مع تسلم الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن مهامه في غياب سلفه دونالد ترامب، كثرت التحليلات والمعلومات التي تفيد بأن بايدن قد يعمد إلى إدخال تعديلات على التعيينات الديبلوماسية التي كان ترامب أجراها في السنوات الأخيرة، على اعتبار أن في ذلك إشارة إلى انطلاق مرحلة جديدة.
بدليل أن الرئيس الجديد أوقف أعمال بناء الجدار الفاصل بين الولايات المتحدة والمكسيك، ورفع حظر الدخول إلى البلاد عن رعايا بعض الدول ذات الأكثرية الاسلامية، الذي كانت الادارة السابقة فرضته عليهم.
معلومات كثيرة سرت عن امكان ان تطال التعديلات مناصب دبلوماسية خارج البلاد تردد ان سفيرة الولايات المتحدة في بيروت دوروثي شيا من بينها خصوصا حينما غادرت بيروت منذ مدة. غير ان معلومات “المركزية” اشارت الى ان شيا كانت في اجازة عادية وقد عادت الى بيروت لاستكمال مهامها.
واكدت مصادر ديبلوماسية معنية لـ”المركزية” أن شيا باقية في السلك الديبلوماسي، مشددة على أن لم يحصل سابقا أن استبدل سفراء فور تغيير الإدارة الأميركية. ولفتت إلى أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة تحترم مبدأ استمرارية العمل والسفراء يتبعون توجيهات الإدارة الأميركية أيا كانت انتماءاتهم الشخصية ، وتاليا، فإن إجراء كهذا لا يطال من هم في السلك.
من هذا المنطلق توقعت المصادر أن يطال هذا التغيير المعنيين من قبل إدارة ترامب كأعضاء في فريق عمله ومن عينوا من خارج السلك الديبلوماسي، ومنهم نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى دايفد شينكر، الذي كان تسلم ملف ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل في المرحلة السابقة.
وذكرت أن ايا من السفراء الأميركيين المعتمدين في لبنان لم يكن موضع استبدال على وقع التغيير في الادارات الأميركية المتعاقبة. فالسفيرة السابقة ميشيل سيسون التي رشحها عام 2008 الرئيس الأسبق جورج بوش الابن، الجمهوري، بقيت في منصبها حتى آب 2010 على رغم إنتقال السلطة إلى الرئيس الديموقراطي باراك اوباما مطلع 2009، وقد عين أوباما مورا كونيللي خلفا لسيسون.
وفي السياق نفسه، وعلى رغم أن السفيرة الأميركية السابقة اليزابيت ريشارد تسلمت منصبها في عهد أوباما نفسه في شباط 2016 إلا أنها لم تستبدل لدى تسلم الرئيس الجمهوري دونالد ترامب وبقيت أربعة أعوام في لبنان، متجاوزة بذلك مهلة الثلاث سنوات لكل سفير أميركي في البلد المضيف والمتبعة عادة، ليعين بعدها ترامب دوروثي شيا في 11آذار 2020.
كذلك الأمر بالنسبة إلى السفير دايفيد هيل الذي عينه أوباما كسفير في لبنان ما بين عامي 2013 و 2015 خلفا لكونيللي عاد وحظي بمنصبه نائبا لوزير الخارجية في عهد ترامب في آب 2018. وهذا يدل إلى أن المناصب التي يتولاها الديبلوماسي لا تتبدل بحسب سياسة سيد البيت الأبيض.