قراءة في ‘المزاج الشيعي’ بعد اغتيال سليم

5 فبراير 2021آخر تحديث :
قراءة في ‘المزاج الشيعي’ بعد اغتيال سليم

بعد اربع وعشرين ساعة على اغتيال الناشط السياسي لقمان سليم، بات ممكنا اجراء رصد وتحليل كامل لـ”المزاج الشيعي” من العملية والمواقف التي اعقبتها.
ولعل اهم ما يمكن استنتاجه من ردود الفعل الشعبية التي ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي هو الواقع الجديد الذي افرزه الحراك الشعبي على مستوى الطائفة الشيعية.

لقد بدا واضحا ان الكتلة الشعبية الاكبر التي تضم المحازبين والمناصرين من غير الحزبيين، وقفت الى جانب “حزب الله” ودافعت عنه، مستعيرة المواقف التي كان سليم يجاهر بها في موضوع التطبيع ومعارضته للحزب. كما عبرت عن عدم اهتمامها باغتياله البتة.

اما الفئة الثانية فانطلقت في موقفها من قناعة ان “حزب الله” ليس المسؤول عن اغتياله، وانه كان يقيم في الضاحية الجنوبية، وانّ هناك تعليمات من قيادة “حزب الله” بعدم التعرض له. واتهمت هذه الفئة جهات معادية  بقتله للصق التهمة بـ”حزب الله”.

الفئة الثالثة المعارضة للحزب والتي زاد عددها بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومن ثم بعد الحرب السورية، فقد استندت الى اغتيال سليم لتضاعف الحملات على الحزب وتحذر بالتالي من اي تساهل معه.  

هناك  فئة رابعة داخل البيئة الشيعية تضم اليساريين الذين تراجع قسم منهم عن مهادنته او تأييده لفترة لـ”حزب الله” وانضم الى اليساريين الذين لم يخفوا طوال الوقت مناهضتهم للحزب، وشكلوا فريقا لا يستهان به في فترة الحراك الشعبي. 

هذا التحول هو ما أفرزه الحراك الشعبي، اذ ان هؤلاء اليساريين الذي وجدوا ان بإمكانهم تجديد عصبهم السياسي في الشارع الشيعي بعد زخم الحراك والتحركات، عادوا الحزب لوقوفه ضدهم، وبدأوا مناهضتهم العلنية له.

ذكر هؤلاء امس بإغتيال مهدي عامل، المفكر اليساري، وباغتيال عدد من اليساريين واتهموا الحزب او اقله لمحوا له، اذ ان معاداة هؤلاء لحارة لحريك لم تصبح بعد بحجم موقف شيعة الرابع عشر من اذار.

تبقى فئة من المحايدين عموما الذين يؤيدون فعل المقاومة ضد اسرائيل، والذين بات لديهم نوع من العتب على الحزب بعد الحراك. شكل الاغتيال لهؤلاء اسمال للمسار الذي بدأه الحزب معهم منذ مدة، اذ بدأ نتيجة خطابه وعمله الاجتماعي والصحي استعادة جزء منهم، وساهم الاغتيال امس، بشد عصب بعضهم بسبب الخطاب المعادي للحزب من خصومه.

هكذا كان المشهد بعد ساعات من الاغتيال، والذي يمكن ان يستمر ويتعمق في المرحلة المقبلة، والتي يعتبر كثر انها ستكون في غاية الصعوبة.

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.