تصرّ بكركي على لعب دور المحايد والوسيط في الأزمة الحكومية الراهنة، ويعلم الجميع أنه إذا أوقف الراعي مبادرته لن تكون هناك أي مبادرة أخرى جاهزة في الملف الحكومي.
ومن هذا المنطلق، فإن الراعي يعمل على إزالة كل التباس حصل بين عون والحريري، خصوصاً بعد الفيديو المسرّب من لقاء بعبدا بين عون ورئيس الحكومة المستقيل حسان دياب، مما يُسهّل عملية التأليف.
أما الأهم فهو الشق السياسي المرتبط بالتأليف، وتدرك بكركي في هذا المجال أن الأزمة لا تنحصر بين الحريري وعون، بل لها إمتدادات إقليمية ودولية، فمن جهة هناك “حزب الله” المتمسّك بشروطه والذي يمثّل المحور الإيراني في لبنان، ومن جهة أخرى هناك المحور العربي الذي يرفض أن تُؤلّف حكومة يُسيطر عليها “الحزب” ومن خلفه إيران. ووسط الحديث عن العودة إلى حكومة سياسية أو سياسية مقنّعة بوجوه تكنوقراط على شاكلة حكومة الرئيس دياب، فإن الراعي يرفض العودة إلى مثل هكذا حكومات لأنها كانت سبباً للأزمة وليس للحلّ. ووسط لعبة شدّ الحبال الإقليمية والدولية، بين مؤيد لمشاركة “حزب الله” ورافض لها، لا تزال بكركي تعتبر أن حكومة الإختصاصيين المستقلة هي الوصفة الأساسية لحل أزمة تأليف الحكومة، ففي مثل هكذا حكومة لا يعتبر أي فريق أنه خرج من اللعبة، أو سجّل فريق إنتصاراً على الآخر، وعندها يتم إختيار الوزراء على أساس الكفاءة ووفق التوزيع الطائفي من دون أن يمتلك أي حزب أو فريق حقيبة معينة، وعندها تُحلّ مشكلة تمثيل “حزب الله” من عدمه.