واضحة كانت الرسالة المراد إيصالها خلف تصفية الكاتب والناشط السياسي لقمان سليم : الرأي الآخر تحديداً المعارض مرفوض ومصيره التصفية، وهكذا سيكون مصير سائر رجالات الثورة من أصحاب الفكر النير والمواقف الصريحة الماضون في رفع الصوت ضد المنظومة الحاكمة الفاشلة في إدارة وحكم البلاد.
فهل سيؤثر الاغتيال عليهم ويعيدوا مراجعة حساباتهم ام يستكملون مشوار المواجهة؟
بحزن وقهر يتحدّث العميد الركن المتقاعد جورج نادر لـ “المركزية”، عن الوضع الذي وصلنا إليه، متوقّعاً “حدوث سلسلة اغتيالات، حيث أن الأحداث المحلية غير معزولة عن محيطنا والتطورات الإقليمية، فما يحدث في العراق مشابه جدّاً لما بدأت تشهده الساحة اللبنانية.
وكلّ شخص منخرط في الثورة ويطلق آراء معارضة وصوته صادح معرّض للاغتيال”.
ولفت نادر إلى أن “هذا اغتيال لمجموعات الثورة التي لا تسكت ولا تبكي ويسعون إلى تدجين الناس.
ومن أحداث طرابلس إلى التوقيفات العشوائية لكلّ من يتنفس، وصولاً إلى عدم توقيف أي من المتورطين في تفجير المرفأ، أو حتى قتل ثلاثة أشخاص في منازلهم (العقيد المتقاعد في الجمارك منير أبو رجيلي، وجوزف بجاني والمسؤول المصرفي أنطوان داغر) من دون أن نعرف أي خيط لأسباب ودوافع هذه الجرائم، نلاحظ أن السلطة تبرع في خطف أنفاس الناس وقادرة على تتبع من تنفس وتحدّث مع الآخر لحبسه لكنّه من الصعب عليها كشف من يقتل المواطنين ومن يعتدي عليهم ومن يخطفهم لا سيّما في البقاع”.
وإذ اعتبر نادر أن “هذا النظام أكثر من بوليسي بل قمعي ديكتاتوري لا يتقبل الرأي الآخر ولا يمكنه حتى سماع أي صوت اعتراضي، لذلك قتل سليم”، سأل “كيف يمكن للثوار أخذ حذرهم؟ هل من جيش أمني حولنا لحمايتنا؟ نحن اناس عاديين مثل سليم سلاحه الكلمة والصوت والقلم”، مؤكّداً “أننا لن نختبئ في المنازل، بل سنواصل رفع الصوت وتنظيم والمشاركة في اجتماعات وتظاهرات، وليقتلوا من يريدون قتله، لا يمكن التراجع والخوف”.
ولفت إلى أن “الدولة لا تتحرّك، ولم أر دولة في العالم تكتفي بالاستنكار عوض توقيف المشتبه بهم.
كيف يمكن للرؤساء والوزراء المطالبة في حين أن من واجبهم اتخاذ الإجراءات المطالب بها”.
وعن التحضير لوقفات احتجاجية، أجاب نادر “من يسمعنا؟ الرأي العام العربي منشغل عنّا ولا يهمه الوضع في لبنان، والمواطنون لا يتحرّكون، فإذا استنكرنا على مواقع التواصل الاجتماعي ماذا يحصل بعدها؟ الأمل الوحيد بإزاحة الطبقة الحاكمة”، مضيفاً “الغلاء ذبح المواطنين، نصف الشعب يموت من الجوع، والدعم يرفع تدريجياً في حين أن المواطن لم يحرّك ساكناً، فماذا نفعل أكثر من ذلك؟”.