وبعد اللقاء، تحدث الوزير غجر الى الاعلاميين فقال: “لقد وضعنا فخامة الرئيس عون في اجواء المفاوضات التي نجريها مع العراق، إضافة الى موضوع الشحن الفوري “Spot cargo”. وكما تعلمون يتم التداول كثيراً بان لبنان ذاهب نحو العتمة، ولا يوجد محروقات بسبب انقطاع التوريد من سوناتراك. لقد وضعنا دفتر شروط شفافا، ومديرية النفط تضع مناقصات لشراء “spot cargo” لمصلحة كهرباء لبنان، وحصلنا على عروض، بناءً لذلك من شركات محلية وأجنبية، وتمكنا من تحقيق بكل شحنة سعة 35 الف طن وفراً بحدود نصف مليون دولار. اي نحن اليوم نشتري حوالي 4 شحنات في الشهر، ونوفّر مليوني دولار في الفيول A وb وفي حال تمكنا من الاستمرار في اعتماد هذه الطريقة نتمكن من تحقيق زيادة في المنافسة، وفي عدد الشركات التي من الممكن ان تشارك في هذه العملية، ونؤمّن سوق المحروقات لمؤسسة كهرباء لبنان بشكل منتظم”.
وزير الطاقة يطمئن: لبنان ليس ذاهباً إلى العتمة
طمأن وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال، ريمون غجر، اللبنانيين بأن “لبنان ليس ذاهباً إلى العتمة وأن وزارة الطاقة تعمل ليل نهار وبشفافية لتأمين حاجة السوق اللبناني من الفيول”.
مواقف غجر جاءت بعد لقائه رئيس الجمهورية، العماد ميشال عون، قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، حيث اطلعه على نتائج المفاوضات التي قام بها ومدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم مع العراق لتأمين الفيول للبنان، والتي افضت إلى قرار صدر عن مجلس الوزراء العراقي بتزويد لبنان بـ 500 الف طن من الفيول الثقيل كمرحلة اولى.
كما جرى التداول خلال اللقاء بموضوع الشحن الفوري “Spot cargo” الذي تعتمده وزارة الطاقة حالياً لتأمين شحنات فورية من الفيول وبوفر نصف مليون دولار بكل شحنة.
أضاف: “لقد اتخذ مجلس الوزراء العراقي قراراً بتزويد لبنان بـ 500 الف طن من الفيول الثقيل، كمرحلة اولى ولفترة سنة. وحكماً، إن الحكومة العراقية مشكورة على ذلك، وقد زرنا انا ومدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم العراق للتفاوض حول هذا الموضوع، وطلبنا كميات أكثر، ولكن اليوم ، ما تحقق وكمرحلة اولى يعتبر جيداً، لأنه تم تأمين الفيول بشكل مستمر، وصحيح غير كاف، ولكن بوجود Spot cargo يعتبر ذلك جيدا، خصوصاً واننا نتزود من العراق بكمية من الفيول، والذي هو كما تعلمون غير مطابق للمواصفات التي نعتمدها في لبنان، ولكن نحن قادرون على تحويله في العراق ، او إجراء عملية “swap”، أي إحدى الشركات العراقية تستبدل هذا الفيول وتزود لبنان بفيول آخر وقفاً للمواصفات المعتمدة هنا، مع آلية دفع مؤجلة، تكون لفترة ستة أشهر على الاقل بحسب القرار الصادر عن مجلس الوزراء العراقي. أما الآلية المعتمدة للدفع فهي ليست من اختصاص وزارة الطاقة. لقد تم التفاوض بخصوص هذه الاتفاقية ولكن طبعاً لم يتم التوقيع عليها بعد، وهذا ما وضعت بأجوائه فخامة الرئيس، ولدى التوقيع يتم التباحث بطرق آلية الدفع مع رئيس الحكومة”.
وتابع غجر: “أطمئن بالدرجة الاولى اللبنانيين اننا لسنا ذاهبين الى العتمة، ووزارة الطاقة لا تعمل للذهاب الى العتمة، بل على العكس تعمل ليل نهار وبطريقة شفافة جداً، لتأمين الفيول والكهرباء. والجميع يستطيع أن يطّلع على دفاتر الشروط المنشورة على المنصة الالكترونية لوزارة الطاقة، والشركات تستطيع ان تتأكد من ذلك وهي تقوم حكماً بذلك، وكل المفاوضات والاجراءات المطلوبة تتم الكترونيا online وليس بشكل مباشر. فتقديم المناقصات يكون الكترونيا، كما الاطلاع على الاسعار، و المشاركة تكون عبر منصة zoom، ويوضع محضر بذلك ويتم التلزيم”.
وأكد أنّ “لبنان لا يزال يتمتع بسمعة مقبولة في السوق، وليس صحيحاً ان لا احد يريد التعامل معه. فهنالك العديد من الشركات تتعامل مع لبنان وتقدم اسعارا جيدة. وكلما ندخل الى السوق أكثر وبمسؤولية أكبر، كلما نتمكن من الحصول على اسعار مخفضة اكثر. وكما شرحنا لدينا وفر بقيمة نصف مليون دولار في الشحنة، وإذا تحملنا مخاطرة أكثر، ولدينا الامكانية للقيام بذلك بفضل الاتفاقية مع العراق، نحقق وفراً اكبر . فنصف مليون من الممكن ان تتحول الى مليون بكل شحنة، إضافة طبعاً الى وجود السوق الخاص اي البنزين والمازوت للاسواق المحلية. كل ذلك نستطيع ان نقوم به وهذا ما يحتاج الى مزيد من الصبر، وعلى المواطنين ان يثقوا بأن الوزارة ليست “نائمة” بل هي تعمل للمحافظة على الكهرباء في لبنان كما على سوق النفط”.
وتفسيراً لموضوع “spot cargo” أوضح أنّه “في العادة تحصل المناقصة وفقاً لعقد لمدة سنة او سنتين كي تزود الشركة المعنية وزارة الطاقة او مديرية النفط او المنشآت ببواخر شحنات على فترة سنة او ستة اشهر. وعندما تتم هكذا مناقصة وبهذا الحجم، تأخذ الشركات احتياطات، ويكون السعر اعلى من العادة، ولكن في حال تخلفت الشركة عن التسليم، تكون لدينا ضمانات تسمح لنا بسحب العقد. ولكن في لبنان، لا نملك امكانيات لاعتماد هذه الطريقة، لأننا بلد متقلب اقتصادياً ومالياً، فنلجأ الى المناقصة ذاتها بدفتر الشروط ذاته ولكن على شحنة واحدة، وهذ الشحنة قد تنجح او لا. ولأنها شحنة واحدة والمخاطرة اقل، يكون السعر، اجمالاً اقل، ومن المؤكد اقل من السعر على مناقصة على عشر شحنات. أما المشكلة فيها، وما يتخوف منه الناس دائماً عبر اعتماد هذه الطريقة فهو الوصول الى العتمة ، ولكن نحن نضع المناقصة على هذه الشحنة قبل موعد الحصول عليها بشهر، لنتمكن، في حال فشلها، من القيام بمناقصة أخرى على شحنة ثانية”.
وأشار إلى أنّ “الاحتياطي الاستراتيجي في لبنان، وإذا كنا نريد تأمينه لفترة ستة أشهر، نحن بحاجة الى نصف مليار دولار لشراء الفيول المطلوب وتخزينه. فمن يموّل هذه العميلة؟ إذن، تنفيذ هذه العملية غير قابل في بلد مثل لبنان، حيث الاحتياطي يصل الى شهر او شهرين فقط”.