كتب جورج شاهين في “الجمهورية”: قبل أن تبنى الآمال على نسخة منقحة من المبادرة الفرنسية، لا بد من التوقف عند بعض ما أعاق انطلاقة الاولى منها وحال دون تحقيق ما قالت به “خريطة الطريق” من اجل التعافي الاقتصادي واعادة الاعمار. وهو ما ردّه ديبلوماسي غربي الى رفض بعض القادة الالتزام بما تعهدوا به على “طاولة قصر الصنوبر” وصولاً الى اتهامهم بـ”الكذب”، مستعيراً التهمة من أفواه اللبنانيين. فكيف ولماذا؟
بعد مرور 6 اشهر على المبادرة الفرنسية الانقاذية التي اطلقها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من بيروت، تَجَدد الحديث في الايام القليلة الماضية عن نسخة جديدة ومتطورة منها. فالجميع يدرك انها مبادرة انطلقت بهدف معالجة الازمة المتعددة الوجوه التي تسببت بها «نكبة بيروت» في 4 آب الماضي، وزادت من حجم الاثقال الملقاة على اللبنانيين في ظل الأزمة النقدية والمالية التي كانوا يعيشونها، وبلغت الذروة بانتشار جائحة «كورونا»، فبات من المتعذر تحمّل كلفتها الباهظة بكل المقاييس الطبية والانسانية والتربوية والمادية.
وعلى وقع السباق الذي خاضه اللبنانيون تأييداً للمبادرة الفرنسية ودعماً لها بعد توصيفها بـ»المبادرة الوحيدة» المطروحة، فقد انهارت بنودها واحدة تلو أخرى، وإن عاد اللبنانيون الى بنودها فإنه لا يمكن تجاهل العقبات التي أدت بالرئيس المكلف تشكيل «حكومة المهمة» السفير مصطفى اديب الى الاعتذار عن تشكيلها بعد 26 يوماً على تكليفه المهمة في الاول منه. وبقيت تتعرض للنكسات رغم اعادة تكليف الرئيس سعد الحريري المهمة عينها في نهاية تشرين الاول الماضي، فبقيت كل الطروحات التي تتناقض مع «المواصفات الفرنسية» تتعرض لكل اشكال العرقلة.
فلم ينسَ اللبنانيون مسلسل المطالب المتناقضة مع ما قالته «خريطة الطريق» الفرنسية، بدءاً من مطالبة الثنائي الشيعي بتثبيت حقيبة المال من حصتهما الثابتة، والتي عطّلت تلقائياً مبدأ المداورة بين الحقائب السيادية الاربع بعد الخلاف على وجودها كبند من بنود المبادرة الفرنسية أم لا. وما زاد في الطين بلة تعالي الاصوات مجدداً لتسمّي الاحزاب ممثليها على هامش النقاش حول طريقة تأمين «الثلث المعطل» الذي يطالب به رئيس الجمهورية و»التيار الوطني الحر» اذا بقي الحريري مكلفاً تأليف الحكومة العتيدة، وتعالت معه اصوات درزية عبَّر عنها من يدعو الى تكريس الثنائية الدرزية في الحكومة، وهو ما تُرجم بمحاولة إعادة البحث بحكومة عشرينية رغم مرور فترة طويلة على التفاهم على تشكيلة الـ 18 وفق معادلة الـ (6×6×6) لتكون خالية من أي ثلث ما لم تُجمٍع اكثر من قوة على توفيره لتطيير الحكومة في اي لحظة.
لقراءة المقال كاملا اضغط هنا