لا يزال حزب الله يتعاطى من بعد مع عملية تأليف الحكومة. وفق ما تقول مصادر معارضة مطّلعة لـ”المركزية”، الضاحية لم تحرّك بعد عجلاتها على خط التشكيل، ولا تزال تتفرّج على الصراع المستمر منذ 3 اشهر، بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل من جهة، والرئيس المكلف سعد الحريري من جهة ثانية.
كل المؤشرات توحي بأن الحزب غير مستعجل، تتابع المصادر، فلو كانت الحال خلاف ذلك، لكان انطلق بكل ثقله اليوم قبل الغد، في اتصالات جدية مع حليفه البرتقالي، تُنزله عن شجرة المطالب العالية التي صعد اليها- مدعوما من الرئيس عون بطبيعة الحال – والتي تبدأ بالثلث المعطل في الحكومة، ولا تنتهي باسترجاع التكليف من الرئيس الحريري المغضوب عليه من قبل العهد… لكن الحزب، الى اليوم، يقف على حافة المواجهة القائمة، لا يبادر لا يصدر مواقف، ويكتفي بالعموميات، حيث يدعو الى الاسراع في التشكيل نظرا الى الاوضاع المعيشية الضاغطة، لا اكثر ولا أقل.
في الساعات الماضية، سُجّل حراك للمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، على الضفة الحكومية، بعضه علني وبعضه الآخر بعيدا من الاضواء. ففيما افيد انه زار رئيس الجمهورية وبعده رئيس التيار البرتقالي في اللقلوق، حط اليوم في عين التينة حيث استقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري.
حتى اللحظة، لم يتبن اي فريق سياسي الوساطة التي يبدو رجل المهمات الصعبة، يضطلع بها، غير ان المصادر توضح، أنه غالبا يتحرّك بدفع رئاسي او بطلب من عين التينة او ربما فرنسي.. فمن يقف خلف مساعيه اليوم؟ لا جواب بعد… على اي حال، يبدو ان الطرح الذي يحمله لم تكتب له الحياة، ويقوم على التالي “إمكانية أن تؤول وزارة العدل الى الحريري ووزارة الداخلية الى عون، على أن يكون لعون حق الفيتو على الأسماء”.
غير ان باسيل، وفق المعطيات المتوافرة، كان سلبياً جداً تجاه الرئيس المكلف. كما أشارت معطيات صحافية إلى أن “الرئيس نبيه بري اقترح أن تطرح الأسماء على أن تكون جميعها موضع توافق بين الرئيسين، ما دام الحديث يجري عن تأليف حكومة اختصاصيين” مضيفة “الخلافات ليست محصورة بالحقائب، بل أيضاً على العدد، إذ لا يزال عون يُصرّ على ٦+١، بينما الحريري لن يقبل بغير ٥+١ لرئيس الجمهورية”.
هذا التخبط، إن دل الى شيء، فالى ان القرار بعدم الافراج عن الحكومة راهنا، على حاله، ولم يتبدّل،
وهو قرار يُعنى به حزب الله قبل سواه، تتابع المصادر.
ففي يده، رفدُ مساعي ابراهيم بما تحتاج من مقوّيات تعزز حظوظها بالنجاح، عبر التدخّل لدى بعبدا وميرنا الشالوحي.
وبيده ايضا، البقاء في موقف “الحياد السلبي” الذي يقف فيه منذ لحظة تكليف الحريري، بإصرار من الضاحية، قبل ان توقف الاخيرة اندفاعتها هذه، عند هذا الحد.
فهل سيتحرّك الحزب وينقذ وساطة ابراهيم؟ الجواب سيظهر في الساعات المقبلة، فإما يرى ان الساعة باتت مناسبة لفك أسر الحكومة، أو يبقيها معلّقة حتى ترى الجمهورية الاسلامية الايرانية ان التوقيت اصبح مؤاتيا، بناء على مسار مفاوضاتها مع الرئيس الاميركي الجديد جو بايدن.