في انتظار ما ستحمله عودة الرئيس المكلف سعد الحريري الى بيروت من جديد على مستوى تشكيل الحكومة لا سيما بعد البيانات الدولية الصادرة من اكثر من اتجاه حثا على الاسراع في التأليف، على أمل ان تحدث خرقا في جدار العقبات السميك، بقي الجمود مسيطرا على الداخل واجواء اغتيال الكاتب السياسي والناشط لقمان سليم تغلف المناخ العام، فيما اطلقت رئاسة الحكومة مسار الاجراءات الجديدة التي ستتبع اعتبارا من الاثنين المقبل للحد من انتشار فيروس كورونا على ان تفعّل منصة الحصول على الاذونات لضبطها وكبح جماح الاستهتار والتذاكي على الاجراءات.
التحقيقات والنظارات: فيما تستقبل عائلة سليم جثمانه بعدما وصل شقيقه الى بيروت صباحا، لم يسجل جديد يذكر على خط التحقيقات باستثناء عثور عناصر فصيلة قوى الامن الداخلي العاملة ضمن نيحا المحاذية لصريفا على نظارات سليم، في مكان قريب من حيث عُثِر على هاتفه وطلب القضاء رفع البصمات عنها كما تتواصل عملية تفريغ كاميرات المراقبة المنتشرة عبر الطرقات لمعرفة مسار السيارة التي خطفته. وتتضارب المعلومات حول الهاتف، ففيما تؤكد شقيقة سليم ان هاتفه ليس مع العائلة ، توضح المصادر الأمنية انه مع العائلة وعثرت عليه شقيقته عبر خدمة هاتفيّة وهو بحوزة الشقيقة لافتة الى ان المفاوضات مستمرة مع العائلة لتسليم الهاتف وتفريغ الداتا منه.
رفضا للاستبداد: في الموازاة، ورفضا لجريمة الاغتيال وعودة أسلوب التصفيات المجرمة، نفّذت مجموعات الثورة وقفة احتجاجية في ساحة سمير قصير في وسط بيروت، تلا خلالها حارث سليمان بياناً بإسم المجموعات، أكد فيه أن لم تكن للقمان سليم ثقة بالتحقيقات التي تجريها النيابات القضائية بعدما اختبر عجزها في كل الاغتيالات السابقة فأصدر حكمه بنفسه في جريمة اغتياله. ودعا إلى رص الصفوف في مواجهة الاستبداد لاستعادة الدولة المخطوفة واعادة تكوين السلطة وصولاً الى الدولة المدنية، معتبراً أن ادانة هذه المنظومة ستكون عوناً لشعب لبنان في معركته العادلة، ومحذراً من أن اي انفتاح من المجتمع الدولي على المنظومة ستترجمه الأخيرة رخصة لها لممارسة الترهيب بحق اللبنانيين.واعتبر المشاركون في البيان، أنه آن الأوان لجامعة الدولة العربية والامم المتحدة ان تؤمّن السبل لحماية اللبنانيين من التداعيات الكارثية التي يحدثها السلوك الاجرامي لمنظومة الفشل والفساد والارتهان للخارج وذلك عبر تطبيق تصفية دموية يتعرض لها ثوار لبنان وقياداته الجديدة.”
التفاهم لم ينجح: ووسط استمرار بيانات الادانة والشجب، وفي حين كرر التيار الوطني الحر رفضه العنف والإغتيال السياسي كوسيلة لإسكات أي رأي، محذرا من أي استغلال لأي جريمة بالقفز فوق التحقيقات المطلوبة وإصدار الاتهامات السياسية المسبقة، بدا لافتا اقرار المجلس السياسي للتيار اثر اجتماعه الدوري إلكترونيًا برئاسة النائب جبران باسيل، ان تفاهم مار مخايل “لم ينجح في مشروع بناء الدولة وسيادة القانون، ويعتبر المجلس أن تطوير هذا التفاهم بإتجاه فتح آفاق وآمال جديدة أمام اللبنانيين هو شرط لبقاء جدواه اذ تنتفي الحاجة إليه إذا لم ينجح الملتزمون به في معركة بناء الدولة وانتصار اللبنانيين الشرفاء على حلف الفاسدين المدمّر لأي مقاومة أو نضال”.
وفي الملف الحكومي دعا المجلس “رئيس الحكومة المكلف إلى استخلاص العبر ومراجعة الأسس التي ينطلق منها في عملية التشكيل بما ينتج حكومة قادرة بتوازناتها ووزرائها المتخصصين والقادرين وبرنامجها على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة وتحمل المسؤولية باتخاذ القرارات المصيرية في السياسة والأمن والاقتصاد والمال والغاز والحدود. كما يدعو المجلس إلى التزام روح الميثاق ونص الدستور في احترام موقع رئيس الجمهورية ودوره والتوقف عن محاولة قضم الصلاحيات وضرب الشراكة وعودة المحاولة لوضع اليد على حقوق الذين اختاروا من يمثلهم وفقًا لقواعد الدستور والميثاق”. وادان “حملات التطاول على رئيس الجمهورية من جانب مجموعة من السفهاء في السياسة والإعلام وحذر هؤلاء من أن العدالة ستحاسبهم مهما طال الزمن، وأن كرامة رئاسة الجمهورية هي من كرامة الشعب اللبناني وأن الرئيس ميشال عون يبقى فوق الأذى الصادر عن أشخاص من المعروف أن الإصلاح يهدد وجودهم ويكشف حقيقتهم”..
“راح البلد”: وفي حديث لـ”المركزية” عن تفاهم مار مخايل ومصيره في الذكرى 15 لتوقيعه، اكد عضو “تكتل لبنان القوي” النائب أسعد درغام “وجوب إحداث تغيير جذري في بعض النقاط الأساسية أبرزها محاربة الفساد وبناء الدولة”. وقال: منذ بداية عهد الرئيس ميشال عون لم يساهم معنا الحزب في مسألتي بناء الدولة ومحاربة الفساد واكتفى في المراقبة “والتفرّج” علماً أنه لم يدخل يوما في منظومة الفساد…محاربة الفساد تبدأ من القضاء ومن داخل مجلس النواب من خلال إنتاج قوانين إصلاحية جديدة إضافة إلى ضرورة الفصل بين علاقة الثنائي الشيعي والتحالف القائم على ورقة التفاهم، وهذا ما لم نلمسه في حكومة الرئيس حسان دياب التي كانت مدعومة من قبل الحزب والتيار، إذ لم نتمكّن من إنجاز ملفات مطروحة من قبل التيار في مجلس النواب بسبب مجاراة حزب الله لحليفه الرئيس نبيه بري… آن الأوان لقول الحقيقة. البلد لم يعد يحتمل سياسة مراعاة الخواطر. وإذا أراد حزب الله أن يستمر في مراعاة بيئته”راح البلد”.
حركة دولية: في الملف الحكومي، وفيما يستمر الرئيس الحريري في لقاءاته غير المعلنة خارج البلاد، لفت عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ياسين جابر الى “ان من الواضح أن هناك حركة دولية على خط التأليف ولكن في لبنان “دايرين دينة الطرشة” فزيارة ماكرون الثانية لبنان لمواجهة تداعيات انفجار المرفأ ومعالجة العراقيل على خط التأليف لم تلقَ استجابة”.
من جهته، اعتبر عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب فادي سعد “ان الرئيسين عون والحريري غير متفقين على تشكيل الحكومة ويتحملان مسؤولية فشل التشكيل، وعون لا يزال يتصرف وكأنه رئيس تيار الوطني الحر، وبظل الأكثرية الحاكمة لو تمكن الحريري من تشكيل حكومته لن يتمكن من تغيير الوضع الراهن”.
أما في ما يتعلق بتشكيل جبهة معارضة فلفت إلى أن “النية موجودة والتواصل لا يزال قائماً بتشكيل جبهة معارضة وما من خيار آخر إلا أن يكون هناك جبهة معارضة لمواجهة الطبقة الحاكمة وإلا الاستسلام”.
حاويات تحتوي مواد كيميائية الى المانيا: على خط آخر، أعلنت السفارة الألمانية في بيروت انتهاء عملية معالجة 52 حاوية تضم مواد كيميائية شديدة الخطورة كانت موجودة في مرفأ بيروت منذ أكثر من عقد من الزمن، على أن يتم شحنها الى ألمانيا. واليوم، استقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب الوزير في حكومته ميشال نجار والمدير العام لإدارة واستثمار مرفأ بيروت باسم القيسي، حيث جرى عرض أوضاع المرفأ. ونوه الرئيس دياب بالجهد الذي بذله القيسي وأبلغه تجديد تعيينه رئيسًا ومديرًا عامًا للجنة المؤقتة لإدارة واستثمار مرفأ بيروت لمدة ثلاثة أشهر إضافية.
توقيف تعسفي: وفي السياق، غرّد رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان عبر “تويتر”: “الإستمرار بالتوقيف التعسفي لضباط مظلومين في قضية المرفأ أصبح فضيحةً لا تحتمل، خصوصاً أن لا صلاحيات لهم في ما يخصّ موجودات المرفأ ولا ضمن اختصاصهم”. وتابع: “كفى استهتاراً بكرامة الناس وكأن المطلوب جعلهم كبش فداءٍ لتغطية فضيحة الكبار المتهمين مباشرةً في هذا الموضوع… أداءٌ لا يشجّع على الاطلاق”.
وهبه والقضية: الى ذلك، يتوجه وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال شربل وهبه إلى القاهرة غدا لتمثيل لبنان في الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية بعد غد الاثنين. وأكد وهبه لـ”المركزية” أن “الاجتماع استثنائي وعلى جدول أعماله بند وحيد هو إعادة اعلان التضامن العربي بشأن القضية الفلسطينية وللبنان دور اساسي في هذه القضية إذ أنه يحمل عبئاً كبيراً من باب التضامن مع الأشقاء الفلسطينيين”.واضاف: “سنرفع الصوت نفسه الذي سيؤكد على حق الشعب الفلسطيني لسيادته على أراضيه وانسحاب العدو الاسرائيلي إلى حدود عام 1967 وتجديد التأكيد على حق العودة للاجئين وحل الدولتين وان تكون القدس الشرقية هي عاصمة فلسطين وذلك في إطار ما صدر عن مبادرة السلام العربية التي أقرت في القمة العربية في بيروت عام 2002”.
لا خلاص الا باللقاح: على خط كورونا، وبعدما نشرت رئاسة مجلس الوزراء آخر تحديث لاستراتيجية مواجهة فيروس كورونا ومراحل التخفيف التدريجي للاغلاق، بلغ عدد المسجَلين على منصة التلقيح 248 الفا تقريباً. وأوضح نقيب الاطباء شرف أبو شرف “إن اللقاحات المتداولة في السوق العالمية ضد فيروس كورونا (فايزر، موديرنا، استرازنيكا، سبوتنيك ٧ وغيرها) أظهرت قدرتها بشكل كبير، على تخفيف خطر الإصابة بحالات المرض القاسية والخطيرة، في اميركا واوروبا، وخلقت مناعة عند الأشخاص الحاصلين عليها الى ما يزيد عن 90%. كما أن نسبة العناية الاستشفائية والوفيات تدنت كثيرا”. أضاف في بيان: “اما القرائن التي يقدمها عندنا المعترضون على أعطاء اللقاح في الاعلام فلا تستند إلى معطيات علمية. ولا خيار علاجيا وعلميا، ولا خلاص لنا إلا باللقاح”، لافتاً الى “ان الجدير بالذكر أيضا أن التأخير في إعطاء اللقاح سيؤدي إلى متحوّلات جديدة للفيروس قد لا تتأثر كليا باللقاح وتودي بنا الى ما لا يحمد عقباه”.
