مقدمات نشرات الأخبار

9 فبراير 2021
مقدمات نشرات الأخبار

مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان”

“باسمك دعينا يا أبانا وعليك وطدنا رجانا، كن في الضيقات ملجانا واختم بالخير مسعانا”…

في عيد القديس مارون أب الطائفة المارونية، وقديس النسك والصمود ومقاومة الملمات وملهم فكرة التعاضد والمحبة والانتماء للوطن… من هذا الدعاء في المناسبة، نستمد روح المسؤولية والضمير وكذلك الوحي، عله يهبط على المعنيين بأمور العباد أولا، وليس بالأمور الخاصة والمحاصصات أولا، كي يضطلعوا بأقل واجباتهم ومسؤولياتهم وليؤلفوا حكومة أولا، ولكي يهتموا بغالبية الناس أولا، ومن أجل أن يعيدوا لبنان الى لبنان الأصيل والجميل أولا…

وفي المناسبة، في الساعات الماضية ظهرت على ما يبدو، ومضة أمل وبصيص رجاء في أفق، بدأ يتكون مع المعطيات الآتية:

مضي باريس بمبادرة الرئيس ماكرون الذي يجري جولة اتصالات متجددة، منها معلنة ومنها غير معلنة مع لبنان، خصوصا بعد اتصاله بالرئيس الاميركي جو بايدن وقد كان لبنان في جزء من الاتصال…

زيارة الموفد القطري وتحركه اليوم في لبنان، مؤكدا “التكامل بين جهود قطر والمبادرة الفرنسية”… عودة السفير السعودي وليد البخاري الى بيروت ولقاءاته الدبلوماسية.

دخول حزب الله في شكل أقوى على خط الجهود لتأليف الحكومة، خصوصا بعدما أخذت مداها السجالات، ولا سيما منها بين إعلام قصر بعبدا وإعلام عين التينة، والتي أسفرت عن تشظي مبادرة الرئيس نبيه بري القائمة على أن يزور الرئيس المكلف سعد الحريري الرئيس عون في القصر الجمهوري، وعلى أن يتم التقاسم بين “المستقبل” و”التيارالوطني الحر” حقيبتي الداخلية والعدلية…

في أي حال، الموفد القطري نائب رئيس الحكومة وزير الخارجية بن عبد الرحمن، ومن قصر بعبدا بعد لقائه الرئيس عون ظهرا، حض على “الإسراع بتأليف حكومة”. الموفد القطري انتقل الى عين التينة و إلتقى الرئيس بري … وفي الواحدة والنصف بعيد الظهر التقى الرئيس حسان دياب.

في الغضون، نواقيس دقت بمواقف نارية في قداس عيد مار مارون المركزي: رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر، توجه الى المعنيين في السلطات: “الويل لكم يا أيها المسؤولون السياسيون في بلدي، لأنكم تبنون مجدكم على قهر ومذلة الذين وثقوا بكم، لا تنسوا أن التاريخ لن يرحم… كراسيكم سينتزعها أحدهم منكم”…

البطريرك الراعي من جهته، لفت الى أن “تطيير الحلول الداخلية يدفعنا الى التطلع نحو الأمم المتحدة، للمساعدة في إنقاذ لبنان”…

ومن الجوار الى الفضاء: مسبار إماراتي في مدار المريخ…والرئيس عون هنأ على الإنجاز.

كورونيا، ستون حالة وفاة، و 2880 إصابة.

إذن من بعبدا، نائب رئيس الحكومة وزير خارجية قطر يؤكد أن الدوحة لا “تسعى لنسف المبادرة الفرنسية بل تعمل على استكمال المساعي الدولية لتأليف الحكومة اللبنانية، ونأمل أن يخرج الحل من بيروت”.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أن بي أن”

إرتفاع متنام لمنسوب الإهتمام الخارجي بلبنان، بشقيه الدولي والعربي.

الشق الدولي تعبر عنه المواقف الأميركية والفرنسية، والحراك الذي تقوده باريس ويحمله الرئيس إيمانويل ماكرون إلى السعودية والإمارات، فيما يصل موفده الخاص إلى بيروت خلال الأيام القليلة المقبلة.

وفي الشق العربي، يبرز الدور المصري وكذلك الحضور الخليجي، الذي عاد على أجنحته إلى لبنان السفير السعودي بعد طول غياب، قبل أن يحل وزير الخارجية القطري ضيفا على لبنان.

لكن يبدو أن الإنفتاح الخارجي في واد، والمسؤولين اللبنانيين في واد آخر، يسهون عن تشكيل حكومة طال إنتظارها، ويتلهون بجنس الملائكة.

وبانتظار عودة الرئيس المكلف سعد الحريري من باريس، فإن المواقف بقيت هي هي، وها هو مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية يعتبر أن “التنازلات التي يجب أن يقدمها رئيس الجمهورية لتشكيل الحكومة، إنما هي حقوق دستورية يتمسك الرئيس بالحفاظ عليها”.

أما رأس الكنيسة المارونية البطريرك بشارة الراعي فقد انطلق من تنافس المسؤولين على تعطيل الحلول الداخلية، ليكرر المطالبة “بعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان”.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار”

فيما السياسة غافية على كتف الوقت، وكورونا تفتك باللبنانيين الذين يصرون على معاونتها، حضر القطري الى لبنان ليحرك المشهد الدبلوماسي دون تحريك المياه السياسية الراكدة، فكانت زيارة نائب رئيس مجلس الوزراء محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الاستطلاعية، محملة بما أمكن – او سمح – من مساعدات مرتبطة بكورونا وانفجار الرابع من آب، بعيدة عن السياسة والمبادرات، رامية الكرة في ملاعب بيروت الصاخبة التي لم تجد حكما ينظم مباراتها السياسية التي تخاض بروح غير رياضية، وترتفع على منصاتها عظات التدويل.

ووسط هذا الجمود السياسي، إنفلات إعلامي أخلاقي فاق حد الإسفاف. أما حان الوقت لكلام صريح بالفعل يفهم الإعلام المر، أن التحريض والكذب لن يحلياه، وأن بناء المحاكم العرفية على الشاشات لن ينظف سجلها المليء بالموبقات، المثبت بحكم قضائي على رؤوس الأشهاد.

أولم يفهم هؤلاء أن التطاول على الكبار لن يجعلهم كبارا، وأن صبر أهل الكرامة أرقى وأسمى من ادعاءات حرياتهم المزيفة الممجوجة والموظفة بدفع الدولارات والإملاءات المجدولة، من عباءة دوروثي شيا.

ألم يعلم البعض الموغل بالتحريض والكذب والإفتراء، والتطاول على الكرامات والإتهام بالقتل وإصدار الأحكام، إنه يحكم على ما تبقى من مهنة الإعلام بالسقوط الى درك أسفل من ذاك السياسي، أم انها مرارة اليأس من تحقيق أي إنجاز ما دفع بهؤلاء للانفعال الغرائزي، واللجوء الى الكيد الممزوج بالحقد.

وهنا يبرز السؤال عن دور القضاء والوزارات المختصة والمجالس المعنية الملزمة بالحفاظ على شرف المهنة، الذي يدنسه هؤلاء. أما الحديث عن حرية الإعلام فهذا الكذب بعينه، لان الحرية لا تعني الإفتراء والتلفيق والقص والتلزيق والتحريض. ان كل الإختلاف السياسي وارتهان البعض وحتى تجارة الإعلام والإعلان في لبنان، لم تصل يوما الى ما وصلت اليه بعض الشاشات اليوم، والتي باتت تلوث الفضاء الإعلامي والأخلاقي وتهدد السلم الاهلي.

وكل الاعتذار من جميع المشاهدين لإزعاجهم بالحديث عن هؤلاء، لكن كما قال الإمام علي عليه السلام: “حين سكت أهل الحق عن الباطل، توهم أهل الباطل أنهم على حق”.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في”

لا تزال أصداء الرسائل اللبنانية للبابا فرنسيس خلال اللقاء السنوي في الفاتيكان بأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الكرسي الرسولي، تتردد في الأوساط اللبنانية، أو تلك المعنية بوضع لبنان.

فليس تفصيلا أن تكون الفقرة المخصصة للأزمة اللبنانية هي الأطول في الكلمة البابوية، تماما كالتركيز بهذا الشكل على الموضوع المسيحي في لبنان، من دون أي ذكر لعنواني الحياد أو التدويل، ومع التحذير من أن إضعاف الوجود المسيحي من شأنه أن يتسبب بفقدان التوازن الداخلي، واهتزاز الواقع اللبناني نفسه.

وليس تفصيلا أيضا، ما جاء في كلام البابا حول الهوية اللبنانية الفريدة المعرضة للفقدان، تماما كالتحذير من أن خطر إفلاس لبنان قد تنتج عنه انحرافات أصولية خطيرة، ما يحتم الإسراع في عملية إنعاش الإقتصاد وإعادة الإعمار.

وفي غضون ذلك، توزعت الأنظار السياسية في لبنان اليوم بين اتجاهين: الاول، زيارة وزير الخارجية القطرية للبنان، سواء لناحية ما استفسر عنه في الموضوع الحكومي، أو ما أعلنه عن عدم الدعوة الى مؤتمر دوحة ثان في هذه المرحلة. أما الاتجاه الثاني، فالحركة الخارجية لرئيس الحكومة المكلف، والكلام حول زيارة غير معلنة له لباريس، للبحث في الملف الحكومي.

وفي هذا الإطار، لفتت مصادر صحافية من باريس “للأوتيفي” إلى أن هناك تعتيما على زيارة سعد الحريري للعاصمة الفرنسية، حيث أن دوائر الإليزيه لم تؤكد ولم تنف حصول لقاء مع الرئيس ايمانويل ماكرون، ولم تزود أي صحافي في فرنسا بأي معلومة.…كما طلبت من الصحافيين المعتمدين في قصر الإليزيه، عدم الحديث في الإعلام عن لقاء بين الحريري وماكرون.

غير أن المصادر عينها رأت أن التعتيم قد يكون مقصودا، حيث أن فرنسا تعتبر أن ليس من مصلحتها الإعلان عن استقبال الحريري كرئيس حكومة مكلف، لا بصفة رئيس حكومة، معربة عن حرصها في ذلك على التأكيد أنها على مسافة واحدة من الجميع.

وفي كل الاحوال، وبغض النظر عن النوايا والضعوط والخلفيات، تبقى ثلاثية الميثاق والدستور والمعايير الواحدة، مدخلا وحيدا للتشكيل على أرض لبنان.

وفي غضون ذلك، وعلى صعيد معركة الحياة او الموت مع فيروس الموت، يبدأ العد التنازلي لوصول اللقاحات الى لبنان، في وقت لا يزال لبنان يودع كباره يوما بعد يوم، بفعل الفيروس القاتل، الذي خطف اليوم الممثل القدير ميشال تابت، الذي نستهل معه نشرة الأخبار.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في”

أمر ما يحصل محليا وعربيا ودوليا. فليس من باب المصادفة أن يعود السفير السعودي الى لبنان في هذه المرحلة بالذات، وأن يفعل لقاءاته مع السفراء العرب والأجانب. كما ليس من باب المصادفة أيضا، أن يزور نائب رئيس الحكومة وزير خارجية قطر لبنان اليوم، معيدا الى الذاكرة دور قطر في مؤتمر الدوحة الشهير عام 2008.

كذلك كانت لافتة اللهجة الحاسمة والجازمة التي تحدث بها البطريرك الماروني، عن دور الأمم المتحدة في إنقاذ لبنان. ففي عيد مار مارون رأى الراعي أن لبنان “بحاجة الى دور دولي حازم وصارم يطبق القرارات السابقة من دون استثناء او اجتزاء، حتى لو استدعى الأمر إصدار قرارات أممية جديدة”.

خارجيا، رئيس الحكومة المكلف يقوم بنشاط ديبلوماسي لافت. فهو وصل اليوم الى باريس حيث سيجتمع غدا بكبار المسؤولين الفرنسيين، وبرئيس الجمهورية ايمانويل ماكورن. ووفق معلومات ال “أم تي في”، فإن الحريري استبق زيارته العاصمة الفرنسية بزيارة سريعة الى تركيا. الحركة الحريرية الخارجية، تتزامن مع دخول فاتيكاني قوي على خط الأزمة اللبنانية، ومع بدء الإدارة الأميركية تجميع أوراقها الإقليمية تمهيدا لبدء كباشها الديبلوماسي مع إيران.

الى أين يقودنا المشهد المرتسم في لبنان والمنطقة؟، الى خلاصة واضحة فحواها أن لبنان يعيش سباقا بين التعريب والتدويل. فقوى عربية كثيرة تحاول أن تتدخل لحل الأزمة اللبنانية، في وقت بدأت قوى لبنانية كثيرة ترى أن لا حل إلا بتدويل الأزمة. علما أنه حتى الان لا تعارض بين التعريب والتدويل. فما قام به المسؤول القطري في لبنان اليوم ليس على تناقض مع المبادرة الفرنسية، بل يشكل استكمالا لها بشكل او بآخر.

وإذا كان منطلق الحل عند القوى العربية والدولية مفتاح تشكيل الحكومة، فمن الواضح في المقابل أن الأطراف المعنية بالتأليف لبنانيا لا تزال على مواقفها. والدليل أن المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية استبق زيارة المسؤول القطري، فأعلن في بيان أصدره قبل قليل من وصوله الى قصر بعبدا، أن رئيس الجمهورية لا “يمكنه تقديم تنازلات كما يطالب بعض السياسيين والإعلاميين، لأنها في الواقع حقوق دستورية يحرص رئيس الجمهورية على الحفاظ عليها والمناداة بتحقيقها”.

فهل تنجح الضغوط العربية والدولية في تليين المواقف المحلية، وإحداث ثغرة في الجدار المسدود، أم أن الأمور متجهة الى مزيد من التصعيد، ولا يمكن لأي حل، أن يمر إذا لم يفرض بإرادة عربية – دولية جامعة؟، الأيام المقبلة قد تحمل مفاجآت كثيرة، فلننتظر.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”

هل بدأ العد العكسي لدخول لبنان لائحة الدول التي ستتلقى لقاح كورونا؟، وزير الصحة وعد بأنه:”لا يوجد أي عائق أمام بدء التلقيح يوم الأحد المقبل”.

خبر إيجابي في غابة الأخبار السلبية، ماليا ومعيشيا وحكوميا وأمنيا.

في الحركة القطرية في اتجاه لبنان، لا دوحة إثنان، ووزير الخارجية القطري يعلن من بيروت: “لا توجد حاليا أي مبادرة على الطاولة لدعوة الأطراف للتشاور في الدوحة”.. أكثر من ذلك أوضح رئيس الديبلوماسية القطرية آلية المساعدات فقال: “قطر وعبر السياسة التي تتبعها، لا تقدم دعمها المالي بشكل نقدي، ولكن هذا الدعم يأتي على شكل برامج ومشاريع، تكون على بينة بأنها ستحدث فارقا في اقتصاد الدولة، وفي شأن الشعب اللبناني الشقيق. وهذا الأمر يتطلب وجود حكومة مستقرة، لكي تتمكن قطر من العمل والشراكة معها عبر برامج اقتصادية، وعندما تشكل حكومة يتم الإستعداد للعمل معها”. إذا لا شيء على النار قطريا، لا حواريا ولا ماليا.

حكوميا، الأمور تراوح مكانها:الرئيس المكلف في باريس، وعلى موقفه. رئيس الجمهورية على موقفه، والآخرون في الإنتظار، إلى متى؟ لا أحد يعرف، فالمؤشرات ضبابية ولا أحد يملك جوابا.

وفيما اللبناني يعيش على “مسمار اليأس”، ينظر إلى الشاشة متابعا “مسبار الأمل” في الإمارات… السلطة هنا نجحت في دق آخر مسمار في أمل اللبنانيين بأي شيء، والإمارات نجحت في الوصول إلى مدار المريخ عبر “مسبار الأمل”… لماذا التقهقر هنا والتقدم هناك؟، لأن السلطة هنا بعيدة عن شعبها بعد الأرض عن المريخ… والأمر لا يتعلق فقط بالسلطة بل بطبقة سياسية لا يزيد عدد أعضائها الفعليين عن عدد أصابع اليد الواحدة، كل واحد منهم يصيح على مزبلة مصالحه الأنانية الشخصية طمعا بحقيبة أو بثلث معطل..

الإمارات في أقل من سبعة أشهر وصلت إلى المريخ… لبنان في أكثر من ستة أشهر ما زال يفتش عن الحقيقة الضائعة في تفجير المرفأ. والأنكى من كل ذلك أن هذه الطبقة “ما في أشطر منها بالتغريد” فما إن وصل مسبار الأمل إلى مدار المريخ، حتى بدأت تغرد مدحا بالإمارات.

“والله عيب” الشعب سئم من تغريداتكم الممجوجة والمملة التي لا تقدم او تؤخر .. أوصلوا مسبار الحكومة إلى مداره، ومسبار التحقيق إلى مداره، ومسبار معالجة الأزمة الإقتصادية إلى مداره، بدل التلهي بتغريدات أقل ما يقال فيها إنها مهينة للشعب اللبناني وتضرب على أعصابه وعلى كبريائه.

بالمناسبة، هل تأكدتم من استمرار وصول مسبار التهريب والمواد الغذائية المدعومة إلى مدارات سوريا وبعض الدول الإفريقية؟، “عن جد استحوا”.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”

الإمارات حطت في المريخ، وقطر أوفدت مسبارها الدبلوماسي إلى الأرض اللبنانية. وبين معلومات ستصدرها الإمارات من الكوكب الأحمر، فإن كوكب لبنان يستعصي على الأمل ويدور حول نفسه وحكومته وأزماته، ليعود مرتطما بثلث معطل.

ومع هذه الدوخة المحلية، لا دوحة ثانية في الأفق وقد نفى وجودها نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية دولة قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الذي جال اليوم على الرؤساء: ميشال عون، نبيه بري، وحسان دياب.

ومن بعبدا، أعلن الوزير القطري أن بلاده “مستعدة لتسهيل حوارات ولادة الحكومة اللبنانية”، نافيا سعيها “لنسف المبادرة الفرنسية”. وهو دعا الأطراف اللبنانية إلى “تشكيل حكومة في أسرع وقت بما يتماشى ومصلحة الشعب.

ومع استبعاد الفرضية الحكومية وإبقاء المساعدة المالية مرتبطة بتأليف الحكومة، فإن ملفا عربيا جرى استطلاع آفاقه قطريا مع الدولة اللبنانية، وهو المتعلق بالتجديد لأحمد أبو الغيط، أمينا عاما لجامعة الدول العربية. وسواء آثر لبنان مساندة الدوحة في خيارها الجزائري البديل، أو البقاء مع أبو الغيط المصري، فإن صوته لن يكون مقررا باعتبار أن الأمين العام الحالي ضمن حاصله الانتخابي.

وقبل أن تكتشف بعبدا مضمون الزيارة القطرية، سارعت الى إطلاق مسبار سياسي يرفض التنازلات، وقال بيان القصر: “إن ما يسمى ـ “تنازلات” هو في الواقع حقوق دستورية يحرص رئيس الجمهورية على المحافظة عليها، لأنها من الثوابت التي لا يجوز التخلي عنها في أي ظرف”. وذكر مكتب الإعلام بأن “استمرار البعض في ادعاء أن الرئيس عون يطالب بـ “الثلث المعطل” يدل على افتقار الحجج الموضوعية، على قاعدة “عنزة ولو طارت”.

وبين “العنزات الرئاسية” والفنعات الدستورية، يصبح الشعب اللبناني قطيعا في نظر حكامه، وترعاه مجموعات تدير الحقول بالعصا، وتقيم دستور العشيرة. يكبرون الأزمات منعا لحلها، وهي بلغت مع نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي حد الأزمة الوجودية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، كما قال اليوم بعد لقائه البطريرك الراعي.

والفرزلي الخارج من معركة تويترية بأضرار كبيرة، كان حتى الأمس يعالج مواد الدستور ويقول: “أنا مع اتفاقية الطائف، وسأدافع عنها دفاعا كاملا، لكن لا أعارض تطويرها وتصحيح الثغرات التي ظهرت في تنفيذها.

لكن الفرزلي والطاقم الحكومي كله، منذ الطائف الى اليوم، لم يطبقوا الدستور لكي يكتشفوا ثغراته، وأكثر من اشتكى من عدم تطبيق الدستور، رؤساء الحكومات السابقون منذ رفيق الحريري الى رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب. فصلاحيات رئيس الجمهورية انتقلت بعد الطائف الى مجلس الوزراء مجتمعا، وليس الى رئيس الوزراء. لكن نادي رؤساء الحكومات صنعوا دستورا آخر على التوالي وأخفوا مواده، وانهالوا على بنودها بحيث اندثرت ولم يطبق أي منها. واليوم قبل الحديث عن مؤتمر تأسيسي وتعديل الدستور، ماذا لو طبقتم ما لديكم أولا.

وهذا الكلام يصلح لعموم النخبة الحاكمة التي لا جرأة لديها غدا على إجراء انتخابات فرعية لعشرة نواب. ثمانية منهم استقالوا بعد جريمة الرابع من آب، واثنان وافتهم المنية وهما: ميشال المر وجان عبيد، الرجل الذي أحال الشمس من بعده الى التقاعد ولبنان ذرف لأجله “نجمة” كما نعاه اليوم الرئيس نبيه بري.

في الأبيات الأدبية، كلام يليق بفخامة الراحل ولن يأتي الى مجلس النواب من يجلس في مقام جان عبيد، لكن هل تفتح ساحة النجمة أبوابا فرعية؟. كل التقدير أن الفرعية ملغاة وأن الانتخابات المبكرة غير واردة، وليطالب أصحابها منذ اليوم بانتخابات في مواعيدها، لأنها آيلة للتمديد.