كتب شارل جبور في “الجمهورية“: تدرك باريس طبعاً، انّ خطوة تأليف الحكومة متى تحققت غير كافية، وانّ الأساس يبقى في توفير المساعدات المالية الفورية للبنان، تزخيماً للمبادرة الفرنسية، وتدرك أيضاً انّ الباب الأساس لهذه المساعدات هو الرياض، التي لا يبدو انّها في وارد تغيير موقفها حيال لبنان، والذي لم تتخذه إلّا بعد سنوات وسنوات من المراجعة والشكوى من أداء “حزب الله” وموقف لبنان الرسمي، وأي تبدُّل في موقفها سيكون رهن تبدُّل السياسة اللبنانية وليس قبل ذلك، كما انّها لن تكون في موقع منح جوائز ترضية لأحد.
وتلتقي واشنطن والرياض على مسألة أساسية، وهي انّ إفساح المجال أمام ماكرون لرعاية تأليف الحكومة، لا يعني إطلاقاً ضمّ جهودهما إلى جهوده، إنما تركه يتدبّر شأنه وأمره، فيما لا الرياض في وارد العرقلة أساساً، وهذا ليس أسلوبها، إنما تنأى بنفسها كما هي الحال اليوم، ولا واشنطن في وارد المساعدة ولا العرقلة، وترحيل التأليف إلى ما بعد خروج الرئيس ترامب من البيت الأبيض هو تدبير لبناني وقائي من بعض القوى السياسية، تجنباً لعقوبات محتملة.
فقد تنجح باريس في تشكيل الحكومة اللبنانية، ولكن هذا النجاح يبقى تفصيلاً أمام ثلاث حقائق أساسية:
الحقيقة الأولى، انّ المساعدات الفورية السعودية، واستطراداً الخليجية، تشكّل وحدها تعويماً للمبادرة الفرنسية، وما لم تأتِ هذه المساعدات فإنّ الأزمة المالية ستراوح.
الحقيقة الثانية، انّ المجتمع الدولي اشترط الإصلاحات مقابل المساعدات، والحكومة لن تتمكن من إنجاز أي إصلاح يُذكر، لأنّ الإصلاح يتناقض مع طبيعة الفريق الحاكم وعلّة وجوده، وما لم تتمكن الحكومة المستقيلة من إنجازه، لن تتمكن الحكومة العتيدة من تحقيقه.
الحقيقة الثالثة، انّ العدائية التي ظهرت بين القوى المؤلفة للحكومة ستظهر عند كل مفترق وملف وقضية، فعامل الثقة مفقود، وحسابات ما بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون هي الطاغية عند الجميع، والخلافات التي وصلت إلى حدّها وأقصاها إبّان التأليف، ستتكرّر وتكون القاعدة لا الإستثناء.
لقراءة المقال كاملا اضغط هنا