في تشييع لقمان سليم دعوة للحوار وتدويل تظهر معالمه

11 فبراير 2021
في تشييع لقمان سليم دعوة للحوار وتدويل تظهر معالمه

لقمان سليم الذي علا صوته اليوم في أرجاء الضاحية الجنوبية، من خلال استراجع بعض من أفكاره عبر مكبرات الصوت،عجّت حديقة منزله بكل الذين ارادوا وداعه، او تسجيل موقف سياسي في وداعه. 

بحضور عائلته، الأم سلمى، الزوجة مونيكا،الشقيقة رشا والشقيق القانوني هادي، ووسط  تعزيزات أمنية مبررة وغير مبررة عجّت بها المنطقة، ودّع الناس الناشط السياسي لقمان سليم الذي قتل منذ أسبوع حسب نص الدعوى الذي وزّع للمشاركة في التشييع. 

وهنا السؤال لماذا اعتبرت العائلة ان لقمان قتل ولم يستشهد، هل لهذا التعبير خلفيات إمنية، عقائدية خاصة بالعائلة، أم رسالة يمكن فك شيفراتها في عالم التحليل السياسي. 

بغض النظر عن التعبير المستخدم، أشارت معلومات إلى ان الطبيب الشرعيّ أكد ان سليم لم يتعرض للتعذيب قبل ان تقتحم الرصاصات الأربع جسده، والتي لا تزال مجهولة المصدر حتى الساعة، على الرغم من الاتهامات الجاهزة التي ساقها بعض الاعلام بشقيه الافتراضي والتقليدي. 

كما أفادت المعلومات، حسب الوكيل القانونيّ لعائلة سليم، ان العائلة ستسلم اليوم هاتف لقمان للاجهزة المختصة، اذ يفترض ان يكون الهاتف عنصرا أساسيا في التحقيقات. 

بصورة جامعة لبنانية، قد تعجب البعض ولا تعجب البعض الآخر، صدحت الأصوات الاسلامية المسيحية، مصلية في يوم الوداع، وقد تكون الصورة هنا أقرب الى شخصية سليم، الذي حاول في حياته ان يبحث عن مفهوم المواطنة بعيدا من زواريب الطائفية اللبنانية. 

اللافت في الجنازة أمران لا ثالث لهما: 

الأول دعوة الوالدة بصورتها الرصينة التي رسمت في أعيننا منذ ظهورها الاول على الشاشة، الى تغليب لغة الحوار والمنطق والعقل والتفاهم لا لغة السلاح، ولا بد من أخذ هذه الدعوة بعين الاعتبار فهي الخارجة من منزل محسن سليم،  ورمزية هذا المنزل في نضاله من أجل لبنان عبر الجبهة الوطنية والندوة البرلمانية. 

وقد جاءت هذه الدعوة في وقت قد يكون اللبنانيون في حاجة ملحة للحوار والتواصل، لاسيما انه وحتى الساعة لا اتصال مباشرمعلن بين الرئيسين عون والحريري على الرغم من مساعي الاليزيه. 

أما الأمر الثاني، فهو حضور مجموعة من السفراء، مراسم التشييع حيث كانت كلمات لكل من السفيرتين الأميركية والسويسرية  والسفير الألماني. 

 بغض النظر عن مضمون هذه الكلمات، تبقى العبرة في الصورة فكأن مشهد دوليّ يرسم ملامحه على الارض اللبنانية انطلاقا من الضاحية الجنوبية، و هذه المشهدية كان قد سبقها حديث للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، عن ان لا حل للأزمة اللبنانية الا في تدويلها وعقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة من أجلها. 

هذا وكان بارز أيضا حضور مجموعات من الشخصيات التي تذكرنا بحركة الرابع عشر من أذار كالنائب المستقيل ميشال معوض، و النائب السابق أحمد فتفت، ونائب رئيس حزب الكتائب سليم الصايغ وآخرين بالاضافة الى النائب جورج عقيص ممثلا حزب القوات اللبنانية.