقدة تلو العقدة على حبل التأليف، إلى أن تأتي ساعة الاتفاق من حيث لا ندري، عندها تقوم للحكومة قيامة ويحيا العدل. حتى اللحظة المسرحية قائمة، اللاعبون على خط الوساطة انكفأوا إلى المقاعد الخلفية. كذبة التفاؤل التي أرغم الحريري على تشييعها بلسان عون، لم تدم أكثر من نصف ساعة، إذ تولت وطاويط باسيل الرابع عشر المزروعة في القصر، إفشال المهمة. “حزب الله” ضالع بالتعطيل، لكنه نأى بنفسه، وهو يجلس على الضفة منتظرا.
المطالبون بإنقاذ لبنان بحت أصواتهم، وتوجتها دعوات بابا روما خلال يومين متتاليين، وأتت بعدها عظة الراعي لتؤكد أن الكيل قد طفح، لكن الحريري متمسك بثلاثيته الذهبية: لا اعتذار ولا تنازل ولا حكومة من غير الاختصاصيين. وقد يكون الحل الوحيد أمامه هو تقديم وزارته للشعب، والشعب سيكون مصدرا للسلطات فعليا هذه المرة، ليصبح السياسيون والقادة من الطفار.
ومن بين حالات الوباء السياسية، سجلت أول حالة مصابة بالطفرة الجديدة من سلالة كورونا. أتت من بريطانيا بلد المنشأ، وحجرت في مسقط رأسها شمال لبنان. وزير الصحة، وفي مقابلة مع “الجديد”، أكد الأمر ولا حول ولا، إذ لا صلاحية لوزارته منفردة بإيقاف الرحلات من بريطانيا، وجل ما في يدها رفع توصية إلى هيئة الكوارث، في بلد اتخذ شكل الكارثة.