معادلة الترسيم: ‘الحق’ في مواجهة ‘القوة والغطرسة’

5 يناير 2021
معادلة الترسيم: ‘الحق’ في مواجهة ‘القوة والغطرسة’

كتب جورج شاهين في “الجمهورية”: على قاعدة انّ المواجهة مفتوحة بين «قوة الحق» الذي يتمتع بها لبنان في مفاوضاته مع اسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية مقابل شعور اسرائيل بـ»القوة والغطرسة»، يستعد لبنان للمرحلة المقبلة من المفاوضات متى قرر الوسيط الاميركي الدعوة الى استئنافها. وأيّاً كان الموقف الاميركي فإنّ لبنان سينتظر التزام الطرفين بالمعاهدات والقوانين الدولية مهما طال الزمن ولا داعي للمزايدات. فلماذا وكيف؟

قبل ساعات قليلة على وداع 2020 جمع رئيس الجمهورية ميشال عون في القصر الجمهوري وزير الخارجية شربل وهبة واعضاء الفريق اللبناني المفاوض لترسيم الحدود البحرية. وهو ما دفعَ الى التساؤل عن الاسباب التي دفعت الى هذا اللقاء طالما انّ المفاوضات مجمدة، قبل ان يأتي الجواب بضرورة التحضير للسيناريوهات المحتملة استعداداً لخطوة الوسيط الاميركي لاستئنافها مع بداية عهد اميركي جديد. وعليه، كيف سيقارب لبنان المرحلة المقبلة؟ وما الذي قاد الى مثل هذا الاجتماع؟

عشيّة الموعد الذي كان محدداً ما بين 12 و13 كانون الاول الماضي لعقد الجلسة الرابعة من المفاوضات اللبنانية – الاسرائيلية لترسيم الحدود البحرية، التي دعا الى تأجيلها الوسيط الاميركي جون دوريتشر، كان الديبلوماسي الاميركي قد بدأ جولة مكوكية استهلّها من القدس قبل ان يزور بيروت والعودة منها الى هناك في مَسعى للتقريب بين وجهات النظر بين الجانبين، بعدما رفض الجانب الاسرائيلي خريطة الجيش اللبناني في شأن الخط الوسطي الجديد استناداً الى ما قالت به قوانين البحار والمعاهدات الدولية وما رسمته اتفاقات الهدنة عام 49 تأسيساً على شكل ومضمون الخرائط التي أقرّت لترسيم الحدود البرية اللبنانية مع فلسطين المحتلة منذ العام 1923.

وانطلاقاً من مجموعة من السيناريوهات المتوقعة بعد تَوجّه الوسيط الاميركي من بيروت مباشرة الى اسرائيل ومنها الى واشنطن، وعدم الرد على مجموعة الاسئلة والملاحظات اللبنانية التي حملها، كان على لبنان البحث في الخيارات المتاحة. فالرد اللبناني على الطروحات الاسرائيلية لم يتغير منذ الجلسة الثالثة للمفاوضات. وعليه، فقد بدأ الوفد اللبناني سلسلة مشاورات للبحث في ما يمكن ان يكون عليه الموقف انتظاراً لموقف اميركي واضح وصريح قد يصدر في اي وقت.

لا يتجاهل الجانب اللبناني إمكان تريّث السفير دوريتشر في الدعوة الى هذه المفاوضات في انتظار ان تتسلم الإدارة الأميركية الجديدة مهماتها في العشرين من الجاري، وما يمكن ان يُقدم عليه وزير الخارجية الاميركي الجديد انطوني بلينكن من إبقائه مكلّفاً المهمة او تكليف احد سواه، مع العلم انّ بلينكن ليس بعيداً عن هذه الأجواء فهو من موقعه السابق في ادارة الرئيس باراك اوباما رافق مهمات أسلاف دوريتشر عاموس هولكشتاين بعد فرديريك هوف. فالأمر بالنسبة الى استئناف المفاوضات لا يقف حتى اللحظة عند الدعوة التي وجهها وزير الخارجية الحالي مايك بومبيو الذي يستعد لترك منصبه مع نهاية ولاية ترامب، إلا في حال كان قراره بتوجيه الدعوة الى الجلسة الخامسة قبل هذا الموعد، وهو أمر وارد في اي لحظة.

لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا.