في الواقع تؤكد المعلومات انّ إيران باشرت تطبيق البرنامج الذي يتيح لها خوض “حرب الاشباح” مجدداً. ويبدو انّ واشنطن تدرك هذا الامر وتُبدي قلقها منه.
لكن السؤال هو متى وأين؟
حتى الساعة لم تظهر إجابة مقنعة حول السبب الذي دفع ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى رفع مستوى المواجهة، وتجاوز الخطوط الحمر وتعديل قواعد الاشتباك المعمول بها، والذهاب الى اغتيال قاسم سليماني.
ولم يعد خافياً انّ بعض صقور الادارة الاميركية شجعوا ترامب على الخطوة، وفي مقدمهم نائب الرئيس مايك بنس ووزير الخارجية مايك بومبيو.
وفيما كان “البنتاغون” معارضاً دفع الامور نحو المجهول في العراق، وبالتالي تعريض الجنود الاميركيين للخطر الدائم، كان مفاجئاً موقف مديرة وكالة الاستخبارات المركزية CIA جينا هاسبل التي قالت لترامب، على ما نُقل عنها، إنّ التهديد الذي يمثّله بقاء سليماني اكبر من التهديد الذي يمثله الرد الايراني على مقتله.
وبالتالي، فإنّ اغتيال سليماني نقل المنطقة الى مرحلة جديدة. صحيح انّ الرد الايراني الصاروخي جاء مدروساً بعناية، لكن لذلك ظروفه ومفهومه المختلف. كانت طهران تعرف أنّ إبلاغ بغداد مسبقاً سيؤدي الى تَسرّب الخبر الى واشنطن التي سارعت الى اتخاذ الاجراءات اللازمة لقواتها العسكرية، ومن ثم أتاحت التكنولوجيا المتطورة للجيش الاميركي من رصد إطلاق الصواريخ وتحديد الهدف الذي تتوجّه نحوه، وبالتالي وضع الجنود في الملاجئ المحصنة.
اعتبرت طهران انها رَدّت معنوياً على رمزية الصفعة المعنوية في اغتيال سليماني، لكنّ الانتقام هو طبقٌ لا يُؤكل إلاّ بارداً، وهو ما تعمل عليه.
فقبل اغتيال سليماني كان “فيلق القدس” يعمل فوق الارض، امّا بعد الاغتيال فإنّ العمل جارٍ للاختفاء تحت الأرض تمهيداً لحرب الاشباح. ما يعني انه خلال الاسابيع المقبلة سيستمر العمل على استكمال الاختفاء كلياً تحت الارض، وعلى إتمام التحضيرات المطلوبة من رصد الارض وتحضيرها وتدريب المجموعات وتجهيزها قبل الشروع في “حرب الاشباح”. وهو ما معناه أنّ هذه الحرب في حاجة الى بضعة اسابيع قبل أن تبدأ، عندها سيكون طبق الإنتقام قد اصبح بارداً.
وفي وقت استفاد نظام الملالي في إبراز مراسم الوداع الشعبي لسليماني لتكون بمثابة تجديد شباب الثورة الاسلامية بعد الهزّات التي تعرضت لها خلال السنوات الماضية، فإنه باشَر في درس الساحات التي ستحتضن العمليات المنتظر حصولها.
في افغانستان تبدو الامور مستبعدة لكي لا يؤثر ذلك سلباً على الاتفاق الذي حصل بين واشنطن وحركة “طالبان”، وقضى بمعاهدة سلام تنهي الوجود العسكري الاميركي.
وفي الخليج تبدو الامور قابلة للانتظار بعض الوقت. وربما هي مرتبطة بشروط أخرى، مثل تصاعد المواجهات البحرية حول تصدير النفط.
لذلك تبقى الساحة الفضلى هي الساحة العراقية حيث الوجود الاميركي الكثيف”.
وفيما الساحة اللبنانية تبدو مستبعدة، فإنّ الساحة السورية بدورها قد توضع جانباً، خصوصاً بعد زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدمشق قبل أيام، والتي تعني انّ الساحة السورية هي من ضمن نفوذ روسيا، وانه يجب استبعادها عن المواجهة الحاصلة بين واشنطن وطهران.
لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا.