ليس هناك من دواء لمعالجة التسمم من الفطر، فتأثيره السام يبدأ بحساسيةٍ بسيطة لا تلبث أن تطاول الجسم كله، ثم تخلق خللًا في عمل أعضائه، بدءًا بآلام موجعة في المعدة، إسهال شديد، ظهور بقع دم في البول وتقيؤ مستمر بعد ١٢ ساعة، قبل أن يصل الأمر إلى الإغماء والوفاة أحيانًا بسبب السم القاتل.
أمضى سليم ١١ يومًا في المستشفى، أربعة منها في العناية الفائقة ذاق خلالها «زوم الزيتون»: مضاعفات في الكبد وفشل في وظائف الكلى وضعف في عمل عضلة القلب، فضلًا عن الشعور بالدوخة وفقدان التوازن والإرهاق الشديد. واستمرت فترة العلاج أسابيع طويلة قبل أن يستعيد عافيته علمًا أنه ما زال يخضع لفحوصاتٍ دورية. «كدت أفقد حياتي لو لم أتدارك الأمر بسرعةٍ»، يقول سليم متمنيًا ألا يعاني أحد ما عاناه.
سليم لم يكن حالة فريدة من نوعها، فمع بدء موسم الفطر وقع العديد من المواطنين ضحية الفطر السام الذي جمعوه من الأحراج، وقد توفي أكثر من شخص بسبب التسمم، ما دعا وزارة الصحة إلى تحذير المواطنين من جمع الفطر وتناوله.
سام… غير سام
توضح اختصاصية التغذية والمجازة في سلامة الغذاء والجودة جنيفر تومازو أنّ هناك الآلاف من أنواع الفطر السامة، وليس هناك من نظرية لمعرفة السام من غير السام إلا بواسطة التحليل الكيميائي، فالاعتماد على الشكل فقط غير كافٍ لمعرفته.
لذلك ننصح بعدم جمع الفطر إلا من قبل المتخصصين بشأنها والاكتفاء بالأصناف التي تباع في المحلات التجارية».
وتضيف أنّ الكثير من الناس ينتظرون موسم الفطر في فصلَي الخريف والشتاء، لما يمكن استخدامه في العديد من الوصفات النيئة والمطبوخة، ويمكن شراؤه من الأسواق إما طازجًا أو معلبًا أو مجمدًا أو حتى مجففًا. ويفضّل أن يتم تخزينه في أجواء باردة وجافة”. للمزيد إضغط هنا.