النجم لا ينطفئ.. وإن غيبه الموت

3 يناير 2020
النجم لا ينطفئ.. وإن غيبه الموت

تقريرخاص: نعمت الرفاعي
وكأنه لم يعد يحتمل أكثر…
قلبها الوديع لم يحتمل المزيد من الأسى والقتل، فانفجر بصمت…
ودعتنا بعد أن تركت بصماتها في كل حدث، ودموعها كردة فعل…
طالما كانت قوية، وقامت من تحت الأنقاض، لتنشر حدثًا، وكانت تتأمل لعل الآتي خيرًا… بل بعد المصاب فرجًا وتتابع حدث تلو حدث لعله يأتي الحدث اليقين…
فكانت ثورة لبنان متنفسًا انفرجت له الشفاه الثكلى بأخبار الموت في كل الوطن العربي، وقالت لعل ثورة تشرين تعكس النور والفرح على كل البقاع العربية لتشرق نورًا كما أشرق مبسمها…
ولكن القدر، كان قد سبق فرحتنا بثورتنا وانتصارنا بخبر جلل، مصاب لم ينفك يبعث في داخلنا أن الموت يطارد الأخيار والأحرار ويبقي الحياة الفاسدين والأشرار…
نجوى قاسم التي نذرت حياتها لشغف حياتها وتخلت عن ممارسة الفن والهندسة لتبدع في رسم الصورة ولكن فشلت في رسم صورة مشرقة للعالم العربي على مدى سبعة عشر عامًا من نقل الصورة، تحدثت كثيرًا، وتألمت طويلاً، بدأ بكاؤها من مجزرة قانا إلى آخر طفلٍ في مجازر بشار الأسد السورية…
ولم يخيل إلينا أن النهار الذي سنرثيها فيه وننعيها كان قد بات قريبًا… علامات التعب المبكر قد بدى واضحًا على الإعلامية المشرقة، ولكن عين القلب لا تبصر وداع من أحببناهم ولو كانت معرفتهم تقتصر على رؤيتهم من خلف الشاشة…
نجوى قاسم الإعلامية الحقيقية التي أبدعت وأنارت الإعلام اللبناني والعربي، وكانت صوت الواقع المؤلم،
صاحبة القلب اللين الرقيق المفعم بالإنسانية.. وللأسف.. يبدو أن هذا القلب لم يعد يحتمل أكثر فأسلم الروح لخالقها… وكأن كل مشاكل العربية قد اختلجت بنبضاتها وروحها فاكتفت…
كم نحتاج بإعلامنا اللبناني الحالي لنجوى قاسم ومثيلاتها….