وأضافت: جميعنا مررنا بتلك اللحظة، التي احتجنا فيها الى من يربت على كتفنا في اللحظات الأكثر صعوبة في الحياة، أمام باب القبر، عند خسارة عزيز جداً، أما اليوم فيرحل الأعزاء بهدوء تاركين محبيهم يتخبطون في غيابهم بلا وداع. فهل الفيروس اللعين ينتقل من الميت الى الأحياء؟ هل هناك من لا يزال يعتقد بذلك؟ لأن لا شيء نهائياً مع هذا الوباء يظل هناك من يعتقد ذلك على الرغم من تأكيد منظمة الصحة العالمية أن جثث الموتى لا تعدي ولم يثبت أي دليل حتى اليوم على إصابة أشخاص نتيجة ملامسة شخص توفي بسبب كورونا أو الإقتراب من جثته المكشوفة. ثمة معلومات مغلوطة كثيرة في الموضوع. لهذا يستمر الخوف والقلق على المصير كبيراً. ولهذا نسمع من يردد من المؤمنين بصوت عال: “يا رب إجا وقت لازم تفرجي العالم قوتك”. لكن، بحسب الأب بيتر حنا سنسمع في قرارتنا الرب يجيبنا: “يا أولادي إجا الوقت تفرجوا ثقتكم بي”.
حين تتدخّل التكنولوجيا في ‘طقوس الموت’ وتقهر الأحياء
تحت عنوان حين تتدخّل التكنولوجيا في “طقوس الموت” وتقهر الأحياء، كتبت نوال نصر في نداء الوطن” قائلة: الموت انتقال والجنة موت الموت. ولكن، بين تسليم الروح وصعودها، مرحلة فاصلة يفترض أن يحصل فيها وداع وعناق ونظرة أخيرة وصلاة فوق النعش ومرافقة الفقيد حتى تخوم القبر لكنها أصبحت، في زمن كورونا، بلا معزين ولا عناق ولا مواساة حيّة وبلا ربت أيدٍ على الأكتاف ومسح البعض دموع البعض. فهل هذا الشكل من الوداع ما زال مطلوباً خوفاً من انتقال العدوى من الميت الى الأحياء؟ هل هذا النوع من أنواع الوداع الأخير يكفي في الصلاة والمواساة؟ وماذا عن ظاهرة الإبتكار في خدمات شركات حديثة لمراسم الدفن الإفتراضية؟ وهل يمكن أن يُمهد “الدفن أونلاين” الى نهاية طقوس المآتم التقليدية في لبنان والعالم؟”.