إستعدّوا إلى ما بعد كوفيد- 19

29 ديسمبر 2020
إستعدّوا إلى ما بعد كوفيد- 19

كتبت نوال نصر في “نداء الوطن” “فيروس كتير صغير ركّع الدني”… والآتي، يقال، أعظم. فهل هي آخر الدنيا أم نحن في سياقٍ تاريخيٍّ تتجدد فيه الفيروسات التي تظهر، أو قد تظهر، كل حين لألفِ سببٍ وسبب؟ هل الله يُقاصص شعبه أم هو الشعب الذي لم يُحسن التعامل مع طبيعة خلقها الله؟ وهل يُمكننا، ونحن على عتبة 2021، ان ننسى كل النظريات عن مؤامرات حيكت تحت عنوان “كوفيد 19” طوال 2020 ونتابع العمر بلا شكوك؟

عبد الرحمن البزري، عيد عازار، جورج جوفلكيان، جاك مخباط، سليم أديب، عاصم عراجي، غسان دبيبو، روي نسناس… أسماء وأسماء لازمتنا، مثل الظل، في 2020، في سنة بتنا نتلمس فيها، في لبنان، خبراً يُثلج القلب القابع تحت ثقل الهموم على أنواعها وأتى كوفيد-19 ليُتوج كل الأزمات. فهل هي نهاية الدنيا؟ وماذا عن سيناريو الأيام الآتية مع الجائحة المتفلتة عالمياً؟ وهل يمكننا أن نعلن منذ اليوم أن العدّ العكسي لأفول الفيروس قد بدأ؟

بيل غيتس، كان أوّل من أنذر، عام 2015، بقدومِ فيروسٍ عالمي قد يتفشى ويخرج من تحت السيطرة، وها هو اليوم يُعلق في شكل متتالٍ على تطور اللقاح ويقول هذا صحّ وهذا خطأ. وهذا أخطأ وذاك غضّ النظر. وفي ظل كل ذلك هناك من يتحدث عن مؤامرة يُخطط لها غيتس لزرع شرائح ورقاقات صغيرة، عبر اللقاح، في البشر. المسائل إذاً تختلط ببعضِها بين هندسات يُقال عنها “مؤامراتية” وبين توجسات بحت شعبية.

بعيداً من المؤامرة والمتآمر، وعن التنبؤات المسبقة، هل من تنبؤات الى أفول الفيروس؟ بيل غيتس توقع في أحاديثه مدة أشهر أربعة أو خمسة مقبلة قاتمة، بسبب فصل الشتاء، لكن الحياة ستعود الى طبيعتها مع حلول الربيع المقبل والعمل باللقاح. وسيعود العالم رحباً في نهاية 2021. لكن، علينا أن ننظر جميعاً الى ما تعلمناه من هذا الوباء لأنه سيكون هناك وباء آخر قادم. وعلى إدارة بايدن القادمة أن توجد فريقاً من الخبراء، من 3000 خبير على الأقل، يعملون على الأمراض المعدية، كي يركزوا فوراً حين يلمحون وباء جديداً. هذا معناه، إذا صدق غيتس، أن علينا أن نبدأ بالتفكير الإيجابي الى أفول جائحة كوفيد-19، والتأهب لما قد يأتي بعدها.

الدكتور عبد الرحمن البزري، عضو اللجنة الوطنية للأمراض الجرثومية، يطمئن حيناً ويعود ليُنبّه حيناً آخر الى ما يجب وما لا يجب، ولا يملّ من التكرار. فالتكرار يُعلّم. وسنة 2020 كانت حافلة بأمورٍ جدّ بسيطة كان يفترض للكون كله أن يتعلمها من جديد: مثل غسيل اليدين! فهل توقع أحدنا ذلك في 2019؟ دعونا ننسى 2020 ونسأل عما ينتظرنا في 2021؟ يجيب الدكتور البزري: “العالم يستمر مضطرباً لكن تختلط على الكثيرين بعض التسميات، فهناك من يسمون التغيير الذي طرأ على كوفيد-19 بالسلالة الجديدة، لكن فلنُصحح الأمر ونسميه نسخة جديدة. فالفيروس يتكاثر ويعطي نسخات تتسبب بتعديل طبيعة الفيروس الموجود وبتغيير في البروتينات، التغيير إذاً منطقي جداً في علم الفيروسات لكن قد يحدث أن يتسبب بزيادة فعالية الفيروس. ويستطرد بالقول: هدف الفيروس المحافظة على جنسه وذلك بالتفتيش عن مضيف، والفيروس ذكي، من مصلحته ألاّ يقتل مضيفه – الإنسان خلال دورته الحياتية، لذا يظل يتطور من أجل الحفاظ على نفسه، متسبباً بأعراض تساعده على الإنتقال من مضيف الى مضيف، أي من إنسان الى إنسان، إما عبر الرذاذ أو الإسهال. لذا نتوقع أن نشاهد تعديلات فيروسية على كوفيد-19 لها مصلحة في أن تتسبب بعدوى أكثر وموت أقل.

لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا