وفيما كان اليوم الأول من حال الطوارئ الصحية يُظْهِر نسبةَ التزام عالية مع بعض الخروق من «الخاصرة الرخوة» التي شكّلتها المنصة الإلكترونية التي خُصصت لإعطاء أذون محددة زمنياً للمواطنين الراغبين في تلبية بعض الخدمات من قطاعات مستثناة من الإقفال (مثل الأفران والصيدليات ومراكز طبية وغيرها)، لم تسجّل الجبهة الحكومية «المشتعلة»، ما يشي بإمكان تدارُك خلْط الأوراق العاصف الذي حصل في مسار التأليف.
وفي حين يتمسّك الحريري بإصراره على حكومة من 18 وزيراً من الاختصاصيين، فإنّ الأبعاد فوق العادية التي اكتسبتها اندفاعة عون وفريقه على تكليف الحريري والمخاوف من أن تكون في سياق نزعةٍ لتعميق جراح دستور الطائف وتوازناته بدا أنها دفعت الرئيس المكلف لمقاربة هذا الأمر من زاوية أبعد من مجرد الاعتراض على المساس بموقع رئاسة الحكومة وصولاً لمحاولة توفير مظلّة دفاع عن «جمهورية الطائف» التي وُلدت من رحم حرب الـ 15 عاماً.
وفي هذا الإطار، تم التعاطي مع اللقاء الذي عُقد الأربعاء، في دارة الرئيس السابق للحكومة تمام سلام وحضره الرئيسان نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة مع النائب السابق وليد جنبلاط، وسط معلومات عن مساعٍ ستُبذل لقيام ما قد يكون أقل من جبهة وأكثر من إطار يتمسك أولاً بالطائف وبوجوب تأليف حكومة بمواصفات المبادرة الفرنسية.
ومع اعتبار الأوساط نفسها أن الحركة الخارجية للحريري التي بدأت من أنقرة قبل أيام وحملتْه مجدداً إلى الإمارات العربية المتحدة، والمعلومات عن محطات أخرى مرتقبة (تردّد أن بينها مصر)، هي في سياق إشارةِ «ردّ بالعمل» على تفخيخ مسار التأليف الذي لن ينسحب منه، لم يكن ممكناً معرفة حقيقة موقف «حزب الله» رغم الانطباع بأن الحزب يرى من المفيد ترْك الواقع يسير على حبْل مشدود ريثما يتضح الخيْط الأبيض من الأسود في المنحى الذي سيسلكه الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن تجاه إيران ومشروعها في المنطقة.
وسط هذا الضجيج، استوقف الأوساط، حرص وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في معرض تقديمه جردة بأبرز ما حققته الولايات المتحدة خلال وجوده على رأس الوزارة، على تخصيص لبنان بحيّز مهمّ وصولاً إلى نشْره عبر حسابه على «تويتر»، صورة لرئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل تحمل عبارة «معاقَب».