تعرب أوساطٌ واسعة الإطلاع في بيروت، عن خشيتها من حال «الانفصام» التي يعيشها لبنان الذي يبدو «منفصلاً عن الواقع» في ظلّ وضعٍ داخلي مشغول بما يشبه «الحفلة التنكرية» التي تحكم مسار تأليف حكومةٍ سياسية يُراد «تمويهها» بالاختصاصيين من ضمن ذهنيةٍ «إنكارية» لانهيار المرتكزات المالية – الاقتصادية – المصرفية – النقدية التي طبعتْ «وجْهَ» البلاد لعقود، فيما البُعْدُ الاقليمي للواقع المحلي يشي بأن بيروت دَخَلَتْ «ممر الفيلة» على وقْع المكاسَرة بين واشنطن وطهران التي اتخذتْ شكْلَها الأكثر تَفَجُّراً، والذي يُنْذِر بإمكان تفلُّتها من سقف «الحرب بالنقاط»، مع تجرؤ «النسر الأميركي» على «اصطياد» الجنرال الإيراني قاسم سليماني في بغداد.
وغداة ما بدا أنه تَسَلُّم الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله «راية» القيادة الميدانية لـ«محور المقاومة» وتسليمه «رايةَ الثأر» لاغتيال سليماني إلى «قوى المحور» عبر إطلاق معركة إخراج الولايات المتحدة من المنطقة، بدا وكأن لبنان الرسمي والسياسي أشاحَ بنظرِه عن الأبعاد البالغة الخطورة لاندفاعةِ نصرالله وتحديده «بنك أهداف» عسكرياً من «قواعد وبوارج وضباط وجنود» (أميركيين) وصولاً إلى ربْط حزبه مباشرةً بـ«حلقة الردّ» على شطب قائد «فيلق القدس» عبر إعطائها «مفعولاً انتقامياً رجعياً» لعدد من كبار قادته الذين استهدفتْهم اسرائيل وآخِرهم عماد مغنية