مقدمات النشرات المسائيّة

29 يناير 2021

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان

شرارات الأحداث الملتهبة في طرابلس التي تطايرت في جهات لبنان الأربع، أصابت أول ما أصابت الوتر الملتهب أصلا ما بين بعبدا وبيت الوسط، فتجدد سجال التأليف والصلاحيات، بما يؤكد مجددا عمق الخلاف، ويشير إلى أن عملية التأليف دونها مسافات زمنية ومأزق مستحكم.

لكن التوصيف الأدق لما ابتلي به نظامنا لم يرد في سجال بعبدا – بيت الوسط، بل على لسان صديق لبنان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي قال: إن النظام اللبناني بمأزق بسبب الحلف بين الفساد والترهيب كاشفا عن أنه سيقوم بزيارة ثالثة للبنان لكن بعد التحقق من أمور أساسية لم يسمها.

وربطا بالحديث عن لبنان، لفت ماكرون الى وجوب تجنب خطأ عام 2015، عندما استبعدت القوى الإقليمية عن الاتفاق مع إيران. وقال: الوقت المتبقي لنا لمنع إيران من حيازة السلاح النووي قصير جدا، ويجب ضم السعودية إلى أي مفاوضات في شأن الإتفاق مع إيران، فالتفاوض مع طهران سيكون صارما جدا، ويجب أن تكون السعودية جهة في أي اتفاق مع إيران.

الشأن الاقليمي سجل اليوم تطورا ملفتا، تمثل بالتفجير الذي استهدف السفارة الاسرائيلية في الهند، في وقت تفتتح تل ابيب سفارات لها للمرة الأولى في بعض الدول العربية وبخاصة في الخليج.

وبالعودة الى لبنان، طرابلس ظلت في عين الحدث. فعلى هامش الهدوء الحذر اليوم سجل المزيد من مواقف الادانة لأعمال العنف، وبيان للجيش أشار إلى مواكبته الأحداث منذ اللحظة الأولى، وتوقيفه عددا من المتورطين في الإعتداءات. هذا في وقت سجل عداد كورونا تسعا وخمسين وفاة جديدة، و3125 إصابة جديدة في الساعات الاربع وعشرين الماضية.

لكن بداية النشرة من السجال السياسي. ففي حين قال المكتب الاعلامي للرئيس المكلف إن القصر يريد حكومة حزبيين، أكد المكتب الاعلامي في القصر الجمهوري أنه لن تكون ثمة حكومة تناقض الميثاقية والعيش المشترك، المبني على التوازن الوطني.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

إذا لم يبرد لهيب طرابلس حماوة الإشتباك السياسي فمن يفعل؟.

إذا لم يتوقف الإستثمار الرخيص لوجع الناس بهدف تحصيل المواقع فمن يخسر؟.

لمصلحة من حرق كل الأوراق وخيوط التواصل؟.

لمصلحة من إدخال الوطن في نفق من الدخان والنار مع معرفة من يدفع إلى ذلك أن الخروج لن يكون لا بردا ولا سلاما؟.

هل نبقى متفرجين على الحرائق تندلع من قلب الوطن، ونحن على يقين بأنه إذا ما إحترق هذا القلب لن يبقى لبنان؟.

الأسئلة كثيرة وكبيرة… تلتهم يوميات كل مواطن، تحرق جيوبه الفارغة إلا من رحمة الله، فيما ثمة من لا يزال يبحث عن حصة من هنا ومقعد من هناك، بلا حتى إلتفاتة إلى إعانة مواطن جائع أو عون وطن إحترق قلبه.

ومن تحت الرماد حرك حديث رئيس الجمهورية ميشال عون عن عدم تعاون الرئيس المكلف سعد الحريري معه لتشكيل الحكومة جمر الإشتباك.

ومن باب اللامبالاة والإنكار لما تواجهه البلاد من سيل أزمات صحية وأمنية وسياسية، رد الحريري في شكل مفصل على عون لتصويب الحقائق وتجنيب الرأي العام من الوقوع في حبائل الخبريات المسمومة على حد توصيف بيان بيت الوسط.

الحريري إتهم دوائر بعبدا بتوجيه الإشتباك الحكومي نحو مسارات طائفية لتنزع بذلك عن رئيس الجمهورية صفة تمثيل كل اللبنانيين، وتحصر تمثيله بمسؤوليته عن حصص المسيحيين في الدولة والسلطة والحكومة.

وإذ شدد الحريري أنه ليس هو من يفرط في حقوق المسيحيين، لفت إلى أنه لن يعطي الفرصة لأي إشتباك إسلامي – مسيحي. وقال: لن تكون ثمة حكومة إلا من 18 وزيرا ونقطة على السطر.

وردا على رد الحريري شددت رئاسة الجمهورية على أنه لن تكون ثمة حكومة تناقض الشراكة والميثاقية والعيش المشترك الحقيقي، المبني على التوازن الوطني وحماية مرتكزاته.

وبالعودة إلى أول السطر، دعوة من رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى إقلاع بعض العقول الشيطانية وأصحاب المصالح المشبوهة في الداخل والخارج، عن المحاولات اليائسة لرسم معالم مستقبل لبنان من بوابة الشمال.

رئيس المجلس قرع جرس إنذار لتحمل الجميع مسؤولية إنقاذ الوطن عبر إنقاذ شماله… فهل يسمعون ويعون؟.

وربطا بالوضع اللبناني والملف الحكومي أشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى أن المبادرة الفرنسية هي الوحيدة التي تسمح بالتقدم نحو الحل في لبنان لافتا إلى أنه سيزور لبنان وسيفعل أي شيء لتشكيل حكومة لبنانية حتى لو كانت غير مكتملة الأوصاف.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

أنقذوا طرابلس. أنقذوا عاصمة لبنان الثانية.

أنقذوا عاصمة الشمال، حيث القلب والفكر في هذه الأيام، خوفا عليها لا منها، واستنكارا لاستهداف أهلها الأبطال وسكانها الطيبين، سياسيا وأمنيا، إلى جانب الاستهداف المزمن والإهمال القديم إنمائيا واجتماعيا، من معظم سياسييها قبل الدولة.

أنقذوا المدينة بفتح تحقيق جدي بالأحداث الأخيرة ومسبباتها، وبخاصة بمدلولات استهداف مؤسساتها الرسمية، وحاسبوا كل من قصر ويقصر من الأجهزة الإدارية والأمنية.

أنقذوا طرابلس، وخلصوا معها كل لبنان، بالعمل السريع على تشكيل حكومة بالاتفاق والشراكة الكاملة بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، وبدعم سياسي واسع مع برنامج عمل يستجيب لتطلعات اللبنانيين، ويقنع الدول المعنية بمساعدتنا، وفرنسا في المقدمة، وبخاصة بعدما أعلن رئيسها اليوم خلال اجتماع مع عدد من الصحافيين في الاليزيه وفق معلومات الأو تي في، ان خارطة الطريق الفرنسية من اجل لبنان لا تزال موجودة وان فرنسا ستبذل كل ما في وسعها لتشكيل حكومة.

أنقذوا طرابلس وخلصوا معها كل لبنان، بإطلاق التدقيق الجنائي فعلا لا قولا، بخاصة وأنه البند الأبرز في المبادرة الفرنسية، ولا تحولوا تلك المبادرة التي تدافعون عنها صوريا إلى مجرد سبيل للاستحواذ على السلطة من خلال تشكيل حكومة على القياس.

ففي المختصر المفيد، لن تكون ثمة حكومة تناقض الشراكة والميثاقية والعيش المشترك الحقيقي، المبني على التوازن الوطني وحماية مرتكزاته، تماما كما أكد بيان صادر عن قصر بعبدا اليوم، تعليقا على بيان لرئيس الحكومة المكلف في شأن مضمون الكلام المنقول عن رئيس الجمهورية في مقال صحافي.

رئيس الجمهورية كان شدد وفق المقال المذكور، على أن ثمة في لبنان من لم يعتد على احترام صلاحيات الرئيس، فأيام الحقبة السورية تعودوا على غازي كنعان يؤلف لهم الحكومات، ويدعون أنهم طبقوا الدستور وألفوا الحكومات.

واليوم، يريدون أن يفعلوا الأمر نفسه من دونه، وفي أحد اجتماعاتي مع الرئيس سعد الحريري، روى رئيس البلاد، قال لي إنه هو الرئيس المكلف، وهو من يؤلف الحكومة كلها، طبعا هذا ما لم أسمح به قبلا، ولا الآن، فبحسب المادة الثالثة والخمسين من الدستور، رئيس الجمهورية شريك أساسي في تأليف الحكومة، وفي الموافقة على كل إسم مرشح للتوزير، فالمسؤولية مشتركة ولا أحد يستأثر بها، ومن دون احترام التوازن وما أسميه المعايير الموحدة لن أوقع مرسوم حكومة، حسم رئيس البلاد، ليضيف: قلت له قبلا، أي للرئيس الحريري، أهلا وسهلا به في بعبدا، عندما يريد أن يأتي ومعه مشروع حكومة غير الذي أتى إلي به في آخر اجتماع بيننا، حين حمل مسودة من ثمانية عشر وزيرا، غير متوازنة، فرفضتها، وعندما يفكر بصيغة جديدة، أبواب بعبدا مفتوحة أما إذا أصر على مسودته تلك، فالأمر شأنه هو.

وعن موضوع الثلث المعطل قال رئيس الجمهورية: لم أطالب يوما بالثلث زائدا واحدا لأن إرادة التعطيل عندما تتكون لا تقتصر على فريق واحد، بل طالبت بستة وزراء، أي بخمسة زائدا واحدا، وهذه حصة التمثيل وليست حصة التعطيل.

وأضاف: عندما تسأله، أي الرئيس الحريري، عن الوزراء الشيعة، يقول إنه متفاهم مع الرئيس نبيه بري على وزارة المال، ومع حزب الله على وزرائه، وفي النتيجة يسمي وليد جنبلاط وزيره، والشيعة وزراءهم، وحزب الطاشناق وزيره، وسليمان فرنجية كذلك، والحريري يسمي الوزراء السنة، ويريد أن يكون شريكا في تسمية الوزراء المسيحيين، وهذا ما لا يمكن القبول به، لأنه يخل بالتوازن داخل الحكومة.

وتابع رئيس الجمهورية: ما إن يذهب، أي الرئيس الحريري، حتى يعود باقتراح مغاير لما سبقه، وحصل ذلك في ثلاثة عشر اجتماعا بيننا، فهو لا يريد تأليف الحكومة… لقد سايرناه بحكومة من ثمانية عشر وزيرا، لكن يبدو أنه لا يراها إلا كما يريدها هو، ولن نتحدث من الآن فصاعدا إلا في حكومة من عشرين، بإضافة وزيرين درزي وكاثوليكي… فطبعا أريد حكومة جديدة تكمل السنتين الأخيرتين من الولاية، لكن ليس كيفما كان، ولن أفرط بما أنجزناه خلال السنوات الأخيرة، بجعل الفريق المسيحي شريكا فعليا وليس صنيعة الآخرين، ودائما وفق الكلام المنقول عن رئيس البلاد.

غير أن من أهم ما ورد في المقال نفسه هو المقطع الآتي: ليس سرا أن أولى إشارات عدم التعاون والثقة، بدأت يوم أسر رئيس الحكومة المكلف الى رئيس الجمهورية رغبته بصرف النظر عن التحقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان: سأله رئيس البلاد عن سبب معارضته، فإذا جواب الحريري مباغت، حيث قال: الرئيس بري ووليد جنبلاط لا يمنحان الحكومة الثقة في ظل التحقيق الجنائي.

لكن، من دون التحقيق الجنائي كأن شيئا من الإصلاح لم يحدث في اعتقاد رئيس الجمهورية، ختم المقال. أما باقي التفاصيل، ففي سياق نشرة الاخبار.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

في “ليلة الحرائق” في طرابلس، إستشعر الجميع خطورة ما يجري، وقد تقع المدينة كلها تحت الحرائق.

ربما هذا المشهد هو الذي حرك المخاوف لدى المرجعيات والفاعليات والقوى الأمنية والعسكرية، لأنه أعاد إلى الأذهان مشاهد من طرابلس تعود إلى بدء الحرب في منتصف سبعينيات القرن الماضي، مرورا بحرب منتصف الثمانينيات وصولا إلى حرب المحاور، إلى أن حطت الحرب رحالها منذ ايام في المدينة وكادت ان تحيي صور الحروب الماضية.

فهل يشكل الخوف من عودة الحرب سببا اساسيا لعدم تجدد ما حصل في الأيام الثلاثة الأخيرة وبلغ ذروته ليل أمس؟

قد تؤدي المخاوف إلى تراجع العنف، ولكن ماذا عن الأسباب المباشرة للشرارة؟ كان أحد الاسباب الإختناق من الإقفال العام.

إذا هدأت وعاد الإقفال العام، فكيف سيستمر الوضع؟

في هذه الحال تكون السلطة قد عالجت النتائج من دون المسببات، وهي الأهم.

في ملف الحكومة، وعلى رغم التصعيد في المواقف وتبادل السجالات بين بعبدا وبيت الوسط، فإن بصيصا خافتا يلوح في أفق الإتصالات، ويمكن قراءة ذلك في تحركات ومواقف.

على مستوى التحركات، مسعى بارز قام به المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم مع دولة الإمارات العربية المتحدة، نجح فيه في تحقيق خرق على مستوى لبنانيين موقوفين في الإمارات، ويتوقع أن يتوج هذا النجاح في إطلاق نصف الموقوفين ووصولهم إلى بيروت في الساعات القليلة المقبلة…

هذه الخطوة الأمنية رصيدها في السياسة، فالموقوفون الذين سيطلقون متهمون في انتمائهم إلى حزب الله، فكيف سيرد الحزب على هذه المبادرة؟.

يذكر أن اللواء ابراهيم نجح في السنوات الأخيرة في اكثر من مبادرة على خط إطلاق موقوفين أبرزها: إطلاق المواطن الكندي من سوريا وإطلاق نزار زكا من إيران.

ومن السابق لأوانه الإجابة، لكن كان لافتا اليوم ما قاله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أنه سيقوم بزيارة ثالثة إلى لبنان، بعد التحقق من أمور أساسية، وسنفعل كل شيء لتشكيل حكومة في لبنان حتى لو كانت غير مكتملة المواصفات.

ماكرون وصف النظام اللبناني بأنه في مأزق بسبب الحلف الشيطاني بين الفساد والترهيب، مشددا على أن المبادرة الفرنسية هي الوحيدة التي تسمح بالتقدم نحو حل في لبنان.

وأضاف: خارطة الطريق الفرنسية ما زالت على الطاولة ولا حلول غيرها.

في غضون ذلك مازال السجال على أشده بين بعبدا وبيت الوسط، وأحدث معطيات هذا السجال ما أعلنه المستشار الإعلامي للرئيس الحريري من أن رئيس الجمهورية مصمم على فرض معايير غير دستورية، والعودة بالبلاد الى ما قبل الطائف، خاتما: العهد القوي يعاقب نفسه نكاية بالدستور.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون أم تي في

عادة، في لبنان كل يوم فضيحة… أما اليوم فنحن أمام فضائح كثيرة لا تنتهي! الفضيحة الاولى: ما حصل في طرابلس.

فالإعتداءات التي توالت على مقار رسمية ودينية في العاصمة الثانية ليل امس طرحت اكثر من سؤال، واثارت الكثير من الهواجس، واعادت الى اللبنانيين ذكريات مرة يفضلون عدم تذكرها.

فمن يصدق ان ما حصل هو فقط نتيجة ردة فعل شعبية؟، ومن يصدق ان الاعتداءات لم تكن مدروسة وخطط لها جيدا؟…

طبعا الغضب الشعبي موجود ومكبوت، وقد تفجر ليل امس. لكن الغضب أمر والاعمال التخريبية المرفوضة أمر آخر. فهل من تحقيق جدي سيجرى لمعرفة الفاعلين والمشاركين والمحرضين، ام ان المسؤولية ستلقى كالعادة على طابور خامس دائما لا يعرف من هو؟.

الفضيحة الثانية الخلاف بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المستقيل في شأن اي هيئة يجب ان تدعى لمواجهة ومعالجة تطورات طرابلس: المجلس الاعلى للدفاع ام مجلس الامن المركزي؟.

وفي النتيجة لم ينعقد لا هذا ولا ذاك، وقضي الامر باجتماع انعقد في وزارة الداخلية حضره قادة الاجهزة الامنية، اضافة الى قائد الجيش، ورافقه توتر بين المؤسسات والاجهزة الامنية.

ولا عجب في ذلك، اذ ان المسؤولين الامنيين على دين رؤسائهم!.

الفضيحة الثالثة: السجال الدائر بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف في شأن تشكيل الحكومة. انها صورة مضحكة – مبكية. فالبلد ينهار، والناس يعانون، ومرضى الكورونا يموتون احيانا على باب المستشفيات وعون والحريري يتساجلان على امور وقضايا لم تعد تهم أحدا، لأن الوضع تجاوزها ولأن الناس في واد اخر.

فمتى يدرك رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف هذه الحقيقة الساطعة كالشمس؟ متى يدركان ان السجالات الشعبوية الفارغة قد تخطاها الزمن؟ فهي لا تطعم الجائع خبزا، ولا تشفي مريضا، ولا تبلسم جراح انسان يعاني، ولا تمنع شابا يائسا ان يركب موجة الهجرة عند اول فرصة ممكنة.

اكثر من ذلك، ان هذه السجالات السخيفة والمجانية تزيد من جرصتنا امام العالم. ترى الم يقرأ عون والحريري ما قاله الرئيس ماكرون اليوم عن ان قادة لبنان لا يستحقون بلدهم وان ثمة حلفا شيطانيا بين الفساد والترهيب هو الذي يمنع عودة لبنان الى حياته الطبيعية؟

في المختصر ايها اللبنانيون، ان الفساد من امامكم والترهيب من ورائكم، فالى اين المفر؟

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

اخمدت حرائق طرابلس، وتلاشى دخانها الاسود ليكشف عن مشهد مأساوي في غاية التعقيد في المدينة الاكثر حرمانا على شاطىء المتوسط.

فقراء يعترضون على حرمان لعقود، وافراد يعيثون خرابا ودمارا في عاصمة الشمال، وسياسيون يقتاتون على آلام الناس وأوجاعهم، يستنكرون اتخاذ المدينة منصة لتوجيه رسائل سياسية، فمن يا ترى يوجه رسالة الى من؟ ولماذا الرسائل عبر ما تبقى من بشر وحجر في بلد لعل كورونا بات فيه أرحم الاعداء أمام طبقة لم تبق ولم تذر شيئا للمواطن المترنح من اثر كدمات ولكمات تنهال عليه من كل حدب وصوب بقفازات سياسية.

البلد في موت سريري وافلاس واضمحلال وحده النكد السياسي يزدهر.

فما بين الثمانية عشر والعشرين، الحكومة الموعودة في أسفل الاسفلين، والهوة تكبر بين المعنيين، ولم ينجح السعاة المحليون في التقريب بين الطرفين، ليدخل الفرنسي مجددا على خط الوساطة مستعينا بصديق، هي احدى الدول العربية التي قد تدخل وفق مصادر للمنار على الخط.

فهل تنجح المحاولة الجديدة بوصل ما انقطع بين بعبدا وبيت الوسط، انقطاع اشتد معه التراشق عن بعد باندلاع حرب البيانات. لا شيء محسوما تؤكد مصادر المنار عن قدرة الوساطة على تحقيق خرق ما برغم جديتها، الا ان الوقت لم يعد في مصلحة احد وبخاصة بعد ما دخلت بورصة الشارع على الخط. وسواء أكان التحرك عربيا او غربيا، فما يهم المواطن هو حكومة ترأف بحاله وتدير أحواله، لا سلطة فيها للسارقين، وهنا محاسن التوجه شرقا ولو على سبيل القدوة.

التلفزيون الرسمي الصيني اورد اليوم خبرا فيه عبر، اعدام مسؤول مصرفي كبير أدين بتهم فساد وتلقي رشى بمئات ملايين الدولارات. وبما أن القانون في لبنان يمنع الاعدام، ليكن السجن لامثاله في بلدنا او الاقالة او على الاقل الابعاد ولو الى منتجعات سويسرا عسى أن يتخلص اللبنانيون من سطوة المتحكمين بالمال العام.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد

احرقت سرايا طرابلس ومبنى البلدية بمؤلفاتها وملفاتها ليلا… واستكمل قصر بعبدا إحراق السريا الحكومية وإلقاء المولوتوف السياسية على مؤلفها نهارا.

وبين نارين وجائحة، ثمة من يلهو ويلاعب الأزمات ويدخل طرفا في الثورات. فمن تجارب ثورة تشرين كونت السلطة وأجهزتها خبرة بتحريك العسس والأدوات وشكلت قوة ضاربة لكل حراك ينذر بتصعيد… ولن يكون مستغربا دخول كل من أراد التزعم والتحرش السياسي والتعليم على السلطة نفسها وقد يخرج علينا منظرون ومدافعون وأرباب ثروة…

لكن يبقى أرباب الثورة العلامة والعلم وبينهم من هم على قيد جوعهم وفقرهم وعوزهم وسجلهم الحافل “بالتعتير” والذين لن يسمعوا اليوم بصراخ البكائين على تراث المدينة,.. لأنهم من مدن صفيح… ومن باعة لم يعودوا جوالين… ومن خيم ليست مؤهلة حتى لإيواء المشردين.

سيتقاتل الأمن والسلطة ورجال السياسية وكبار الزعماء الماكنين على معرفة من حرق مبنى البلدية وأضرم النار في ذكريات عثمانية… وقد يجري التحقيق مع خمسة إلى عشرة أشخاص… وقد ينقذهم زعيم محلي من غرفة التوقيف… لكن سيبقى في طرابلس جائعون وفقراء وحزام بؤس ودولة لم تقرر بعد صرف الأربعمئة ألف ليرة وتجري تعدادا للسكان قبل أن تكتشف غدا أننا كلنا أصبحنا بلا خط يرسم لنا حدود فقرنا.

وغالبا ما تعرف الأجهزة حارقي المدن والسرايات والعنابر… لكن في لبنان لكل طائفة وزعيم سياسي جهازه الأمني… وإذا ما اعتمدنا شهادة ابن المدينة ومن قدمائها توفيق سلطان، فإن الكل كان يعلم المخطط ولم يتدخل أحد لمنع حدوثه.

جيوش وجحافل من البيانات والمواقف المؤللة رميت على ساحات طرابلس بعد ليلة حارقة للمستقبل والتاريخ فرفض الرئيس سعد الحريري التطرف وقندهار في المدينة وغازل الرئيس نبيه بري قلبا على الشمال… وتطوع الرئيس نجيب ميقاتي مقاتلا شرسا لا ينأى بالنفس بعدما تهددت جامعة العزم… وحدد رئيس الجمهورية الحمض السياسي للفاعلين قائلا إن هوياتهم معروفة.

وبدأ الجيش بالتوقيفات، معلنا عن خمسة اشخاص بينهم سوري, وانعقد اجتماع امني رفيع المستوى برئاسة وزير الداخلية محمد فهمي خلص إلى أن ما حدث في طرابلس لا يمت الى ثورة الجياع بصلة لكن من بين كل هذه المواقف هناك تحد رسمه بدقة الرئيس حسان دياب يكمن في القبض على المجرمين واحدا واحدا، وإحالتهم إلى القضاء لمحاسبتهم. والتحدي أيضا في فتح تحقيق يحدد المسؤوليات فهل نصل الى هذا الهدف؟

التجارب السابقة لا تبشر بنتائج واعدة… وغدا ومع تحديد الهويات يتبين أن الفاعلين كانوا برعاية المنتجين.

ولأن الالولوية هي طرابلس وحقيقة نيرانها… فإن الوقت السياسي أضرم النيران اليوم على جدل التأليف حيث انهمرت القنابل الاتهامية المسيلة للدموع بين الرئيسين ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري.

ومن صفحات سالت عليها دماء الرود والاتهامات والتعبئة السياسية، يستنتج ان المعركة تدور رحاها على ثلث معطل من دون زيادة او نقصان.

فرئيس الجمهورية ينفي على الورق مطالبته بالثلث… لكن مضمون كلامه يؤكد هذا المطلب عند كل سطر وفاصلة وهو قال: سعد الحريري لا يريد تأليف الحكومة. سايرناه في حكومة من ثمانية عشر وزيرا. يبدو أنه لا يراها إلا كما يريدها هو.

لن نتحدث من الآن فصاعدا إلا في حكومة من عشرين بإضافة وزيرين: درزي وكاثوليك” أريد التعاون معه لكن هو الذي لا يريد”.

التف رئيس الجمهورية على الثلث المعطل… فهو لا يريده من حكومة الثمانية عشر لكنه سيفرضه بحكومة العشرين من الدرزي لطلال أرسلان والكالثوليكي القريب.

وقد رد الحريري بأن الثلث المعطل له شأن آخر يقودنا الى ورقة توزيع الحقائب على الطوائف وممثلي القوى السياسية، وهي ورقة تشكل خرقا تاما لمبدأ تشكيل حكومة من اهل الاختصاص، وتستدرج التشكيلة تلقائيا الى خانة الثلث المعطل. وبتبادل التعطيل… فإنه لا حكومة ولا من يؤلفون… ولا زيارة حاليا للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قبل أن يجري تدقيقا سياسيا في بضعة عوامل اساسية كشف عنها اليوم معلنا أن “النظام اللبناني في مأزق بسبب الحلف الشيطاني بين الفساد والترهيب”.