عطلة الاعياد تنتهي على سخونة سياسية… الحريري يعود الى بيروت والحكومة الى نقطة الصفر

6 يناير 2021
عطلة الاعياد تنتهي على سخونة سياسية… الحريري يعود الى بيروت والحكومة الى نقطة الصفر

تدخل البلاد اعتباراً من صباح الغد الاقفال الرابع في أقل من سنة، من أجل التصدي لوباء كورونا، بعد أن بات يسجل عداد الاصابات ارقاماً مرتفعة يومياً، على وقع عجز في القطاع الطبي عن تلبية كل الاحتياجات.

في هذا الوقت، من المتوقع ان تعود الحياة السياسية الى سابق عهدها مع انتهاء عطلة الاعياد. وفي هذا الاطار، وبحسب صحيفة “اللواء” فان الرئيس المكلف سعدالحريري يعود الى بيروت اليوم لإستئناف إتصالاته حول تشكيل الحكومة، لكن يبدو ان امراً ما طرأ فأخّر عودته، وربما تكون باريس قد وضعت على برنامج حركته خلال العطلة المستمرة الى ما بعد عيد الميلاد لدى الارمن الارثوذوكس المصادف اليوم.

أما على صعيد الحكومة، فعودة إلى أجواء ما قبل عطلة الأعياد، واستئنافٌ لتراشق المسؤوليات استهلّه تكتل “لبنان القوي” بدعوة رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري الى “العودة من السفر والتوقّف عن إستهلاك الوقت واختلاق العراقيل الداخلية لإخفاء الأسباب الحقيقية وراء تأخير التشكيل”. وجاء الردّ سريعاً من المكتب الاعلامي للرئيس المكلّف الذي أكّد أنّ الأخير “قام بواجباته وقدّم تشكيلة حكومية”، معتبراً انّ التكتل العوني “آخر من يعطي دروساً في وجوب التوقّف عن التعطيل”.

ويتوقع ان ينتهي الاسبوع على أجواء حافلة بالسجالات المتعلقة بالشأنين السيادي والحكومي، مع إطلالة مرتقبة للسيد نصرالله الجمعة تخصص للشأن المحلي، وأخرى لرئيس “الوطني الحر” جبران باسيل الأحد.

تسخين سياسي 
في غضون “اطلت” جولتان ساخنتان من جولات التساجل السياسي في السنة الجديدة احداهما بين “التيار الوطني الحر” وتيار “المستقبل” بعدما بادر الأول الى التهجم مجددا على رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري والأخرى في رد اعتبر الأعنف لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على الخطاب الأخير للامين العام لـ”حزب الله ” السيد حسن نصرالله .
 
وقد انبرى “تكتل لبنان القوي” في اول اجتماع له هذه السنة الى دعوة الرئيس الحريري “الى تحمل مسؤولياته والقيام بواجباته الوطنية والدستورية فيتوقف عن استهلاك الوقت ويعود من السفر لينكب على ما هو مطلوب منه وعدم اختلاق العراقيل الداخلية لإخفاء الأسباب الحقيقية وراء تأخير عملية التشكيل”. 
وسارع المكتب الإعلامي للرئيس الحريري الى الرد فأشار الى ان “تكتل لبنان القوي يعود الى سياسته المفضلة بتحميل الاخرين مسؤولية العراقيل التي يصطنعها عن سابق تصور وتصميم وجديده اليوم دعوة الرئيس المكلف “الى تحملّ مسؤولياته والقيام بواجباته الوطنية والدستورية فيتوقف عن إستهلاك الوقت ويعود من السفر لينكبّ على ما هو مطلوب منه وعدم اختلاق العراقيل الداخلية لإخفاء الأسباب الحقيقية وراء تأخير عملية التشكيل”. فات التكتل ورئيسه ان الرئيس المكلف قام بواجباته الوطنية والدستورية على اكمل وجه وقدم لرئيس الجمهورية تشكيلة حكومية من اختصاصيين غير حزبيين مشهود لهم بالكفاءة والنجاح وهي تنتظر انتهاء رئيس الجمهورية من دراستها. وفات تكتل لبنان القوي ان الجهة التي عطلت البلد اكثر من سنتين ونصف السنة هي آخر من يحق لها اعطاء دروسٍ  بالتوقف عن استهلاك الوقت واختلاق العراقيل . وفات تكتل لبنان القوي ورئيسه ايضا ان المشكلة واضحة وعنوانها معروف من قبل الجميع وهي داخلية عبر التمسك بشروط تعجيزية تنسف كل ما نصت عليه المبادرة الفرنسية وتقضي على اي امل بمعالجة الازمة بدء من وقف الانهيار وصولا الى اعادة اعمار ما هدمه المرفأ” .
 ووصفت مصادر سياسية لـ”اللواء” بيان “تكتل لبنان القوي” بانه يحاول تجاهل مسؤولية رئيس الجمهورية ميشال عون عن عرقلة وتعطيل تشكيل الحكومة الجديدة، وتحميل هذه المسؤولية زورا للرئيس المكلف سعد الحريري، بينما يعرف الجميع ان الاخير عقد العديد من لقاءات التشاور مع رئيس الجمهورية وبعد جوجلة للافكار والمقترحات، سلمه الرئيس المكلف تشكيلة الحكومة من اختصاصيين على اساس المبادرة الفرنسية استنادا لصلاحياته الدستورية، وحتى الساعة لم يقرر عون موقفه بالرفض او الموافقة على التشكيلة الوزارية حسب الدستور، بينما تبقى كل المحاولات الملتوية للاعتراض او تقديم تشكيلة مقابلة خارج الصلاحيات الدستورية، ولن تغير في آلية تشكيل الحكومة شيئا، بل تؤدي حتما الى تسميم الاجواء السياسية وعرقلة ولادة الحكومة العتيدة كما هو حاصل اليوم.

واعتبرت المصادر ما تضمنه بيان التكتل المذكور بخصوص موقف مسؤول الحرس الثوري الايراني الاخير الداعي الى اعتماد لبنان منصة لمواجهة إسرائيل، بانه يشكل تراجعا فاضحا عن الموقف الذي اعلنه رئيس الجمهورية ويعبر عن التماهي المكشوف مع موقف “حزب الله” خلافا لارادة معظم اللبنانيين الذين يرفضون الموقف الايراني ويعتبرونه تدخلا بالشؤون اللبنانية واعتداء على سيادة واستقلال لبنان.

واشارت المصادر إلى ان موقف التكتل المذكور لاقاه وزير الخارجية بموقف مشابه يقلل من مركز المسؤول الايراني، ما يؤشر بوضوح الى استياء واضح لحزب الله من موقف رئيس الجمهورية، مما اضطر التكتل الى التراجع عنه.
 في غضون ذلك  رد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على الخطاب الأخير للسيد نصرالله بكلمة نارية كان ابرز ما جاء فيها ان “السيد حسن قال إنّ مقاومته تحمي لبنان وتحافظ على حقوقه. فبالله عليك يا سيد حسن، نحن لا نريد منك أن تحافظ على لبنان ولا أن تحمي حقوقه. جلّ ما نريده منك هو عدم التعدّي على لبنان واللبنانيين، إذ لم يسبق أن انتُهِكَتْ سيادة لبنان كما هي مُنْتَهَكة اليوم، ولم يسبق أن ذُلَّ الشعب اللبناني كما هو مذلول اليوم، ولم يسبق أن شهد البلد انهيارًا كما هي الحال اليوم، ولم يسبق أن خسر لبنان صداقاته العربيّة والغربيّة كما هو حاصل اليوم، ولم يسبق أن تحول جواز سفر اللبناني إلى مهزلة على غرار ما هو عليه اليوم، وذلك كلّه بسبب مقاومتك”.