ففي تعليق على الغارات الإسرائيلية الأسبوع الفائت، أعرب مسؤول استخباراتي أميركي بارز عن قلقه من حجم الحركة الجوية الهائل الناجم عن حملة القصف الإسرائيلية شبه السرية المتزامنة مع تنفيذ القوات الجوية الروسية والسورية مهماتها. وفي حديثه، كشف المسؤول الأميركي أنّ بلاده رصدت آنذاك “ارتفاعاً ملحوظاً في الأنشطة العسكرية الجوية فوق سوريا، بما في ذلك قوات من “إسرائيل” وروسيا إلى جانب طائرات سورية”، محذراً من أنّ الحركة (الجوية) الزائدة عززت احتمالات وقوع حوادث.
من جانبه، قال مصدر سوري: “على مستوى المجال الجوي المزدحم فوق سوريا، لطالما مثّلت المسألة مصدر قلق، لا سيّما بعد تدخّل الولايات المتحدة في سوريا”، مضيفاً أنّ احتمالات حصول أخطاء كبيرة نظراً إلى كثرة الدول الناشطة في المجال الجوي السوري. وتابع المسؤول: “حالياً تعمل روسيا والولايات المتحدة وتركيا وفرنسا، ناهيك عن إسرائيل، فوق سوريا أو قربها، لذا الحوادث واردة دائماً، لا سيما إذا تعلّق الأمر بصواريخ دفاعية جوية”، قائلاً: “ما إن يُطلق الصاروخ، لا عودة إلى الوراء”.
وفي ضوء الانتقادات الروسية للغارات الإسرائيلية الأخيرة، علّق مسؤول عسكري إسرائيلي بالقول إنّ التواصل بين اسرائيل وروسيا حدّ من المخاطر بالنسبة إلى الجانبيْن، قائلاً: “لدينا فعلاً آلية لخفض التصعيد مع الجيش الروسي، ما يسهل حرية حركتنا ويقلل مخاطر الاحتكاك مع القوات الروسية ويعزز الأمن المتبادل”.
وفي هذا الإطار، ذكّرت “نيوزويك” بتصريحات لمسؤول أمني إسرائيلي الشهر الفائت تحدّث فيها عن التحديات على مستوى اختيار الأهداف في سوريا نظراً إلى تعدّد القوى المقاتلة التي تضم قوات الجيش السوري وعناصر إيرانية ومقاتلين في “حزب الله” وأحياناً قوات روسية، بحسب تعبيره. وقبل شهر، قال المسؤول: “يمنح (الجيش السوري) (حزب الله) هامشاً واسعاً للقيام بما يريد (..)”، مضيفاً: “أن نقرر في الواقع من سنضرب وماذا نفعل مشكلة كبرى بالنسبة إلينا”.
الطائرات المدنية مهددة
توازياً، حذّر مصدر سوري ثانٍ من وقوع حوادث بين الطائرات العسكرية والمدنية. وفي حين أوضحت المجلة أنّ “عمليات الدولة السورية الجوية” في سماء البلاد محدودة، بيّن المصدر السوري أنّ المناطق المحظورة تضم شمال شرقي البلاد وجيباً صحرواياً تسيطر عليه الولايات
المتحدة ومنطقة شمالية تسيطر عليها المعارضة والجهاديون والقوات التركية على حدّ تعبيره.
المجلة التي لفتت إلى أنّ الطائرات السورية تعمل على طول الحدود الجنوبية والشمالية
وبمحاذاة ساحل المتوسط، نقلت عن المصدر السوري قوله إنّه من شأن أيّ نشاط قريب جداً من الحدود اللبنانية أو “الإسرائيلية” أن يقابله رد عسكري إسرائيلي. وقال المصدر إنّ الروس لا يشاركون (السوريين) هذه القيود أو غيرها لهذه الغاية. وقال المصدر: “تتخطى بعض القيود حدود مياهنا، فثمة قيود فوق لبنان، فوق الجنوب”، مضيفاً: “بالنسبة إلى الروس، ما من قيود إطلاقاً. يتمتعون بحرية أكبر منا”. وتابع المصدر إنّ هذه الحرية تمتد إلى حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة وتتخطاها، حيث “تحلق طائرات التجسس الأميركية أيضاً”.
بالعودة إلى المصدر السوري الأول، فقال: “لطالما عرّضت الاحتكاكات الجوية بين الخصميْن، أي سوريا وإسرائيل، الرحلات الجوية المدنية الإقليمية للخطر”، قائلاً: “الطائرات الإسرائيلية تحلق في ممر مدني أو بالقرب من الطائرات المدنية أو الصواريخ السورية (المنظومات الدفاعية الجوية) (..)”. وعليه، خلص المصدر السوري محذراً: “الأخطاء واردة وستكون مكلفة دائماً”.