وقال روكز لـ”نداء الوطن”: “أفهم ان واجب رئيس حكومة تصريف الأعمال ان يصرّف الأعمال، لكن يبدو ان الرئيس الحريري “حردان”، المسؤولية ليس فيها “حرد” بل فيها تبعات، رئيس الحكومة في باريس، وكل وزير في بيروت “مكشّر من ميل” وكأنه “آخذ على خاطرو وزعلان”، ومن المفترض ان يكون الشعب هو من يزعل ويأخذ على خاطره من المسؤولين الذين أوصلوه الى الحالة الراهنة”.
وأضاف: “حاكم مصرف لبنان يتغنّى وكأنه المنقذ، متناسياً ان السياسة المالية المتبعة والهندسة الاقتصادية هي التي اوصلت البلاد الى هذا الدرك، ثم يطلع علينا ببدعة انه يحقّ للمصرف ان يعطيك بالليرة اللبنانية وليس بالدولار، فبأي منطق وبأي قانون يُحدّد ذلك؟ عند حدوث أي ظرف استثنائي، مجلس النواب هو من يشرّع وليس الحاكم من يشرّع ويُحدّد نوعية المبالغ التي تعطيها المصارف. الحاكم حاول تبييض صفحته لكن في النتيجة تبييض الصفحة يجب ان نراها عند الناس، عندما ترتاح وتتوقف معاناتها اليومية ويتوقف اذلالها امام المصارف”.
وتابع: “الناس يعانون والمسؤولون يتسلّون. أما في ازمة التقنين الكهربائي فحدث ولا حرج، وكذلك في أزمة المازوت والغاز. ويتذرّعون بالعوامل الطبيعية، وبقطع الطرقات ، فهل نحن في دولة ام لا؟”.
“الناس فقرت والمؤسسات سكّرت”، يقول روكز، “والمطاعم والفنادق تقفل تباعاً، والموظفون يُسرّحون من عملهم، ومن لا يزال يعمل فإنه يشحذ ماله ولا احد يسأل، والمسؤولون يتلهون هل هذا الوزير يركب هنا وذلك الوزير يركب هناك ويطلون على الشعب عبر شاشات التلفزة وكأنهم قديسون، حسناً إذا كانوا جميعاً قديسين فمن أوصل البلاد إلى ما وصلت إليه اليوم؟”
روكز الذي توقف عند تأخر ولادة الحكومة عزا اسباب هذا التأخير الى عودة نغمة المحاصصة والمصالح، وقال: “طرحنا من البداية حكومة اختصاصيين لكي تكون فوق المصالح، لكن ما نشهده هو العودة الى المطالبة بحصص، فكل “واحد بدو وزير إلو”، وأساساً تركيبة التشكيلة الوزارية كلها خطأ بخطأ. يتصرّفون وكأن لا ثورة 17 تشرين حصلت ولا تحولات في البلد حدثت”.
وإذ أبدى احترامه للأسماء المتداولة للتوزير، اعتبر ان الخلاص لا يكون على ايدي هؤلاء المرشحين، مشدداً على ان دقة الاوضاع السياسية والمعيشية والمالية والاقتصادية تفرض تأليف حكومة “ثوروية” بمعنى الإتيان بوزراء جدد يتحلون بالمعرفة والخبرة ويتمتعون بالامكانات فيكونون فريق عمل واحداً في حكومة تنهض بالاقتصاد أما الشؤون السياسية فـ”لاحقين عليها”.
وكشف روكز أنّ أحداً لم يفاتحه بموضوع توزيره وأنه استبق هذا الامر بإعلان تأييده فصل النيابة عن الوزارة.
وعن مدى انعكاس ما يحدث إقليمياً على الداخل اللبناني وإمكانية فتح جبهة لبنان بعد استهداف قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني اللواء قاسم سليماني، أبدى روكز تقديره لخطورة ما يحدث إقليمياً، إلا أنه دعا إلى التركيز على لبنان و”نخلّص حالنا ونحلّ مشاكلنا”.
روكز الذي أكد أنه لم يتابع مقابلة رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل لانشغاله بضيوفه إلى العشاء، قال: “لم أحضرها، كانت مقابلة، سألوه فأجاب، وهكذا سمعت من الناس”.