للمرة الثانية في خلال أيام، تحاول زوبعة دعائية إقتلاع حقيقة أن لا أحد من مدراء المستشفيات والمراكز الطبية يعرف ما الخطة؟ ما العمل؟ وما المسار؟… وفي حين يُتوقع وصول أول دفعة من اللقاح إلى لبنان بحلول شباط المقبل، أسئلة كثيرة لا جواب عليها حتى الساعة والوقت يُهدر. فلنفترض مثلاً وصول لقاحات كورونا غداً فماذا سيحصل؟
تصريحات مرعبة صدرت على لسان رئيس لجنة الصحة النيابية الدكتور عاصم عراجي بعد اجتماع لجنة الصحة النيابية البارحة، إذ قال إن “250 الف لقاح ستكون مؤمّنة في الربع الأول من السنة من شركة فايزر، وفي المرحلة الثانية لغاية حزيران سيصل 350 ألف لقاح، أما في المرحلة الثالثة فسيصل 800 ألف لقاح، وفي الربع الأخير من العام 600 ألف، على أن يصل المجموع مع نهاية العام إلى مليونين و100 ألف لقاح”، ما يؤكد مجدداً أن الكمية غير كافية، فمليون لقاح خلال 10 أشهر تعتبر كمية قليلة جداً ولن نتغلب على الكورونا في لبنان (ولن نحقق مناعة مجتمعية) إذا لم يُفسح في المجال أمام القطاع الخاص لاستيراد اللقاحات. أضف إلى ذلك أن النسبة المحسوبة للنازحين تغطي 30% منهم وهي كمية غير كافية بتاتاً لحماية لبنان وفتح البلاد مجدداً من دون خوف. وفي المحصلة، خلال انتظار 70% من المقيمين، يُرجّح إصابة حوالى المليون ووفاة الآلاف ليتبقى 3 ملايين “محظوظين” لأخذ اللقاح أواخر العام… أي أنه وبالأرقام، على المواطن والمقيم في لبنان أن يتحضر للدخول في مسابقة تشبه “Survivor – الناجون” تحت عنوان “البقاء للأقوى”.
هذا وقد صدر عن المكتب الإعلامي للرئيس ميشال عون أنه قد وقع “مرسوم نقل اعتماد بقيمة 26.4 مليار ليرة لمنصة “Covax” لحجز مليونين و730 ألف لقاح كورونا” غير أن ذلك غير دقيق، فالحقيقة أنه قد تم حجز 2.799 (مليونين) جرعة وليس لقاحاً، لأن اللقاح يُحسب جُرعتين، وهناك 20% منها للاجئين أي حوالى 1.2 مليون لقاح من منصة كوفاكس و759 ألفاً من فايزر للبنانيين.