كرة نار الشارع تكبر… والحكومة تنتظر كلمة السرّ من الموفد الفرنسي

27 يناير 2021
كرة نار الشارع تكبر… والحكومة تنتظر كلمة السرّ من الموفد الفرنسي

علت أمس صرخات الجوع في عدد كبير من المناطق اللبنانية منذرة بحركات احتجاجية قد تكبر يوماً بعد يوم في ظل استمرار حال الاقفال العام في البلاد ووصول عدد كبير من الأسر الى خط الفقر. وقد بدا السباق مخيفا مساء امس بين تصاعد عدد الوفيات بسبب الانتشار الوبائي لكورونا مسجلا للمرة الأولى رقما مرعبا بلغ 73 حالة وفاة في يوم واحد، والمخاوف المتصاعدة من انفجار احتجاجات الشارع على الاقفال العام منذرة بدورها بتفاقم الاخطار الوبائية والاجتماعية والأمنية التي ستنتج عن التفلت الكبير.

لم تستبعد بعض المصادر المتابعة لـ”اللواء” انعقاد مجلس الدفاع الأعلى، إذا تفاقمت الأوضاع على الأرض.

وأعربت عن تخوفها من صدام مع القوى الأمنية، إذا ما استمرت التطورات على الأرض في ظل تفشي الوباء، والعجز عن إيجاد حلول ممكنة سواء اللقاحات أو التقديمات الاجتماعية.

الحكومة غائبة
وسط أجواء الشارع الملتهب، لا تزال الأجواء الحكومية غائبة كلياً على وقع غياب الاتصالات والمشاورات، ووصفت مصادر متابعة للاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة الادعاءات المزيفة لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بالصاق تهمة تعطيل تشكيل الحكومة الجديدة بالرئيس المكلف سعد الحريري، بانها تأتي في اطار الأساليب المرفوضة لاعفاء رئيس الجمهورية ميشال عون من مسؤولية التعطيل المتعمد لتشكيل الحكومة بعدما انكشفت محاولاته لتجاوز الدستور ورفضه المتواصل للبت بالتشكيلة الوزارية التي سلمه أياها الحريري خلال جلسات التشاور ال١٤ التي عقدت بينهما.

واشارت المصادر الى ان هذه الادعاءات المضللة لن تخفي سلسلة المواقف التي صدرت عن الرئاسة الاولى ورئيس التيار الوطني تحديدا والتي تشير الى ان التشكيلة الوزارية معلقه لدى الرئاسة الاولى وكل محاولات التملص من هذا الامر لن تبدل الوقائع على الأرض ولن تعفي رئيس الجمهورية من مسؤوليته المباشرة لانهاء مسلسل تعطيل الحكومة المتواصل منذ اشهر واقوى دليل على هذه المسؤولية الانتقادات الحادة الموجهة والدعوات المتكررة للبطريرك الماروني بشارة الراعي لرئيس الجمهورية لتسريع الخطى لتشكيل الحكومة الجديدة.

على صعيد آخر كشفت مصادر ديبلوماسية فرنسية عن استمرار الجانب الفرنسي بالمبادرة التي طرحها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للمساعدة على إنهاء الازمة المالية والاقتصادية التي يواجهها لبنان،برغم التعثر الحاصل بتنفيذها ومحاولات بعض الأطراف للانقلاب والتملص منها.

واشارت الى ان مسؤولية تنفيذ المبادرة تقع على عاتق الأطراف السياسيين الذين ابدوا موافقتهم عليها علنا امام الرئيس الفرنسي ولكن بعضهم مايزال يرفض تنفيذها لاعتبارات مصلحية سياسية وارتباطات خارجية معروفة وهذا ما يعطل تشكيل الحكومة الانقاذية المنبثقة عن المبادرة الفرنسية ويؤدي على مزيد من تدهور الاوضاع المالية والاقتصادية والمعيشية للبنانيين. وتشدد المصادر إلى ان مسؤولية تشكيل حكومة جديدة تبقى من مسؤولية اللبنانيين اولا واخيرا وان فرنسا لن تتوانى عن تقديم الدعم والمساعدة لتحقيق هذا الهدف.
وأكد اللواء ابراهيم في موقف له ان “المساعي والاتصالات التي يقوم بها مع سائر الفرقاء المعنيين بتشكيل الحكومة ما زالت مستمرة ولم تتوقف”. إلا انه اشار في الوقت نفسه، إلى أن “كل ما ينشر في وسائل الإعلام عنها، او عن زيارات قام بها، غير صحيح، ما لم يصدر عنه شخصيا”.

موفد فرنسي في بيروت قريباً
وبعدما دخلت أزمة الثقة بين الرئيسين ميشال عون والمكلف سعد الحريري حداً، ليس من السهل تجاوز ارتداداته السلبية، أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ”اللواء” أن أكثر من سؤال يطرح عما إذا كان الحديث عن تدخل فرنسي في الملف الحكومي بغية تحريكه جدي ولفتت إلى أن الجمود الحاصل لا يمكن خرقه حتى أن من هو في الداخل لم يحن تحركه بعد مؤكدة ان لا مؤشرات جديدة لا بل يمكن اعتبارها سلبية. ورأت أن مقاربة رئيس الجمهورية لموضوع التأليف لا يزال هو نفسه مستغربة الحديث عن الاتهامات التي تساق ضده ولاسيما احتجازه تشكيل الحكومة مع العلم انه حدد الإشكالية ولفت إلى اعتماد المعايير الموحدة والتوازن لا أكثر ولا أقل.

ولكن، لم يسجل أي جديد لجهة تأليف الحكومة، مع استمرار التسريبات عن ان زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للبنان واردة، لكن لم يُعرف ما اذا كانت ستتم قريباً ام انها متروكة لمزيد من التواصل بين ماكرون والرئيس الاميركي جو بايدن حول الوضع اللبناني. 

وفي هذا الاطار، أشارت معلومات “نداء الوطن” الى ان كلمة “السرّ” الخارجية قد يحملها موفد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت، مستشاره لشؤون الشرق الأدنى باتريك دوريل، في ضوء خلاصات التشاور الهاتفي الذي جرى بين ماكرون والرئيس الأميركي جو بايدن، سيما وأنّ “العهد الغريق” بات متعلقاً بقشة بايدن ويقف على “إجر ونص” رهن إشارة منه، وسط رهانات عونية بأن يساهم انفتاح الإدارة الأميركية الجديدة على طهران في تحقيق الغلبة الحكومية لكفة حلف “التيار الوطني الحر” مع “حزب الله”، وصولاً إلى التعويل على دور إيراني مساعد في طيّ صفحة العقوبات على جبران باسيل من ضمن أوراق التفاوض على “الورقة اللبنانية”، بحسب ما ذكرت “نداء الوطن”.

وعليه، رأت المصادر أنّ “الجميع ينتظر ترجمة الاهتمام الرئاسي الفرنسي المتجدّد بالملف اللبناني عبر حراك عملي بزخم أميركي مساند”، متوقعةً “أن يتم تسخين الخطوط بين الإليزية ولبنان، والأكيد هو توجّه الرئيس ماكرون لإرسال موفده الشخصي إلى لبنان باتريك دوريل، غير أنّ توقيت الإعلان عن إيفاده لم يُحدد بعد ولم يُعرف ما إذا كان الرئيس الفرنسي سيستبق هذه الخطوة بجولة اتصالات هاتفية تمهّد للزيارة”.