فك الارتباط مع حزب الله وسحب الغطاء منه بداية رحلة المواجهة!

تآلف قوى المعارضة في نواة تستعيد حقبة الـ2005 يحرر لبنان مجددا

5 فبراير 2021
فك الارتباط مع حزب الله وسحب الغطاء منه بداية رحلة المواجهة!

استنادا الى التجربة اللبنانية المريرة مع مسلسل الاغتيالات السياسية والفكرية المتتالي فصولا، الذي لم يغب شبحه عن البلاد منذ نشأة الدولة قبل 77 عاما، لم تصل التحقيقات مرة الى نتائج ملموسة،

او انها وصلت ولم تعلن للرأي العام، الا محوّرة لألف سبب وسبب يتصل بالاعتبارات السياسية اللبنانية التي لطالما قدمت مصالحها الفئوية “الرخيصة” على الحقيقة فأبقتها “مطموسة”.

كم من شخصية اغتيلت من رؤساء جمهوريات الى موظفين صغار او اشخاص عاديين كشفوا على الارجح اسرارا غير مسموح الاطلاع عليها او حتى قادة رأي ازعجتهم افكارهم النيّرة التوعوية فكان نصيبهم بضع رصاصات كالتي قضت اخيرا على حياة العقيد منير ابو رجيلي وجو بجاني والكاتب السياسي الناشط لقمان سليم بألامس الذي لم تشفع به مناشداته المتكررة للدولة واجهزتها بحمايته، بعدما تلقى رسائل تهديد بإنهاء حياته، ان لم “يصمت”، فـ”أصمتوه”.

تحقيقات تُفتح وايعازات رئاسية بوجوب كشف الحقائق تملأ الدنيا فور شيوع نبأ الاغتيال لتتلاشى تدريجا، رهانا على ذاكرة اللبنانيين الضعيفة التي يشغلونها سريعا بحوادث يومية تنسيهم ما سبقها على اهميته، وايام المرفأ الخمسة ماثلة في الاذهان.

بيد ان الحال التي بلغتها اوضاع لبنان، لا سيما بعد تفجير المرفأ، لم تعد تجيز السكوت عن اقترافات المنظومة الحاكمة وباتت تتطلب اكثر من ثورة على المستوى الشعبي وانتفاضة عارمة لقوى المعارضة السياسية التي تمكنت في العام 2005 من اخراج الجيش السوري من لبنان، بعدما اعتبره البعض استحالة.

تقول اوساط سياسية معارضة لـ”المركزية”، “بعدما بلغ السيل الزبى وفاض كأس الصبر الشعبي، لم يعد ممكنا لمن تبقى من معارضة في السلطة ان تبقى مكتوفة الايدي تبحث عن مواقع سياسية ومكاسب خاصة، ثمنها تغطية المرتكبين والمسؤولين عن كل الفوضى الغارق فيها لبنان.

ان اضعف الايمان يفرض اليوم على هذه القوى الخروج من موقع المتفرج ووضع خلافاتها غير الاستراتيجية وتبايناتها التكتية جانباً والتآلف في بوتقة سياسية تشكل نواة صلبة تعدّ خريطة طريق لمواجهة فعلية لقوى الظلام المتحكمة بالدولة والممسكة بمفاصل السلطة وقراراتها، والاهم بحسب الاوساط سحب الغطاء الذي يوفره بعض هذه القوى لمن هم في دائرة الاتهام عن كل الاقترافات، ولو على قاعدة الشك، انطلاقا من فرضية قدرة هؤلاء على مختلف المستويات اللوجستية والعملية والمناطقية والامنية على ارتكاب اغتيالات مماثلة بهذا المستوى من الحرفية من دون ان يرف لهم جفن او يأبهوا لنتائج تحقيق او لكل ما يتصل بسلطة دولة يبدو انهم اقوى منها وامسكوا بها حتى العظم.

من هنا توجه الاوساط الدعوة الى من كانوا يشكلون فريق 14 اذار الى الالتئام مجددا تحت راية مواجهة مشروع القضاء على لبنان كونه اخطر مما جمعهم عام 2005، اذ ان مصير الوطن على المحك.

وتعرب عن اعتقادها ان افضل ما يفعله الرئيس المكلف سعد الحريري اليوم هو الاعتذار عن تشكيل حكومة ستوفر الغطاء لحزب الله، الموجهة اليه تهم كثيرة في حوادث مماثلة منذ زمن، اقله على المستوى الشعبي، فهو الجهة الوحيدة، بحسب الاوساط، التي تملك كل مقومات تنفيذ عمليات من هذا النوع، خصوصا لاشخاص من بيئتها تمردوا عليها وبدأوا يشكلون خطرا على هذه البيئة من خلال ايقاظ ناسها على واقعهم المرير وتنويرهم بافكار ثورجية تمردية على سلطة الامر الواقع وحثهم على رفع الصوت ورفض مصادرة قرارهم.

ان الوسيلة الوحيدة والانجع لمواجهة القوى الظلامية ومنعها من استكمال مخططها المدمر للبنان، تختم الاوساط، تكمن في تآلف قوى المعارضة مع بعضها وشبك الايدي مع الثوار في مواجهة محترفي الاغتيال لشطب خصومهم من المعادلة، فهل من يتعظ ويسمع ام ان ما جمع 14 اذار يوما ما، فرقته الحسابات والمصالح الخاصة الى غير رجعة، ولو على حساب مصير الوطمن؟

المصدر المركزية