ومع انتقال دفّة الحُكْم أميركياً إلى إدارة جو بايدن، بات من السذاجة، وفق كل الأوساط المتابعة للوضع اللبناني، في الداخل والخارج، تَصَوُّر إمكان استشراف مآل رزمة أزماته العاتية قبل اتضاح حزمة السياسات التي ستنتهجها واشنطن حيال قضايا المنطقة وفي مقدّمتها النووي الإيراني.
وتبعاً لذلك، وعلى أهمية أبعاد الحروب الصغيرة داخلياً، والرسائل غير المشفّرة التي حملتْها أحداث طرابلس في إطار الملاكمة في حلبة تأليف الحكومة بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري والتي تُشتمّ منها محاولةٌ لتسديد ضرباتٍ متتالية للأخير، لاعتباراتٍ سُلْطوية، تجعله يستسلم قبل ارتسام ملامح المشهد الاقليمي في طبعة ما بعد دونالد ترامب، فإن هذه المصادر التي تعتبر أن حزب الله يبقى الناظم الفعلي للواقع اللبناني بمفاصله الكبرى ترى أن أي شيء يصعب ان يتغيّر قريباً في الأفق المسدود رغم تعويم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مبادرته ومسارعته لتثبيت ذلك باتصال هاتفي بنظيره اللبناني.
وإذ رأت المصادر أن اتصال ماكرون بدا إيذاناً بمعاودة تفعيل مبادرته التي لم تنجح منذ إطلاقها في اغسطس بتحقيق مهمتها بقيام حكومةٍ جديدة تدرّجت مواصفاتها فرنسياً من اختصاصيين مستقلين إلى غير حزبيين في محاولةٍ لتدوير الزوايا الحادة في الأزمة اللبنانية ومماشاة الوقائع الثابتة، فإنها اعتبرت أن سيد الاليزيه أعطى بكلامه الإعلامي الجمعة إشاراتٍ إلى أنه يسعى لتوجيه رسالة طمأنة للرياض – عبر الدعوة لضمّها للاتفاق النووي – بإزاء السعي للجم تمدُّد نفوذ إيران بالمنطقة، وحضّ السعودية تالياً على مساندته في مبادرته اللبنانية التي لفت إلى انه مصمم على المضي بها ولو على قاعدة حكومة غير مكتملة المواصفات بمعنى إشراك حزب الله فيها وإن عن بُعد تحت عنوان الواقعية التي كان دعا واشنطن للتحلي بها حيال الحزب.
إضغط هنا لقراءة المقال كاملاً: