‘تخطّى الواقع المحلّي إلى الإقليمي’.. ما سرّ قوة دياب؟!

14 يناير 2020
‘تخطّى الواقع المحلّي إلى الإقليمي’.. ما سرّ قوة دياب؟!

تحت عنوان: “ما سر قوّة دياب؟”، كتب طارق ترشيشي في صحيفة “الجمهورية”: تساءل كثيرون عن سر القوة التي امتلكها الرئيس المكلّف تأليف الحكومة حسان دياب فجأة، فيما يُوحي منذ تكليفه أنه شخصية هادئة ورصينة وعصامية وتتعاطى مع القضايا التي تتصدى لها بهدوء ومسؤولية وسلاسة وعدم تسرّع.

البعض يقول انّ التبدل او التطوّر، في شخصية دياب بدأ إثر لقائه الليلي الطويل الأخير في منزله مع الوزير جبران باسيل الذي زاره بناء على رغبة قيادة “حزب الله” التي طلبت منه تسهيل مهمة الرئيس المكلف لتأليف الحكومة سريعاً، لأنّ البلاد لم تعد تتحمل مزيداً من التأخير في إنجاز هذا الاستحقاق الدستوري. وفي هذا اللقاء انزعج دياب من اسلوب باسيل في التعاطي مع الملف الحكومي، الذي بَدا كأنه هو من يؤلف الحكومة وليس الرئيس المكلف، حيث جاء حاملاً إليه اسمين لكلّ حقيبة من الحقائب الوزارية المخصصة للمسيحيين، داعياً إيّاه الى اختيار احدهما حتى يُصار الى تأليف الحكومة على الفور ولو كان في منتصف ليل ذلك اليوم.

لكنّ دياب لم يجب على باسيل فاستمهله، ليس للاختيار بين الاسماء التي اقترحها، وإنما ليشكو الى الافرقاء الآخرين سَعي باسيل للاستئثار بكل الوزراء المسيحيين، واعتدائه على صلاحيات الرئيس المكلف.

وقد بلغ الخلاف ذروته بإصدار دياب بيانه الأخير ليل الجمعة ـ السبت مؤكداً انه لن يعتذر، ورافضاً الافتئات على صلاحياته في التأليف، مؤكداً انّ رئاسة الحكومة “ليست مكسر عصا”. وتَبع هذا البيان رد رئاسي عبر احد الوزراء المقرّبين من رئيس الجمهورية، جاء على طريقة “بدلاً من أن يكحلها عَماها”.

والواقع انّ سر قوة دياب، حسب سياسي مطّلع، يتخطى الواقع المحلي الى الاقليمي، حيث انّ الرجل بدأ يلعب دوراً “على مستوى اعلى من لبنان وعلى وزن حسان” على حد تعبيره، متوقفاً عند مواقف بعض المرجعيات الداخلية وكذلك عند بعض المؤشرات التي تدل الى رضى بعض الجهات الاقليمية الفاعلة التي تتعاطى الشأن اللبناني على الرجل، أو على الاقل انها لا تحبّذ ان يعرف أحد مهمته.

ويشير هذا السياسي المتابع للاستحقاق الحكومي وما حوله، الى انه على رغم المواقف والاصوات السنية التي شكّكت بتمثيل دياب لطائفته ودعته الى الاعتذار عن التأليف، لم يصدر عن دار الفتوى حتى الآن اي موقف رسمي يعارضه، وكذلك لم يصدر عن المملكة العربية السعودية التي غالباً ما تهتم تقليديّاً بموقع رئاسة الحكومة ومن يشغله، أي موقف لا يؤيّد تكليف الرجل او يعارضه، بل على العكس وعندما أطلّ احد الاعلاميين السعوديين عبر إحدى القنوات التلفزيونية اللبنانية معبّراً عن موقف سعودي يؤيد الحريري ويعارض دياب، سارعت السفارة السعودية في بيروت الى نفي هذا الامر ببيان اكد انّ ما قاله هذا الاعلامي يعبّر عن موقف شخصي ولا صفة رسمية له.