ووفق معلومات “المدن” يعود الإشكال إلى نحو الأسبوع، عندما كان ثلاثة شبان شيوعيين من عدلون يختمرون أو يحتسون الخمر، في منطقة الخيام قرب الحدود اللبنانية – الإسرائيلية. وبعدما تعتع السكر الشبان حتى الثمالة، تحدى بعضهم الآخر لاجتياز الشريط الشائك.
اقتربوا من السياج وتسلقه أحدهم، فأطلقت قوات العدو النار والقنابل المضيئة ومشطت المنطقة حتى نهر الوزاني. وبعد دقائق تدخلت مخابرات الجيش اللبناني واعتقلت الشبان. وأعلن الجيش اللبناني حينذاك، توقيف 3 أشخاص حاولوا التسلل إلى داخل إسرائيل عبر السياج التقني في منطقة سهل الخيام، وهم في حالة سكر ظاهر. وحققت المخابرات معهم وأخلت سبيلهم بعدما تبين أن المسألة كانت “سكرة”.
تفاعل الحادثة
وأكدت مصادر “المدن” أن هذه الحادثة تفاعلت في بلدة عدلون، بعدما انتقد مناصرو حزب الله هؤلاء الشبان، واتهموهم بأن ما فعلوه يبرر هجوم إسرائيل على المقاومة ويكشف ظهرها. واعتبروا أن الشيوعيين يطعنون المقاومة في خاصرتها، ويزايدون على حزب الله بالمقاومة.
في المقابل سخر شبان “السكرة” من حزب الله ومقاومته، بسبب اعتقال مخابرات الجيش لهم، على فعل يعدونه مقاومة. رغم أنه مجرد تعتعة خمر، حركت مشاعرهم بعدما منع الشيوعيون من مقاومة إسرائيل منذ عشرات السنوات. وهم يعتبرون أنهم مقاومة أكثر جدية من حزب الله.
انتقاد نصرالله
وفي لحظة غضب كتب أحد هؤلاء الشبان، وهو ع. عبود، تعليقاً على صفحته الخاصة على فيسبوك، فشتم أمين عام حزب الله حسن نصرالله. فتجمع مناصرو حزب الله وهجموا على بيت ذويه في عدلون، لكنه لم يكن فيه. فحاصروا المنزل، وخرج بعضهم هائجين وحطموا نصباً تذكارياً لشهداء الحزب الشيوعي ضد إسرائيل في ساحة البلدة، ومزقوا صوراً لفيديل كاسترو ولجورج ابراهيم عبدالله، وداسوها بأحذيتهم. وسادت حال من التوتر في البلدة وتجمع مناصرو الحزب الشيوعي مستنفرين أيضاً.
وتدخل الجيش اللبناني ووضع حواجز في المنطقة، فيما راح “العقلاء” من الطرفين يعملون على لملمة ذيول الحادث. وحصل اجتماع بينهم، وتقرر سحب هذا التعليق عن الفيسبوك. وهذا ما حصل. لكن هناك تخوفاً من ردة فعل انتقامية قد تحصل لاحقاً، كما أكدت المصادر.
خلافات سابقة
تجدر الإشارة إلى أن الخلافات بين حزب الله والشيوعيين تعود إلى نحو عام مع انطلاق انتفاضة 17 تشرين في العام 2019 والتي تخللها اعتداء لمناصري حزب الله على خيم الشيوعيين في ساحة رياض الصلح، أسوة بالاعتداءات على المتظاهرين في ساحة الشهداء وعلى جسر الرينغ. واعتبر جزء كبير من الشيوعيين أن حزب الله العامود الفقري للسلطة والمدافع الأول عنها. وهذا ما أدى إلى تباعد بينهم وبين حزب الله.