لقد بدا واضحا ان الكتلة الشعبية الاكبر التي تضم المحازبين والمناصرين من غير الحزبيين، وقفت الى جانب “حزب الله” ودافعت عنه، مستعيرة المواقف التي كان سليم يجاهر بها في موضوع التطبيع ومعارضته للحزب. كما عبرت عن عدم اهتمامها باغتياله البتة.
الفئة الثالثة المعارضة للحزب والتي زاد عددها بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومن ثم بعد الحرب السورية، فقد استندت الى اغتيال سليم لتضاعف الحملات على الحزب وتحذر بالتالي من اي تساهل معه.
هناك فئة رابعة داخل البيئة الشيعية تضم اليساريين الذين تراجع قسم منهم عن مهادنته او تأييده لفترة لـ”حزب الله” وانضم الى اليساريين الذين لم يخفوا طوال الوقت مناهضتهم للحزب، وشكلوا فريقا لا يستهان به في فترة الحراك الشعبي.
هذا التحول هو ما أفرزه الحراك الشعبي، اذ ان هؤلاء اليساريين الذي وجدوا ان بإمكانهم تجديد عصبهم السياسي في الشارع الشيعي بعد زخم الحراك والتحركات، عادوا الحزب لوقوفه ضدهم، وبدأوا مناهضتهم العلنية له.
ذكر هؤلاء امس بإغتيال مهدي عامل، المفكر اليساري، وباغتيال عدد من اليساريين واتهموا الحزب او اقله لمحوا له، اذ ان معاداة هؤلاء لحارة لحريك لم تصبح بعد بحجم موقف شيعة الرابع عشر من اذار.
تبقى فئة من المحايدين عموما الذين يؤيدون فعل المقاومة ضد اسرائيل، والذين بات لديهم نوع من العتب على الحزب بعد الحراك. شكل الاغتيال لهؤلاء اسمال للمسار الذي بدأه الحزب معهم منذ مدة، اذ بدأ نتيجة خطابه وعمله الاجتماعي والصحي استعادة جزء منهم، وساهم الاغتيال امس، بشد عصب بعضهم بسبب الخطاب المعادي للحزب من خصومه.
هكذا كان المشهد بعد ساعات من الاغتيال، والذي يمكن ان يستمر ويتعمق في المرحلة المقبلة، والتي يعتبر كثر انها ستكون في غاية الصعوبة.