المطالبة بإسقاط عون.. تقوّيه

4 يناير 2021
المطالبة بإسقاط عون.. تقوّيه

كتب شارل جبور في “الجمهورية”: من حق كل فريق سياسي وضع الأولويات أو الأهداف التي تناسبه ومن ضمنها الدعوة لاستقالة رئيس الجمهورية ميشال عون او إسقاطه. ولكن ما يجب أخذه في الاعتبار، انّ تحويل المواجهة من وطنية إلى مسيحية، يخدم عون وتياره وحليفه «حزب الله» لا العكس.

استفاد رئيس الجمهورية من معركة الصلاحيات التي فُتحت في وجهه من جانب نادي رؤساء الحكومات وغيرهم، فحاول ان يشدّ عصب المسيحيين من زاوية انّ الرئيس المكلّف يريد ان يتعامل معه كصندوق بريد لا كشريك في التأليف له توقيعه. ومعلوم أنّ هذا النوع من المواجهات عدا عن كونه يستسيغها بالفطرة، فإنّه بأمسّ الحاجة إليها لتعيد بعضاً من شعبية مسيحية تراجعت بشكل كبير، بسبب الفشل في إدارة البلاد التي وصلت إلى ما وصلت إليه من انهيارات وكوارث.

ومن يطالب القوى المسيحية بأن تتصدّر المطالبة بإسقاط رئيس الجمهورية يخدم، من دون ان يدري، الرئيس عون وتياره السياسي و»حزب الله» لثلاثة أسباب أساسية:

السبب الأول، لأنّ المواجهة يجب ان تبقى من طبيعة وطنية لا طائفية. وتطييف الصراع يخدم فريق 8 آذار، حيث من الخطأ تحويل المواجهة إلى إسقاط رئيس الجمهورية أو عدم إسقاطه، باعتبار انّ المشكلة منذ العام 2005 هي مع فريق 8 آذار مجتمعاً، والعماد ميشال عون انتُخب في العام 2016، وكان جزءاً من هذه المشكلة منذ عودته من المنفى إلى بيروت، ولا يصحّ تفريع المشكلة بوضعها مع رئيس الجمهورية وتحييد فريق 8 آذار عموماً والثنائي الشيعي تحديداً. فلم يصل البلد إلى ما وصل إليه سوى بفعل سياسات هذا الفريق، ولن يبدّل تغيير الرئيس في هذا الواقع شيئاً، والدليل انّ «حزب الله» خرج من لبنان للقتال في سوريا في عهد الرئيس ميشال سليمان، وعندما اصطدم الأخير بالحزب في النصف الثاني من ولايته لم يتراجع الحزب عن سياساته، بل ذهب قدماً إلى الأمام، وبالتالي المشكلة كانت وما زالت في سلاح «حزب الله» ودوره، واي مقاربة أخرى تشكّل تهرّباً من المواجهة المطلوبة التي يجب إعادتها إلى المكان الصحيح، اي مواجهة مع 8 آذار مجتمعاً لا بالمفرّق.

السبب الثاني، لأنّ طبيعة الأزمة اليوم ليست فقط وطنية وسياسية بين مشروعين متناقضين، إنما مالية واقتصادية ومعيشية واجتماعية، والانهيار الحاصل جعل جميع اللبنانيين معنيين بوضعهم ومصيرهم، خلافاً لما كان عليه الوضع إبّان المواجهة بين 8 و14 آذار، عندما كان هناك شريحة واسعة تجد نفسها غير معنية بالطرفين، ولكن بعد ان لمست لمس اليد بأنّ استقالتها وتحييد نفسها كان خطأ، بدليل الارتدادات السلبية على معيشتها، أيقنت انّ المعبر لتصحيح أوضاعها يكون عن طريق قيام الدولة الفعلية والحقيقية، ما يعني جعل المواجهة بين مشروع قاد لبنان إلى الإفلاس والكوارث، ومشروع آخر يعيد لبنان سويسرا الشرق، واللحظة الحالية أكثر من مؤاتية بفعل الغضب الشعبي ورفع الغطاء العربي والغربي، وبالتالي ضرورة الاستفادة من هذه المعطيات، من خلال فك الربط نهائياً مع فريق 8 آذار، وليس تقزيم المشكلة إلى إسقاط رئيس الجمهورية، فيما يجب إسقاط كل فريق 8 آذار وكفّ يده عن السلطة.

لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا.