جولة الصباح الاخبارية: الحركة الفرنسية بلا بركة… ترقب لجولة ماكرون وتأثيراتها اللبنانية

12 فبراير 2021
جولة الصباح الاخبارية: الحركة الفرنسية بلا بركة… ترقب لجولة ماكرون وتأثيراتها اللبنانية

عاد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري الى بيروت امس، ولم يحمل لقاؤه بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أي معلومات او تسريبات تفيد بقرب تحقيق إنفراج على صعيد تشكيل الحكومة، في حين تبدو الأمور معلقة حتى يوم  الاحد في14 شباط، ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، حيث يُرتقب ان يتوجه الرئيس الحريري بكلمة الى اللبنانيين للمناسبة، يضمنها موقفاً من الوضع الحكومي وقضايا اخرى ووصفت مصادر بيت الوسط كلمته بانها ستكون شاملة. وتليها يوم الثلاثاء المقبل في16 شباط كلمة عند الثامنة والنصف مساء للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لمناسبة ذكرى الشهداء القادة، يتطرق فيها ايضاً ألى مختلف القضايا المطروحة.

ماذا دار بين ماكرون والحريري
حتى الساعة لم ترشح اي معلومات عن فحوى العشاء الذي ضم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والرئيس سعد الحريري امس الاول بالاليزيه، حيث يلتزم الطرفان بالتكتم التام حول ما تم التوصل اليه من مقاربات لازمة تشكيل الحكومة الجديدة والمقترحات المطلوبة لحلها، الاّ أن المعلومات في العاصمة الفرنسية أكدت أن الرئيس ماكرون متمسك بمبادرته وحريص كل الحرص على توفير مقومات نجاحها برغم كل المعوقات والعراقيل التي تقف في طريق تنفيذها باعتبارها تشكل الوسيلة المناسبة لحل الازمة المالية والاقتصادية التي يواجهها لبنان. وكشفت النقاب بأن ماكرون ينتهج سياسة التحرك الهادئ بين كل الاطراف بعيدا عن الانفعالات والاستفزازات التي يمارسها البعض في سبيل ازالة الخلافات القائمة وتحقيق التفاهم بينهم على الحلول المطلوبة لهذه المشكلة. وتوقعت ان يواصل تحركاته في هذا الخصوص شخصيا او عبر ايفاد احد ممثليه الى بيروت في سبيل تحقيق هذا الهدف. 

الا ان المصادر المذكورة، توقعت ان ينشط بتحركاته تجاه الأطراف اللبنانيين بعد أنتهاء جولته على بعض دول الخليج العربي في غضون الايام القليلة المقبلة، بحيث تكون صورة تطورات الاوضاع والمواقف العربية والاقليمية قد تظهرت اكثر لمعرفة مدى الترابط القائم بين العراقيل المفتعلة لتشكيل الحكومة الجديدة ومصالح بعض الدول وتحديدا ايران وكيفية فصل بعضها لتسهيل عملية تشكيل الحكومة وتنفيذ المبادرة الفرنسية.

وأكد مصدر فرنسي رفيع لـ”نداء الوطن” أن ماكرون ما زال على موقفه الداعي إلى “تشكيل حكومة مهمة بأسرع وقت ممكن، على أساس شروط خريطة الطريق الفرنسية التي وضعت في آب ووافقت عليها الأطراف السياسية اللبنانية”.

وإذ نفى أن تكون هناك “أي مبادرة فرنسية جديدة أو اقتراح فرنسي جديد” تجاه لبنان، لفت المصدر الفرنسي الرفيع إلى أنّ خريطة الطريق الفرنسية لا تزال هي نفسها “وشروطها ما زالت قائمة”، وأضاف: “بات ينبغي أن يقتنع جبران باسيل، بضرورة تطبيق هذه الشروط التي كان وافق عليها من أجل التوصل إلى تشكيل حكومة بأسرع وقت لإنقاذ لبنان”.
وبدا واضحا وفق هذه المعطيات ان باريس منزعجة مما الت اليه مبادرتها ومن معطليها فيما الوضع  آخذ بالتردي في كل المجالات السياسية والاقتصادية والمالية والامنية والاجتماعية والصحية والجمود سيد الموقف، اذ ان اللقاءات بين المسؤولين اللبنانيين معدومة تماما ولا تتقدم عملية تشكيل الحكومة بل ان الاجواء التصعيدية تؤخرها. وتحمل باريس القوى السياسية مسؤولية هذا التاخير وعدم حصول اي تقدم في المسار الحكومي وفق المبادرة التي وضعها الرئيس ماكرون خلال زيارتين للبنان.

حركة الحريري بلا بركة
في هذا الوقت، شكّلت اللقاءات الكثيفة التي اجراها الرئيس الحريري في باريس فسحة مهمة لتبادل المعطيات حول نقاط الانسداد التي لا تزال تعطل تشكيل الحكومة، لكن أي اختراق وشيك لواقع التعطيل لم يتحقق بعد في انتظار مزيد من الجهود والاتصالات التي ستجريها فرنسا في قابل الأيام مع افرقاء آخرين على رغم ان الأفق لا يبدو مسهلا نحو ولادة حكومية وشيكة.