لكن هذا لن يعني بالضرورة إسدال الستارة على حقبة ترامب. فالرجل الذي شهدت ولايته سلوكاً عاصفاً، يستعد لسلوك مماثل، ولو على مستوى السياسة الاميركية الداخلية”.
وأضاف: “لكن ما يهمنا هو طريقة تعامل ادارة بايدن مع الشرق الاوسط ومشكلاته الحادّة والخطرة.
بعض خبراء السياسة الاميركية يتوقعون، وبسبب الظروف الاميركية الداخلية، اهتماماً اميركياً اقل بكثير بقضايا الشرق الاوسط، باستثناء الملف الايراني، الذي سيحظى باهتمام خاص. وقد قال مرشح بايدن لموقع وزير الخارجية انطوني بلينكن في وضوح خلال جلسة الاستماع اليه في الكونغرس، إنّ ادارته ستعود الى الاتفاق النووي، وبعدها تبدأ بمعالجة قضايا اوسع، والتي حدّدها ببرنامج الصواريخ البالستية وأنشطة ايران الاقليمية.
وخلال جلسة الاستماع تصاعدت اصوات أعضاء جمهوريين وديموقراطيين، سألت عن الخطة التي ستتبعها ادارة بايدن للتعامل مع سياسة ايران في الشرق الاوسط، وتمويلها المجموعات المتحالفة معها، اضافة الى مسألة الصواريخ البالستية. وشدّد هؤلاء على الالتزام بمسار مترابط، بين العودة الى الاتفاق النووي ومعالجة كل جوانب السياسة الايرانية في الشرق الاوسط.
لكن بلينكن اعطى الاولوية للاتفاق النووي، ومتعهّداً بإشراك اسرائيل ودول خليجية في المفاوضات التي ستحصل. وهو ما يعني انّ الاتفاق النووي سيسلك مساراً مستقلاً، وانّ الخطوة الثانية ستكون الملف اليمني، من خلال اعلان بلينكن التزامه إنهاء الدعم الاميركي للحرب التي تقودها السعودية في اليمن، وأنّ بلاده ستعمل على ذلك في وقت قصير جداً.
وما لم يقله بلينكن، قاله مصدر ديبلوماسي اميركي خبير في شؤون الشرق الاوسط، من أنّ العودة الى الاتفاق النووي مسألة حتمية وستحصل. فحتى ايران سُنحت لها فرص عدة خلال ولاية ترامب للانسحاب من الاتفاق ولم تفعل ذلك، أي انّها لم تكن تبحث عن عذر للخروج، على رغم كل ما قيل، لا بل على العكس، وربما قد تحتاج ايران الى بضعة اشهر للعودة الى الاتفاق، مع اصرارها على تخفيف العقوبات عنها.
ولمّح المصدر الديبلوماسي، الى انّ واشنطن قد تغض النظر وتسمح لإيران بالوصول الى بعض ارصدتها المجمّدة في الخارج، وهو ما سيخفف من التحدّيات الداخلية الكثيرة التي تواجهها، خصوصاً على المستوى الاقتصادي والمعيشي، ولو من دون رفع نظام العقوبات المعمول به.
وهذه الصورة تعني، انّ لا مكان للملف اللبناني في هذه المرحلة على طاولة البحث. لا شك في أنّ الانفراج الذي سيحصل في سماء العلاقات الاميركية ـ الايرانية سيؤدي الى تنفيس الاحتقان الشديد الذي يكاد يخنق لبنان، الّا انّ الذهاب الى إرساء حلول جذرية لا يبدو انّه يلوح في الافق.
ولكن ثمة ما هو اخطر، فأمام ادارة بايدن فرصة حقيقية لوصول فريق سياسي جديد الى السلطة في اسرائيل، مكان بنيامين نتنياهو، الذي كان قد تحدّى اوباما في عقر داره في نهاية ولايته. ذلك انّ استطلاعات الرأي في اسرائيل تصل الى انّ الاحتمال ضئيل جداً في أن يتمكن نتنياهو من تكليفه تشكيل الحكومة المقبلة، رغم بقاء حزب «الليكود» في صدارة الأحزاب في الكنيست الاسرائيلي. لكن مشكلته تقف عند خريطة التحالفات الجديدة للكنيست. ومعه قد نشهد بعض الشغب على يد حكومة نتنياهو في المدة الفاصلة عن موعد الانتخابات.
والواضح، انّ التركيز الامني والعسكري الاسرائيلي ينصّب على الساحة السورية، والتركيز الاعلامي والسياسي على الساحة اللبنانية. وعلى الرغم من الدور الروسي الاساسي على الساحة السورية، إلّا أنّ من الواضح انّ العلاقات الروسية ـ الاسرائيلية، والتنسيق الامني بينهما، يُعتبر من افضل ما شهده تاريخ العلاقات بين البلدين”. لقراءة المقال كاملاً إضغط هنا.