كتبت جنى الدهيبي في “المدن”: حالة من الهلع أصابت اللبنانيين عمومًا، وفي طرابلس على وجه التحديد، إثر وصول أول حالة من السلالة الجديدة لفيروس كورونا المستجد، لدى مسافر قادم من العاصمة البريطانية لندن، وهو يقطن في عاصمة الشمال.
هذه السلالة الناشئة في بريطانيا، أصابت العالم بقلق شديد، بعد أن ثبت سرعة انتشارها وقدرتها على الفتك بالصغار كما الكبار، وقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، حسب بعض خبراء الصحة. وبالطبع، تسللت إلى لبنان بسبب عدم اتخاذ اجراءات احترازية رسمية كعدد كبير من الدول، التي أوقفت رحلات الطيران مع بريطانيا. وهو ما يعني أن بلدنا ما زال مرشحًا لتوسع انتشار السلالة الجديدة من الفيروس، في ظل تشريع أبواب المطار أمام بؤر انتشارها من جهة، ولأن أحد القادمين يحملها من جهة أخرى، وربما هناك آخرون غيره أصيبوا بها ولم يجرِ الكشف عن حالتهم.
في البدء، انتشرت شائعات عن وجود المُصاب بالسلالة الجديدة في صيدا جنوبًا، ثم تبيّن أنه يقطن في طرابلس شمالًا. فماذا عن وضعه؟
تكشف معلومات خاصة بـ”المدن” أن المصاب بالسلالة الجديدة يسكن في منطقة الضم والفرز في طرابلس، وهو رجل متوسط العمر.
وفي ظل التشدد بالإفصاح عن أي معلومات رسمية حول هويته، احتراماً لخصوصيته، يشير رئيس إدارة الكوارث في بلدية طرابلس جميل جبلاوي، أن المُصاب بحالة مستقرة نسبياً حتى الآن، ولا يعاني من عوارض خطيرة.
ويلفت جبلاوي أن المصاب يحجر نفسه في غرفة خاصة في منزله، وتجري متابعته خطوة خطوة من إدارة الكوارث ومن طبيب قضاء طرابلس، مندوب وزارة الصحة الدكتور وليد البابا، وأنه لم يخالط أحدًا من أفراد عائلته ومحيطه، وسارع إلى حجر نفسه فور كشف إصابته بالسلالة الجديدة. كما أنه يلتزم الحجر المنزلي ولم يُنقل إلى المستشفى، لأن وضعه ما زال مستقراً، ولا يتطلب العلاج الإستشفائي. وسيجري نقله إلى المستشفى في حال تطلب وضع الصحي ذلك.
ويعتبر جبلاوي أن لبنان في الأصل انتقل إلى مرحلة الانتشار المجتمعي للوباء، ودخل مرحلة مناعة القطيع، لأن معظم العوارض تتراوح بين الخفيفة والمتوسطة، بينما لا تشكل الحالات الخطيرة إلا نسبة ضئيلة. وقال جبلاوي: “السلالة الجديدة من الفيروس ليست أكثر خطرًا وإنما أسرع انتشارًا، في وقت صار انتشار الوباء في لبنان كبيرًا. لذا، لا داعي للهلع“.
وأكد جبلاوي أن طبيب القضاء وإدارة الكوارث في طرابلس يتابعون حالات جميع المصابين، ولم يتبين بعد أن ثمة انحدارًا خطيرًا على مستوى طبيعة انتشار الوباء في الشمال. والمطلوب هو وعي الناس لضرورة الوقاية واتخاذ اجراءات التباعد الاجتماعي والنظافة الشخصية، في ظل عدم قدرة الناس نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية على الإلتزام الكامل بالحجر المنزلي والإقفال العام في البلاد.
شعبيًا، ما زال أبناء طرابلس يترقبون تداعيات تسلسل الطفرة الجديدة من كورونا بينهم، فيما سجل عدد المصابين بكورونا حسب أرقام وزارة الصحة في المدينة 4060 إصابة، كما تبلغ نسبة الإصابات شمالًا من إجمالي إصابات لبنان 12.3 بالمئة.