انتقلت السلطة في الولايات المتحدة الاميركية من دونالد ترامب الى جو بايدن، لكن الحكومة اللبنانية التي ربط معظم المحللين تأليفها بهذا الاستحقاق، ما زالت مجمدة، ومعها المبادرة الفرنسية، وسط مخاوف من ان تكون قد توقفت ولم تعد قابلة للحياة.
ويتساءل معظم الدبلوماسيين والخبراء في مختلف عواصم العالم، هل ستنشغل إدارة بايدن بالمشكلات الداخلية والانقسامات التي خلفتها إدارة ترامب عن لعب دور قيادي في العالم؟ أوساط سياسية مطلعة تتوقع، أن يكون بايدن أكثر نشاطًا في ما يخص ملفات السياسة الخارجية، حتى في الوقت الذي تعاني فيه أميركا من جائحة كورونا، والدليل في هوية الأشخاص الذين اختارهم لشغل مناصب رئيسية في السياسة الخارجية، وتعهده بإصلاح تحالفات الولايات المتحدة والانخراط مع العالم مرة أخرى.
هذه التعيينات لا توحي بوجود بيت أبيض يتطلع إلى الداخل فقط.
ومن المرجح أن تكون أول زيارة خارجية رسمية لبايدن في اجتماع لزعماء مجموعة السبعة في حزيران، الذي تستضيفه بريطانيا في منتجع ساحلي في كورنوال.
وقد يوسع تلك الرحلة لتشمل وجهات أوروبية أخرى، بما في ذلك ألمانيا، حيث يمكنه توديع المستشارة أنجيلا ميركل قبل أن تتنحى.
وفي الخريف المقبل، يفترض ان يحضر بايدن اجتماع مجموعة العشرين في روما ومؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في غلاسكو، اسكتلندا، حيث يمكن أن يعرض خطوته للانضمام إلى اتفاقية باريس للمناخ.
كل هذه الأمور تحتاج الى بعض الوقت، لترتيب الملفات الخارجية، وخاصة تلك المتعلقة بالمنطقة ومنها لبنان، بدءا من الاتفاق النووي مروراً بالعقوبات الاميركية على ايران وأذرعها وصولاً الى الحفاظ على أمن اسرائيل، ما يدفع الاوساط الى التأكيد ان الولايات المتحدة منشغلة راهناً عن الملف اللبناني ولا توليه أولوية.
فهل من الممكن ان تدخل روسيا على الخط أو تقوم بخطوة معينة باتجاه مساندة فرنسا في مبادرتها باتجاه لبنان، خصوصاً في ظل الحديث عن زيارة لموفد روسي الى لبنان قريباً؟
في هذا الاطار، وعن إمكانية زيارة موفد روسي للبنان، أوضح سفير لبنان في موسكو شوقي بو نصار ان الامور كلها ما زالت في الاطار العام، ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، من خلال تواصلي الدائم معه، يقول عن زيارة لبنان “انشالله قريبا”.
الزيارة واردة، لكن لا تحديد لموعد معين، إنما من المرجح الا يزور أي موفد لبنان قبل تشكيل الحكومة، كي لا تعتبر نوعا من التدخل، أو أن يتمّ تفسير نشاطهم بطريقة خاطئة، او على أنهم يضغطون لصالح فريق ما، او يقومون بمبادرة وفشلت اذا لم تشكل الحكومة، لا يريدون ان تفشل مبادرتهم ويصيبهم ما اصاب المبادرة الفرنسية.
الروس لديهم توجهات تختلف عن الفرنسيين”.
وأكد “ان المسؤولين الروس يشجعون على تشكيل الحكومة في أسرع وقت، ويستغربون التأخير في التشكيل، وقد لمست ذلك خلال اتصالاتي مع المسؤولين في الخارجية الروسية ومجلس الدوما.
طبعا يعرفون طبيعة لبنان وتناقضاته والتنوع فيه، لكنهم لا يعتبرونها مبرراً مقبولاً للتأخير خصوصاً في ظل هذه الاوضاع المأساوية التي يعيشها لبنان اقتصادياً وسياسياً وصحياً، ويتساءلون دائماً عن سبب التأخير، ولماذا يعجز الوسط السياسي اللبناني عن ايجاد نوع من الحلول الوسط بين المتخاصمين، وهل ان الامور معقدة لهذه الدرجة؟”
وختم: “الروس يستغربون حتى لا نقول انهم مستاؤون من عدم تشكيل حكومة في لبنان.
وطبعا كانت سياستهم ولا تزال داعمة للرئيس المكلف سعد الحريري خاصة وان علاقتهم كانت ممتازة مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
من حيث المبدأ يدعمون الحريري بجهوده لتشكيل الحكومة”.