“راحت السكرة وإجت الفكرة”، هذا هو واقع اللبنانيين الذين احتفلوا عيد رأس السنة، إن في التجمعات في المنازل أو في المطاعم، بعيدا كل البعد عن شروط السلامة العامة والتدابير الوقائية.
احتفلوا علهم يودعون عاما كان مليئا بالمصاعب والتحديات والنكسات، ليستقبلوا عاما جديدا مليئا بالأمل ببناء دولة عادلة وقادرة.إلا أن المكتوب يقرأ من عنوانه، فالأعداد المتزايدة لإصابات كورونا لا تبشر بالخير، والإتكال على وعي المواطن تبين أنه دون جدوى فوصلنا الى المحظور: إما الصحة او الإقتصاد، والخياران مران.
وبين هذين الخيارين، رفعت لجنة التدابير الوقائية لفيروس كرورونا توصية بالإقفال التام والصارم للبلاد لمدة ثلاثة أسابيع، بعد توصية مشابهة من لجنة الصحة النيابية.
اللجنة تعود لتجتمع الإثنين في السراي الكبير لدراسة هذه التوصية، لترفعها بدورها الى اللجنة الوزارية المختصة، كما تجتمع الثلاثاء لمتابعة سياسة التلقيح التي ستعتمدها الدولة اللبنانية، وتحديد المستفيدين من لقاح فايزر وطريقة تخزينه وتوزيعه، وسيقدم رئيس لجنة الوطنية للأمراض الجرثومية د. عبد الرحمن البزري، التصور المطلوب لذلك.
أما الفوضى التي حصلت ليلة رأس السنة في المطاعم والصالات، فبدأت بوادرها بالظهور، وإذا صحت المعلومات عن حالات بالألاف سجلت تلك الليلة، حيث لم يتم مراعاة التدابير الوقائية ولا القدرة الإستيعابية المسموح بها للمطاعم، فنحن أمام كارثة حقيقية.
وتجمهر اللبنانيون اليوم أمام المختبرات لإجراء فحوص ال PCR، حيث زادت المختبرات من قدرتها الإستيعابية الى الدرجة القصوى، وفقدت الفحوصات في مختبرات اخرى.
إذا لجنة التدابير الوقائية لفيروس كورونا، تداعت اليوم الى اجتماع طارئ عن بعد عبر تطبيق ZOOM، لدراسة الأعداد المتزايدة للاصابات بفيروس كورونا. أبرز التوصيات: الإقفال من 3 إلى 6 أسابيع مع منع تجول تام، على أن يتم استثناء الصيدليات وأماكن الطعام، ومن ثم إقفال جزئي وفق المناطق التي ترتفع فيها الإصابات، على أن يكون الإقفال التام بعد عيد الميلاد لدى الطوائف الأرمنية، أي بعد 7 كانون الثاني.
من التوصيات التي سترفعها اللجنة أيضا، تقليص عدد الطائرات والوافدين في المطار وإعادة فرض الـ pcr على المطار لجميع الوافدين مع الحجر الالزامي، بالإضافة إلى دعم المتضررين من الإقفال.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أن بي أن”
في لبنان كل شيء هامد مع إطلالة السنة الجديدة، اللهم إلا كورونا، فهو يزحف في كل اتجاه ناشرا فيروساته على نحو خطير يهدد بكارثة صحية في البلاد.
هذا التوسع الوبائي مرتبط كما بات واضحا بالانفلات المجتمعي الذي تجلى بأبشع صوره خلال احتفالات الأعياد من جهة، وضعف الإمكانات من جهة أخرى، الأمر الذي يضع النظام الصحي في مهب الريح.
كيف لا، وقد صدم اللبنانيون بمشاهد طوابير المواطنين الذين تهافتوا على بعض المستشفيات والمختبرات لإجراء فحوص PCR، فيما رفعت مستشفيات أخرى الراية البيضاء بعدما استنفدت قدرتها في هذا الشأن.
أمام هذا المشهد السوداوي يبقى آخر الدواء الكي. فقد أوصت لجنة الصحة النيابية بالإقفال العام لمدة ثلاثة أسابيع، فيما اجتمعت اللجنة الفنية لكورونا اليوم على أن ترفع توصياتها إلى اللجنة الوزارية التي تلتئم الإثنين، وسط توجه نحو الإقفال العام لمدة أسبوعين أو ثلاثة.
في السياسة، جمود مطبق يشل الملف الحكومي، في ظل تباعد بين أهل الحل والربط والمعنيين بالتأليف، علما بأن الرئيس المكلف سعد الحريري لا يزال خارج لبنان.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار”
إجراءات بعد طول ارتباك في الأسابيع الماضية، بين مشدد على إجراءات كورونا ومتمسك بالضرورات الاقتصادية في فترة الأعياد..
انتهى حساب السهرات والحفلات، وجاءت فاتورة المخاوف والاوجاع.. وقبل أن تنفجر الكارثة ويترحم الجميع على صحتهم، رصد تحرك رسمي طارئ باتجاه لملمة أشلاء البلد المبعثر بين مخالب كورونا، والمختنق طبيا وسياسيا..
بحسب لجنة طوارئ كورونا فإن الأيام المقبلة ستحمل ارتفاعا غير مسبوق في عداد كورونا، وهناك من يبشر بأن الأرقام ستكون مرعبة، وتحمل دليلا دامغا على حجم ما أقحم فيه البعض لبنان نحو عين المجهول.
وفي محاولة لإستدراك الوضع، وكتدبير أولي لا بد منه، أوصت لجنة الطوارئ بإقفال البلد بشكل كامل لمدة ثلاثة أسابيع على طريقة الإقفال الأول الذي تخللته استثناءات قليلة جدا.. حينها كانت الإصابات اليومية بضع عشرات فقط، وحينها أيضا كان البلد في استنفار وجهوزية..
أما اليوم فإن الوضع مختلف، خاصة في القطاع الصحي الذي يستشعر الإنهيار مع تلمسه اقتراب المواجهة مع تجربة إيطالية كارثية..
ويبقى لبنان المشغول صحيا فاقد الوعي سياسيا ومغشيا عليه حكوميا، في فترة حساسة تمر بها المنطقة مع انحسار ولاية دونالد ترامب.. الرئيس الخاسر انتخابيا المقبل على عنتريات في الشارع، ابتداء من الاربعاء المقبل، لن تفارقه التهمة باغتيال الشهيدين قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس الى حين الانتقام، بحسب الوعود الايرانية..
وحول مآثر القائدين العظيمين وما حققاه للمقاومة ومحورها، يطل الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، عند السادسة من مساء غد الاحد، عبر شاشة المنار متحدثا في الذكرى الاولى لشهادتهما المباركة.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في”
يقال إن أحدهم سأل هتلر ذات يوم: “من أحقر الناس الذين قابلتهم”؟، فأجاب: “أولئك الذين ساعدوني على احتلال أوطانهم”.
العدو الاسرائيلي لم يهزم يوما لبنان، لكن الاجتياحات المتتالية لأراضينا كانت ممكنة بفعل تواطؤ بعض الداخل، ولو دفع الوطن كله الثمن.
السلاح الفلسطيني المتفلت لم يخلخل وحده أسس الدولة، بل تعامل بعض اللبنانيين مع هذا السلاح، هو من شق طريق الحرب، وعرض القضية الفلسطينية للخطر في لبنان.. ولبنان لخطر التوطين،…والتجربة معرضة للتكرار مع النزوح السوري.
الوصاية السورية لم تفرض هيمنتها على لبنان بقوتها العسكرية فقط. فلولا تنازل لبنانيين كثيرين عن سيادة وطنهم، لما احتلت البلاد ثلاثين عاما، ولما قاسى شعبها الويلات.
الأزمة الإقتصادية والمالية بدورها، لم تفتك من تلقاء نفسها بلبنان. فلولا الخطايا المميتة التي لا تغتفر لبعض المسؤولين، ولولا التصرف اللامسؤول حتى لا نقول المسيء لبعض المواطنين، لما كنا اليوم في قعر الهاوية، ولما كان لبنان يتسول على أبواب الدول مساعدة تعوض بعض ما سرقه لبنانيون، تماما كما تسولوا يوما سيادة وطنية فرط بها بعض اللبنانيين.
أما في موضوع كورونا، فمنذ اليوم الأول لدخول لبنان في النفق: نمشي وبيننا يغل خائنون، تماما كما تقول الاغنية. خائنون، وصفهم بعض الإعلام ب- “البلا مخ”، لكنهم أثبتوا أنهم أسوأ من ذلك بكثير.
منذ عام تقريبا وهم يعيشون حالة إنكار، مستخفين بالوقائع ومستهترين بالنصائح وساخرين ممن يلتزم إجراءات الوقاية، ولعل قمة وقاحتهم تلك التي تجلت بالتفلت غير المقبول وغير الطبيعي في فترة الاعياد. وفي كل الحالات، طبعا الدولة مسؤولة، ولكن لا يمكنها أن تخصص لكل مواطن من الأربعة ملايين شرطيا، عدا الضيوف، طالما لم تنفع مع قسم كبير منهم كل التحذيرات ومشاهد الموت المتنقلة بين المناطق والعائلات.
اليوم، وقعت الواقعة، الخيانة حصلت. خيانة الاجراءات وخيانة صحة الناس وخيانة حياتهم وخيانة المنطق وخيانة المصلحة الشخصية والعامة. اليوم أكد لنا “البلا مخ” أنهم فعلا أحقر الناس.
أما الدولة فباتت أمام خيارين أحلاهما مر: إما إقفال جديد وضرر إضافي على اقتصاد ضعيف، وإما التزام عدم الإقفال، وتعريض حياة آلاف الناس حكما للخطر الشديد، فيما المستشفات لم تعد قادرة على الاستيعاب.
وفي انتظار المسار الذي ستسلكه الامور، ليت الله ينير بعض العقول،…وليكن في عون لبنان!.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في”
من يزرع الريح يحصد العاصفة ، في هدي هذا القول المأثور، تعاطينا في شؤوننا السيادية فخسرنا سلطة الدولة على أرضها ودبلوماسيتها وسياستها الخارجية.
هكذا تعاطينا مع شؤوننا المالية والإقتصادية، فخسرنا أموالنا وسمعتنا ومصارفنا وافتقر الشعب وسقط النموذج اللبناني.
هكذا اخترنا ممثلينا في الندوات النيابية، فتهاوى مستوى العمل الرقابي والتشريعي وضرب النظام البرلماني.
هكذا استولينا على القضاء، فتحول معظمه من إحقاق العدالة بين الناس إلى قاض لحاجات السياسيين، وليست آخر المآثر محاولة كف يد القاضي صوان عن جريمة المرفأ.
هكذا اخترنا حكوماتنا، فتحول لبنان إلى سلعة رخيصة يتناتشها الفساد والسماسرة.
نورد هذه المضبطة الواقعية المؤسفة والمختصرة، للرد على السؤال المحرق الذي يطرحه كل لبناني على نفسه وعلى من حوله: “شو قولكن الـ 2021 رح تكون أحسن؟”، والجواب، عدد ما قمت به من صالحات أيها اللبناني فيأتيك الجواب، بلا حاجة إلى عرافين وبصارين وخبراء.
وللمزيد من الوضوح ولتبيان فداحة الإرتكابات، نحن ننتقد تقصير الدولة في قراءة مخاطر الكورونا وترددها في معالجته، لكن تصرفات الناس ليلة رأس السنة وتخالطهم غير الواعي أليست عملا مدانا بكل المقاييس والألفاظ؟، أليس ما قام به هؤلاء أخطر وأشد فتكا من ظاهرة الرصاص العشوائي الذي قتل أبرياء وأصاب طائرات وأسقط سمعة لبنان، من دولة فاشلة إلى أرض فالتة تسكنها وحوش بشرية لا يضبطها قانون ولا يفرملها ضمير؟.
أليس ما شهدناه من طوابير سيارات على أبواب المستشفيات لإجراء فحوصات الكورونا، صحوة متأخرة لمجرمين جاؤوا يغسلون عار ما ارتكبوه، ولكن بعد فوات الأوان؟.
إذا، هذا التبادل بالسيئات بين الدولة والشعب، أخذ البلاد على المستوى الصحي الى كارثة محققة، فعدد المصابين الذي تتجاوز نسبته بأضعاف ما يسجل في دول يتجاوز عدد سكانها المليار نسمة، يعني أن الشعب اللبناني صار برمته مشروع ميْت حي مع وقف التنفيذ، ينتظر دوره أمام المقابر المتخمة بعدما انفجرت المستشفيات بموجات المصابين التي تجتاحها، ولن تنفع بشيء كل التدابير التي ستتخذها السلطات الصحية طالما أن الشعب لا ينضبط ولا يشفق على نفسه. ولا يخبركم أحد عن النموذج الإيطالي، حرام الطليان تجاوزناهم بكثير.
الأمر نفسه ينطبق على الشأن السيادي الذي فرطت الدولة به وجيرته، الى أن صار لبنان صبيا يتيما تائها يقرر مصيره الغرباء. ألا يهينكم يا أهل المنظومة أن يتنطح الحرس الثوري الإيراني مجددا وتكرارا، و يتبجح بأن كل تمتلكه غزة ولبنان، ولبنان في منظوره يعني “حزب الله”، إن كل ما يمتلكانه من قدرات صاروخية تم بدعم من إيران، وهما الخط الأمامي للمواجهة.
وتحدث بفرح وكبرياء عن تقاطع نيران في سماء اسرائيل، بين سوريا ولبنان وفلسطين، مهددا بأن لدينا أمر عام من المرشد علي خامنئي بتسوية حيفا وتل ابيب بالأرض، في حال ارتكبت إسرائيل أي حماقة.
وسط هذه الفوضى، نفتش عن حكومة منقذة فلا نجدها، وقد ضاعت وسط أكوام الخلافات وتلال الأنانيات وجشع الفساد الرسمي، فيما ضوء لبنان الشحيح يكاد ينطفىء ويختفي عن خريطة الدول المحترمة.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”
في الحادي والعشرين من شباط 2020، سجلت أول حالة من فيروس كورونا في لبنان. يومها، وصلت الحالة من قم، فتفجر غضب جزء من اللبنانيين تجاه إيران ومن لف لفيف محبيها في لبنان، ولنقل الأمور بكل صراحة حملت الطائفة الشيعية مسؤولية وصول الفيروس الى لبنان.
مرت أيام قليلة، فسجل المزيد من الحالات، ولكن هذه المرة جاءت العدوى من فرنسا وإيطاليا. يومها أيضا، شمت بقية اللبنانيين بحاملي كورونا الجدد، ولنقل الأمور أيضا بكل صراحة، حمل المسيحيون والسنة مسؤولية تفشي المرض داخل البلاد. تعادلت الطوائف أمام كورونا، فبحث اللبنانيون عن حجج جديدة، يحملون بموجبها مسؤولية الفشل بعضهم لبعض.
من منا لا يتذكر أول اغلاق للبلاد في آذار الماضي؟، وقتها جاء الإلتزام الكبير في بيروت وجبل لبنان، أما بقية المحافظات فجاءت نسب الإلتزام فيها متفاوتة الى شبه معدومة. حينها عادت طواحين الطائفية والطبقية للدوران، وعاد الحديث عن “مناطقنا ومناطقهم”، وعلا الصراخ …
“يا خيي سكروا عليون، نحنا شو خصنا؟، أين الدولة التي لا تتجرأ ولا تنفذ الاجراءات الصارمة “إلا عنا”… تروح تسكر بعكار وطرابلس والضاحية وبعلبك اذا بتسترجي”..
من إغلاق تام الى إغلاق تام آخر، تنقلت أيام السنة. اللبنانيون يتحدون المرض، والدولة تتخبط. تضع خططا للاغلاق، لا تترافق مع تحفيزات تبقي الأشد حاجة للعمل اليومي في منازلهم، تعيد فتح البلاد من دون وضع خطط لما بعد الاغلاق. تجهز ما تيسر من المستشفيات الحكومية وغرف العناية الفائقة، وتنتظر وعود المستشفيات الخاصة بتأمين غرف العناية الفائقة، من دون نتيجة، تماما كما حصل عندما وعدت هذه المستشفيات بتأمين مئة غرفة في حلول كانون الاول الماضي، ولم تفعل.
دارت دورة السنة كاملة، حتى وصلنا الى تشرين الثاني الفائت وعيدي الميلاد ورأس السنة… حاولت وزارة الصحة واللجنة الوطنية لمكافحة الكوفيد 19، تنبيه اللبنانيين الى خطورة الاختلاط. فالأرقام من حول العالم، أكدت أن سبعين في المئة من الاصابات تنتج عن الاختلاط في المنازل، أي تبادل الزيارات.
لكن التذاكي هذه المرة فاق التوقعات. تحولت المنازل والشاليهات الى أماكن تجمع، تنقل الكوفيد فيها بسهولة من شخص الى آخر، حتى بلغت الأعداد ارقاما قياسية، وامتلأت غرف العناية الفائقة في شكل شبه كامل، من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب.
في أول أيام الـ2021، سقط كل اللبنانيين في الامتحان. من المسيحيين الى الشيعة الى السنة والدروز، من الفقراء الى الميسورين، من المقيمين الى المغتربين. من الدولة الى أجهزتها الأمنية.
واعتبارا من الأسبوع المقبل، سيكون كل هؤلاء أمام إغلاق تام وصارم، لثلاثة اسابيع.
فإما الالتزام الكامل ووقف الزيارات والتباكي على الاقتصاد والفقر والعوز، وإما الوصول الى كارثة صحية، لن تبقي لا طوائف ولا 6 و6 مكرر، ولا حتى دولة نحملها المسؤولية.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”
بعد “السكرة” إجت الفكرة، واتجهت البلاد إلى اجتماعات ترفع توصيات الإقفال العام طويل الأجل، وموصول باستقبال قوافل اللقاح في شهر شباط المقبل، واندفعت لقاءات وزارية واستشارية جرت عن بعد إلى تنسيق تدابير الإغلاق والتي سيقررها مجلس الدفاع الأعلى في جلسة تبني التوصيات، وستكون المفاجأة الكبرى لاحقا لدى الإعلان عن نتائج الإصابات بكورونا في فترة الأعياد وليلة رأس السنة، التي لم يتوقع لها المنجمون أن تكون كارثية وتحمل الدهشة.
وقد ارتفعت حرارة الوزراء لدى الإجتماعات التحضيرية على تطبيق الزوم، وعلمت “الجديد” أن وزير الداخلية محمد فهمي “فتك” بالمجتمعين، موجها عبارات قاسية بعد اتهامات بـ “قلة الفهم” لدى الوزراء، ونصائح استشارية وردت بعدم الاستماع لآرائهم المتعلقة بكورونا.
وبعيدا من الخلافات، قطع وزير التربية طارق المجذوب الجدل بقرار من وحي الإقفال، بلا منة المجلس الأعلى للدفاع، معلنا وقف الدارسة المباشرة والعودة إلى التعليم عن بعد.
وفي انتظار الإفراغ من قرقعة السيوف الوزارية، فإن الإغلاق العام ينسحب بدوره على التأليف الحكومي حيث تستمر التشكيلة في الحجر السياسي، ويتصاعد معها مستوى التباعد بين الرئيس حسان دياب ورئيس الجمهورية ميشال عون، بسبب رفض دياب تفعيل حكومة تصريف الأعمال، وتلك الثغرة التي أحدثت في جدار العنبر رقم 12، أحدثت ثغرة سياسية شبيهة بين السرايا الحكومية وقصر بعبدا، وتتناثر منها المواد القابلة للاشتعال وربما الانفجار.
ولم تنس الرئاسة الأولى لرئيس حكومة التصريف، أنه ضرب على خطوط حمر وأصاب بالمسؤوليات المجلس الأعلى للدفاع الذي يرأسه رئيس الجمهورية، وهو المجلس المجتمع على نيترات أمونيوم إحدى وعشرين مرة، من دون أن يتنبه إلى “السخن من تحته” وكلام دياب هذا من شأنه أن يفتح الأبواب على مساءلة الرئيس ميشال عون، الذي عالج نيترات متفجرة بمستشار أمني، مكتفيا بالإحالة والمراسلة الروتينية غير المستعجلة إلى أن “طارت بيروت”.
وعلى ركام مدينة، طلب عون من حكومة دياب التصريف الفعال، وأراد من خلال هذا الطلب إرسال إشارات إلى الرئيس المكلف سعد الحريري بأن “البلد ماشي ولا يهمك” ويمكننا التمهل في التأليف حتى نهاية العهد، والكل ينتظر نهايات عهود أقربها أجلا نهاية دونالد ترامب الذي باتت أيامه معدودة في البيت الأبيض، لكنه يستغل هذه الأيام “لتوليع” الولايات واستخدام الأميركيين في الشارع، على توقيت الاجتماع المثبت لرئاسة جو بايدن يوم الأربعاء المقبل.
السادس من كانون هو يوم الحشد الشعبي لترامب في آخر أوراقه، للضغط قبل تسليم الرئاسة، وهو سيعمد إلى سحب فتائل التفجير في الخارج للتركيز على الوضع الداخلي، إذ أعلنت واشنطن استعادة حاملة الطائرات التي “تمخترت” في الخليج للاستعراض الإعلامي، وهذه الخطوة جاءت بعد تهديد إيران بأنها سترد في الداخل الأميركي، ثأرا لمقتل قاسم سليماني.
واليوم ضاعف وزير الخارجية محمد جواد ظريف من مخزون التهديد، موجها كلامه مباشرة إلى الرئيس الأميركي قائلا: “إحذر الفخ يا دونالد ترامب، أي ألعاب نارية ستأتي بنتائج عكسية خطرة”.
ولغة التهديد شملت إسرائيل، مع كلام قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني علي حاجي زادة، والذي أعلن فيه “أن كل ما تمتلكه غزة ولبنان من قدرات صاروخية، جرى بدعم إيران، وهما الخط الأمامي لمواجهة إسرائيل”، وقال في لقاء إعلامي: “نعلم جبهة المقاومة على صناعة سنارة الصيد، بدلا من تقديم السمك، ولبنان وغزة يمتلكان تكنولوجيا صناعة الصواريخ”. لكن هذه المواقف وصلت إلى لبنان على أنها خرق للسيادة/ وتفاعل ناشطون وسياسيون للرد المضاد، في وقت أن المسؤول الإيراني لم يكشف سرا عندما قال إن الصواريخ من صناعة إيران.. وهو حصرها بمقاومة إسرائيل ولم يأت على ذكر الانتقام لسليماني/ وهذا ما سيتضح في خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء غد الأحد.