المفاوضات الأميركية – الإيرانية إلى ما بعد حزيران… ماذا عن لبنان؟

22 يناير 2021آخر تحديث :
المفاوضات الأميركية – الإيرانية إلى ما بعد حزيران… ماذا عن لبنان؟

تقف الدول الاوروبية والاقليمية اسوة بالصين وروسيا في حالة ترقب مع كثير من الأمل بعد تسلم الرئيس الاميركي جو بايدن مقالد الحكم في الولايات المتحدة، وسط تسارع في التحليلات والتوقعات الايجابية بعد خطاب الرئيس المنتخب يوم الاربعاء  الماضي، والذي وصف بأنه الاكثر تحديا في تاريخ الرؤساء الاميركيين لجهة تأكيده على العودة الى منظمة الصحة العالمية ومعاهدة التغير المناخي، فضلا عن تشديده على العمل بقوة لتعود الولايات المتحدة مرتعا للديمقراطية، ومواجهة التطرف السياسي والتطرف اليميني للبيض والإرهاب الداخلي وهزمه واعادة تأسيس الطبقة الوسطى.
يظن المراقبون ان خطوات بايدن ستكون سريعة خاصة وان الـ 100 يوم الاولى من ولايته ستكون بمثابة ابطال او الغاء للقرارات التي اتخذت من قبل الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب.  فالاسئلة المطروحة كثيرة حيال امكانية نجاح بايدن في اعادة انتاج شكلا جديدا للولايات المتحدة اكثر تماهيا مع المتغيرات في الداخل الاميركي وفي العالم، خاصة وان منظومة الحكم في الولايات المتحدة القائمة على تقاسم الحصص بين الديمقراطيين والجمهوريين وبين الدولة العميقة ولوبيات الضغط  المتصلة بوول ستريت والسلاح و المؤسسات الصحية واللوبي اليهودي، كانت قد تعرضت للاهتزاز في عهد ترامب.
ان تعاطي بايدن المرتقب مع الظواهر الخطيرة ومواجهته لتلك الاخطار التي قد تواجه الولايات المتحدة، يعني ان البحث في الملفات الاقليمية لن يكون قبل مطلع الصيف المقبل، وهذا يتصل بشكل اساس بالمفاوضات الاميركية – الايرانية، علما ان فريق بايدن الرئاسي الذي يحمل عنوان الارث الاوبامي(في اشارة الى الرئيس الاسبق باراك اوباما)، كوزير الخارجية أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي  جيد سوليفان، الى وزير الخارجية السابق جون كيري الذي عين قيصرا للمناخ ، يطرح ضرورة العودة الى الاتفاق النووي مع ايران؛ في حين أن خطاب المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي  في احتفال في مدينة قم  بذكرى التظاهرات المناهضة للشاه التي شهدتها المدينة قبل الثورة شكل خريطة الطريق الحقيقية لتعاطي ايران في المستقبل مع الادارة الاميركية الجديدة، والتي تؤكد ان لا عودة الى المفاوضات قبل رفع العقوبات، لكن الاكيد ايضا ان الادارة الاميركية من جهتها ترى ان احياء الاتفاق النووي يجب ان  يترافق مع وضع ملف الصواريخ البالستية على طاولة الحوار عطفا على التفاهم مع حلفاء الولايات المتحدة في الخليج  واسرائيل خاصة مع تصاعد دور ايران الاقليمي الذي اثار ويثير قلق العديد من الدول في المنطقة لا سيما الخليجية منها.
من هنا، يمكن القول ان كلا من الادارة الاميركية الجديدة وايران، سوف تعملان في الاشهر المقبلة على تجميع “اوراق القوة” بانتظار الانتخابات الرئاسية الايرانية في حزيران المقبل  التي يرجح ان تأتي برئيس ينتمي الى المحافظين وتحديدا الى الحرس الثوري، وهذا يعني ان علاقة واشنطن – طهران لن تتضح معالمها قبل ستة اشهر على الاقل.
وسط ما تقدم، وعطفا على ارتباط لبنان بسياسة المحاور الدولية والاقليمية، فإن الأكيد ان لبنان ليس اولوية في ملفات الرئيس الاميركي الجديد، بمعزل عن موقع لبنان الجيوسياسي المهم للاميركيين ربطا بمشهد المنطقة، وبالتالي اي تفصيل له علاقة بتأليف الحكومة المنتظر بمعزل عن العقد الداخلية التي تقف عائقا امام التشكيل والمتصلة بالخلاف بين الرئيس ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري حيال الحصص وتفسير الدستور ونظام الحكم، لا يمكن ان يتبلور في الاسابيع المقبلة، فهو سينتظر اتضاح رؤية بايدن تجاه ملفات الاقليم ومنها سوريا والعراق ايضا، خاصة وان تشدد الادارة الاميركية الترامبية تجاه لبنان وما رافقها من عقوبات ووضع شخصيات سياسية على لائحة الارهاب دفعت الامور خلال العام 2020 على وجه التحديد الى المزيد من التخبط السياسي والمالي والاقتصادي، بمعزل عن ان سياسة العقوبات ضد “حزب الله” سوف تستمر في عهد بايدن سواء وفق قانون قيصر او قوانين اميركية اخرى. 

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.