رغم ذلك، تسلم بايدن مهامه الرئاسية في أجواء ديمقراطية، وهو من المفترض أن يبدأ بلملمة الجراح التي أنتجتها الانتخابات حيث تركت ندوبا كثيرة في الجسد الأميركي، وأن يسعى الى أن تتجاوز أميركا محنتها، والى أن يواجه نهجا نجح ترامب في إرسائه خلال السنوات الأربع الماضية وهو الوطنية في مواجهة العولمة، القائم على شعار “أميركا أولا”، والتي “ليست مضطرة على مساعدة أي جهة مجانا من دون مقابل، وأن مصالحها هي التي تحدد كيفية ونوع تعاطيها مع دول العالم، بما في ذلك المنظمات الانسانية والصحية”.
هذا النهج الترامبي، دفع بايدن الى إطلاق شعار “وحدة أميركا”، وهذا يدل على الإنقسامات التي ترخي بثقلها على المجتمع الأميركي المعرّض للسقوط، كونه يشكل خليطا من مجموعة إثنيات قد تؤدي خلافاتها وعودة كل منها الى الجذور الى حرب أهلية حقيقية، كانت لاحت في أفق “الكابيتول هيل” خلال الهجوم الصاعق الذي تعرض له، والذي مرّ من دون أن يجرؤ أحد على أن يتخذ قرارا بعزل ترامب أو تقصير ولايته لما يمكن أن يثيره ذلك من حساسيات قد لا يستطيع أحد تحمل تبعاتها.