لبنان في قلب العواصف.. امكانية تمديد الاقفال على طاولة البحث واتصالات الحكومة تنشط اعتباراً من اليوم

18 يناير 2021
لبنان في قلب العواصف.. امكانية تمديد الاقفال على طاولة البحث واتصالات الحكومة تنشط اعتباراً من اليوم

بات لبنان اليوم فعلياً في قلب 3 عواصف تشلّع ما تبقى منه. عاصفة طبيعية من المتوقع ان تشتد في الساعات القليلة المقبلة، مع اشتداد سرعة الرياح والاستمرار في تساقط الأمطار وتراكم الثلوج على علو منخفض، في وقت تستمر عاصفة “كورونا” بالاشتداد مع الارتفاع المستمر في أعداد الاصابات، ومعها أعداد الوفيات ما ينذر بكثير من السيناريوهات الكارثية التي قد تكون في انتظارنا في الساعات والايام المقبلة، في ظل عجز حكومي واضح في تأمين الاحتياجات الاساسية لمواجهة الفيروس، وعلى وقع الاستمرار في انتظار اللقاح الذي وقع وزير الصحة حمد حسن أمس عقده.

أما العاصفة الثالثة، فهي سياسية بامتياز، من المتوقع ان تشتد أيضاً اعتباراً من اليوم مع عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت، ما يعطي اشارة البدء بالاتصالات السياسية للافراج عن الحكومة.

وبانتظار ان تهدأ هذه العواصف، تشخص العيون هذا الاسبوع الى واشنطن، وتحديداً يوم الاربعاء المقبل موعد تسلم الرئيس جو بايدن مقاليد الحكم من خلفه دونالد ترامب وما قد يستتبع هذا الأمر من احداث في البلاد.

عاصفة كورونا مستمرة

اذاً، لا يزال لبنان في قلب العاصفة الوبائية، يصارع أعداد الاصابات الكبيرة والارتفاع المتزايد في أعداد القتلى. وباتت اليوم المعركة مفتوحة لمجابهة هجمة الكورونا وتفشي الوباء في المجتمع اللبناني ومن المتوقع أن تمدد حتى نهاية الشهر الحالي، أو إلى الأسبوع الأوّل من شباط المقبل، في ضوء اجتماعات اللجان المختصة، والموزعة بين العلمية (وزارة الصحة) والصحية (السراي الكبير) والوزارية وصولاً، إلى المجلس الأعلى للدفاع، والتي تبدأ اليوم.

وفهم من مصادر مطلعة لـ”اللواء” أن تقييم الأقفال العام ينطلق من منتصف الأسبوع المقبل وعندها يدرس القرار المقبل أي التمديد أو الفتح التدريجي. وأشارت المصادر عبر “اللواء” إلى أن موضوع القدرة الاستيعابية للمستشفيات هو ما يؤرق المعنيين فضلا عن موضوع آلات التنفس ومعالجة حاجات المستشفيات وهو ما يفترض أن يبحث مع حاكم مصرف لبنان في اقرب وقت ممكن. 

ولفتت المصادر إلى أن متابعة موضوع اللقاحات بعد توقيع العقود يستحوذ الاهتمام.

وشدّدت المصادر على إن عدم الاستمرار في ضبط الالتزام  يؤدي إلى تفلت الوضع ولذلك يتوقع أن تقوم الأجهزة المعنية بمواصلة التشدد وتحرير محاضر الضبط.

وفي مواجهة تفشي الالتفاف المجتمعي على مستلزمات قرار الطوارئ الصحية، ردّت قوى الأمن الداخلي بالتلويح بالاجراءات كتنظيم محاضر بحق المخالفين، وختم المؤسسات بالشمع الأحمر.

ورأى الأمين العام لمجلس الدفاع الأعلى اللواء محمود الأسمر، ان تقارير غرفة العمليات ان الاغلاق الكامل جدّي، ببقاء المواطنين بمنازلهم، بسبب ارتفاع الإصابات والوفيات، وهذا كان له تأثير إيجابي على بقاء النّاس في المنازل، مؤكداً ان الالتزام 90٪.

 وتوقع اجتماع لجنة كورونا قريباً، وان اللجنة الصحية الوزارية هي التي تأخذ القرار لجهة رفع تدابير استمرار الاغلاق لمدة جديدة.

وحسب الدكتور محمّد حيدر مستشار وزير الصحة، فإن اللجنة العلمية تجتمع اليوم، وإذا بقيت الأرقام مرتفعة 5 آلاف أو أكثر، فإن التوجه، سيكون تمديد الاقفال.

وستخفض اللجنة تصنيف المستشفيات التي لا تستقبل مرضى الكورونا، من دون اعذار، متهماً بعض المستشفيات بتجاوب بسيط.

وفي إجراءات المواجهة، وقع وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن الاتفاق النهائي مع شركة الفاريزر (alfezer)، لاستيراد اللقاح..

وميدانياً، تمّ تفكيك المستشفى الميداني، الذي قدمته قطر للبنان، ونقله من قضاء صور الىبيروت، حيث يوضع في مستشفى رفيق الحريري، ويتولى طاقم طبي من جامعة البلمند تشغيله.

العاصفة السياسية
وإذا كانت مجريات الازمة الصحية لم تتبدل بعد خمسة أيام من الاقفال العام بما يرجح على ما يبدو الاتجاه الى التمديد لخطة الطوارئ الصحية بعد انتهاء الأيام العشرة الأولى المحددة لها، فان واقع الازمة الحكومية بدأ يتجه في ظل الشلل المتمادي وترك البلاد فريسة أخطر مرحلة مر بها لبنان في تاريخه نحو مجريات جديدة ستشكل عوامل ضاغطة بقوة للخروج من مرحلة الشلل وتحريك الاتصالات والوساطات والمشاورات من اجل إيجاد مخرج للازمة الحكومية لان المؤشرات الجدية للواقع الداخلي تنذر باقتراب انهيارات اجتماعية مخيفة تحت وطأة الجائحة الوبائية والاقفال العام من جهة، والانهيار المالي والاقتصادي من جهة أخرى. وتؤكد مصادر سياسية بارزة في هذا السياق ان جميع المعنيين وفي مقدمهم الحكم الذي لا يتحمل تبعة اخضاع الازمة الحكومية لأساليب التعطيل ولي الأذرع، وضعوا في أجواء بالغة الخطورة حيال الواقع الاجتماعي والتداعيات التي قد تتفجر في أي وقت ما لم يحصل اختراق سياسي سريع ينهي ازمة التاليف ويأتي بالحكومة الجديدة. وتشير هذه المصادر لـ”النهار” الى ان لغة المكابرة التي تبرر بها أوساط العهد تعطيل تاليف الحكومة لم تعد تخفي امر العمليات الإقليمي الذي اختبأ وراءه “المحور الممانع” لكي يمرر المرحلة الانتقالية في الولايات المتحدة فيما يدفع لبنان الاثمان المخيفة لتوزيع الأدوار بين العهد وحليفه من خلال تعطيل تشكيل الحكومة الانقاذية ولكن هذه اللعبة بدأت تشارف نهاياتها وسيكون العهد في عين العاصفة المخيفة ان مضى في التعطيل.  

وأمس عاد الرئيس سعد الحريري، إلى بيروت، آتيا من ابوظبي، مستجيباً لاتصالات جرت معه، في ضوء دعوة الكاردينال الماروني البطريرك مار بشارة بطرس الراعي للرئيس عون لأخذ المبادرة والاتصال بالرئيس المكف، بعد “شريط الاهانة”، لإعادة احتواء الموقف، والعودة إلى آلية تأليف الحكومة.

وعلمت “اللواء” ان خطوط الاتصالات ستنشط، مع بداية هذا الأسبوع، على مستويات ثلاثة: 1 – رئاسة مجلس النواب، بعدما لمس الرئيس نبيه برّي إمكانية للدخول على خط حلحلة النقاط المستعصية. 2 – نائب رئيس المجلس ايلي الفرزلي، الذي يتولى الوساطة مع التيار الوطني الحر، ومع بعبدا أيضاً، المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، الذي يتولى التواصل مع الرئيس الحريري وبعبدا.

وتوقعت مصادر سياسية لـ”اللواء” ان تعيد دعوة البطريرك الماروني بشارة الراعي لرئيس الجمهورية ميشال عون للمبادرة والاتصال بالرئيس المكلف سعد الحريري لإنهاء القطيعة بينهما، الحرارة ولو ببطء لعملية تشكيل الحكومة الجديدة باعتبار ان توجيه هذه الدعوة من سيد بكركي  لرئيس الجمهورية تحديدا تحمل في طياتها اكثر من معنى ويجب أخذها بعين الاعتبار. وتضيف المصادر ان البطريرك يعتبر رئيس الجمهورية بحكم موقعه مسؤولاً عن ازالة الموانع والأسباب التي تعيق انطلاق تشكيل الحكومة وان لم يذكر ذلك بالتحديد او لتسببه بالكلام المسيء للحريري. ولذلك عليه ان يبادر شخصيا لتجاوز ما حصل لانه لا يجوز بقاء الأمور على حال الجمود الحاصل وتمترس كل طرف بمواقفه  في الوقت الذي تتدهور الاوضاع نحو الأسوأ وتزداد معاناة الناس اقتصاديا ومعيشيا بشكل لا يطاق بالتزامن مع عجز الدولة ككل في ادارة الأزمة المترتبة عن تفشي وباء كورونا وبداية انهيار النظام الصحي في لبنان عموما. واشارت المصادر ان دعوة البطريرك الراعي للرئيس عون قد تتطلب كذلك اتصالات ومشاورات لوضعها موضع التنفيذ، لاسيما التمهيد لازالة تداعيات الفيديو المسيء للرئيس المكلف من قبل رئيس الجمهورية وهذا  الامر قد يقف حائلا دون معاودة اللقاءات بينهما الا اذا نجح الوسطاء الذين يتحركون  بعيدا من الاعلام بين بعبدا وبيت الوسط بايعاز من البطريرك او غيره، في  التوصل الى صيغة  اعتذار مقبولة لتجاوز الاساءة التي تسبب بها الفيديو المسيء للحريري وهذا يتطلب بعض الوقت. وختمت المصادر السياسية ان كلام البطريرك سيكون له وقع خاص بعد ان دعا رئيس الجمهورية للمبادرة من موقعه ولذلك لا يمكن تجاهل هذه الدعوة، وتوقعت ان تشهد الاتصالات حرارة لتجاوز الجمود السياسي مع عودة الرئيس الحريري المرتقبة خلال الساعات المقبلة الى بيروت.