عون والحريري … والوطاويط!

28 ديسمبر 2020
عون والحريري … والوطاويط!

كتب نبيل هيثم في “الجمهورية”: «صار التأليف فضيحة، ووصمة عار غير مسبوقة في الحياة السياسيّة»؛ هذه الجملة، وغيرها جمل أخرى تحت الزنار وفوق القدح والذمّ، تضجّ في كلّ الصالونات، وتتردّد على ألسنة كلّ الناس، وهم يبحثون عن حكومة ضائعة بين «وطاويط» تُرى من «بيت الوسط» في القصر الجمهوري، وبين غرف سوداء تُرى من القصر، وهي تبث ما يصفها الأكاذيب من «بيت الوسط»!
اسئلة بديهية تستحضرها هذه الفضيحة؛ كيف يمكن لحكومة أن تولد بعد من رَحَم الوطاويط والأكاذيب؟ وإن ولِدت هذه الحكومة، طوعاً او بالإكراه، فأيّ حكومة ستكون؟ وأيّ مدرسة من المدارس السياسيّة تبيح هذه اللعبة العبثية وبهلوانيّاتها ومراهقاتها وصبيانيّاتها، وأن يمارَس فيها هذا السلوك المقيت الذي أسقط آخر ورقة توت، تستر المقاربة الفضائحيّة للاعبين على حلبة الحكومة، و»نشّف» ماء وجوههم ولم يبقِ لديهم ما يحفظها؟

مقت اللبنانيون هذه اللعبة، وبلغ فيهم الحال حدّ السؤال: من يحكمنا، مسؤولون، أم كائنات فضائية لا علاقة لها بأهل الأرض، ولا تعرف ماذا يجري؟

أحد كبار المسؤولين، نال منه القرف، مجرّد أن تسأله عمّا استجد في ملف الحكومة، يثور غضباً ويعبّر عن قرفه مما بلغه الحال، ويقول: «لقد هرّ البلد وطار، في لعبة تبدو بين كبار لكنّها تدور بعقول صغار، بسلوكهم المخجل بنوا مدرسة إفساد للحياة السياسيّة في لبنان، مدرسة بلا رجال دولة عنوانها «إن لم تستحِ افعل ما شئت».. لقد اغتالوا الدولة عن سابق تصوّر وتصميم؟

سؤال لا يجد المسؤول عينه جواباً له: ما سرّ تعمّد خداع الناس، وكيف لرئيس أن يطلب من رئيس أن يشيع إيجابيات حول لقاء غارق من بدايته إلى نهايته بالسلبيات؟ وكيف لرئيس أن يستجيب لطلب رئيس فيوهم الناس بإيجابيات، وفوق ذلك يتصل بسياسيين ويقول لهم «الجوّ منيح والامور ماشية»، ثم ما يلبث أن يذوب الثلج و»يبيّن» مرج الخداع، وتسود لغة الوطاويط والاكاذيب في الأرجاء، هل هكذا يتصرّف رجال الدولة؟

ما يجري على حلبة التأليف بين الشركاء في إتمام هذا الاستحقاق، يتغاضى عمداً عن حقيقة أنّ البلد يوشك أن ينتهي ويصبح هو وشعبه في خبر كان، فالأزمات المتلاحقة التي باتت تطال كل أوجه حياة اللبنانيين إقتصاديًّا واجتماعيًّا ومعيشيًّا، صارت تشكّل عبئاً لا أحد قادراً على تحمّله، وتنذر بانفجار اجتماعي خطير، بات يلوح من افق عمليات السلب اليومية العابرة للمناطق، فيما روائح الفساد التي تفوح من كلّ ملف حوّلت «بلد الأرز» بالفعل إلى «جمهورية موز».

لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا.