وقال في حديث لـ”الوكالة الوطنية للإعلام”: “سبب عودة الأخبار اللبنانية الى الإعلام، على الأقل الأوروبي والإيطالي، يعود للتحرك الديبلوماسي الناشط للكرسي الرسولي في العالم لحث المجتمع الدولي على العمل من أجل نجدة لبنان”.
أضاف: “إن الرسالة التي وجهها قداسة البابا فرنسيس لمناسبة عيد الميلاد إلى الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك انطاكية للموارنة، ورئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان وإلى جميع اللبنانيين بدون تمييز، وفيها بعض كلمات التعزية والتشجيع، لم تكن رسالة تضامنية فحسب، بل كانت تعبر عن موقف دولة لها نفوذها في العالم، وعن موقف حازم من قبل الكرسي الرسولي تجاه ما يعاني منه الشعب اللبناني بسبب طبقته الحاكمة”.
ولفت رودجيرو الى أن “رأس الكنيسة أثبت إلمامه بتفاصيل الوضع اللبنانية وعزمه على الوقوف إلى جانب لبنان خصوصا بعد أن أعلن عن زيارة خاصة له”.
وفي هذا السياق، يشرح الوكيل لبطريركي لدى الكرسي الرسولي في روما المطران يوحنا رفيق الورشا في حديث مع “الوكالة الوطنية للإعلام” إلمام الحبر الأعظم بتفاصيل الوضع اللبناني وما تحمله الرسالة من مضامين، فيقول: “هناك علاقة وثيقة بين زيارة غبطة البطرك لقداسة البابا، منذ شهر تقريبا، والرسالة الميلادية، فقد طلب غبطة البطرك من قداسة البابا والكرسي الرسولي التدخل لمساعدة لبنان، كما كان يحصل دائما عندما يتدخل الباباوات. وقد تبين في الرسالة أن قداسته مطلع على التفاصيل كافة”.
أضاف: “أجمل ما في الرسالة الرجاء والعزاء للبنان لمناسبة عيد الميلاد والقول ان يسوع حاضر معنا ويساعدنا. الرسالة تعبر عن حزن قداسته، لما يمر به لبنان من أزمات صعبة ويقول إن الله معنا ولم يتركنا. ففي رسالته يقول: تنبأ آشعيا قائلا الشعب السالك في الظلمة أبصر نورا عظيما، نحن اليوم، وإن كان من حولنا ظلام فإن المسيح ينيرنا بنور ميلاده كي نبصر ونجد طريقنا نحو الحق والعدالة. ولكن في يوم الميلاد هذا الشعب السائر في الظلمة أبصر نورا عظيما (أِش 9:1) إنه النور الذي يهدئ المخاوف ويسكب في كل فرد الرجاء الأكيد أن العناية لن تترك لبنان أبدا وتعرف كيف تحول هذا الحزن أيضا إلى خير. وعندما استشهد بكلام البطريرك الحويك توجه الى جميع اللبنانيين بالقول: قوموا بعملكم وهو ليس لكم بل للخير العام وللشعب ولمصلحته” مستعيرا هذا المقطع من إحدى الرسائل الراعوية للبطريرك الياس الحويك: أناشد الزعماء السياسيين والقادة الروحيين، أنتم أيها المسلطون (…)، أنتم يا قضاة الأرض، أنتم يا نواب الشعب، الذين تعيشون نيابة عن الشعب، (…)، أنتم ملزمون، بصفتكم الرسمية ووفقا لمسؤولياتكم، أن تسعوا وراء المصلحة العامة. وقتكم ليس مكرسا لمصالحكم، وشغلكم ليس لكم، بل للدولة وللوطن الذي تمثلونه”.
وعن توجه البابا فرنسيس الى المجتمع الدولي قال: “في رسالته توجه الى المجتمع الدولي مشيرا إلى الحياد الإيجابي، فقد دعا الى أن يكون لبنان بمنأى عن الصراعات الإقليمية والدولية. إنها بالفعل، رغم كل الظروف التي نعيشها، كلمة تعزية ورجاء تقدم بها قداسته للبنانيين. إنها المرة الأولى التي يوجه الحبر الأعظم رسالة يخصص بها بلدا. إنها سابقة مهمة، يجب ألا نهمل ذلك. علينا التوقف وإعطاء الرسالة حجمها. ففي صفحة واحدة لخص الوضع في لبنان. بالنسبة إلى الزيارة، تحدث عن زيارة خاصة للبنان ولم يقصد في إطار جولة عامة بل خاصة للبنان. كل ذلك يعني أن لبنان في قلب قداسة البابا وضميره”.