علمت “الجمهورية” انه وَسْط الانسداد الكامل في ملف التأليف، سعى بعض الوسطاء الى تَسويف فكرة وُصِفَت بالمخرج للتأليف تقوم على حَمل رئيس الجمهورية والرئيس المكلف عن التراجع عن تصلّبهما، وإفساح المجال امام بعضهما بعضاً لاستيلاد هذه الحكومة في وقت قريب. وبحسب المعلومات، فإنّ هذه الفكرة تقوم على 3 عناصر:
الأول، هو التحذير من انّ الوضع الاقتصادي والمالي بات على شفير انفجار رهيب، تَنتفي معه كل المطالب والحصص او الحضور الفاعل في الحكومة، ما يُحتّم التنازل سريعاً لتشكيل حكومة طوارىء لمواجهة هذه الازمة، وبمهمة وحيدة، هي إعادة هيكلة القطاع المالي، وهيكلة المصارف بهدف إعادة الوضع المالي الى ما كان عليه قبل 17 تشرين الاول من العام الماضي، او على الاقل اعادة وضع هذا الوضع المالي على السكة للعودة الى سابق عهده.
الثاني، هو التحذير من خطورة الوضع الامني والفلتان الذي يشهده، سواء في ارتفاع معدلات الجريمة والسرقات، أو بالمحاولات الجارية لإيقاظ الخلايا الارهابية النائمة واعادة تحريكها لإشاعة الفوضى في لبنان، والمَس باستقراره، إنفاذاً لأجندات خارجية.
الثالث، وينطوي على شيء من “المَكر”، وهو محاولة إقناع كلا الرئيسين بأن يترك ادارة السفينة الحكومية للآخر، والنأي بنفسه عمّا قد يصيبها لاحقاً، فهذه الحكومة ليست آتية بنزهة، بل هي حكومة خطوات وقرارات موجعة وغير شعبية، من رسوم وما شابَه، ولن تقدّم أي تقديمات اجتماعية، ولن تعالج الاجور، وما الى ذلك من إجراءاتٍ متصلة بالضرائب والرسوم وإلغاءٍ للامتيازات، فلماذا تريد أن تأخذها بصدرك وتتحمّل تبعات خطواتها وقراراتها؟ بل اتركها لغيرك كي يعلق فيها ويحصد نتائجها وحده، وليقلّع شَوكه بيديه إن استطاع.