وبحسب المعلومات فان الرئيس الحريري هو من بادر عقب زيارته باريس الى الاتصال برئيس الجمهورية وطلب الموعد للقائه بعد قطيعة بينهما، لكسر الجليد وخطا باتجاه قصر بعبدا، بهدف المصالحة والمصارحة والبحث عن قواسم مشتركة في عملية التأليف، لكنه فوجئ بمزيد من التصلّب لدى رئيس الجمهورية. وعندها أكد كل منهما تمسكه بوجهة نظره وباعتباراته التي تدفعه الى عدم التراجع.
وقالت المصادر لـ”اللواء” إن الرئيس الحريري بعث، ومن خلال زيارته بعبدا، برسائل للمعنيين ودعا كل فريق سياسي إلى تحمل مسؤولية مواقفه من اليوم فصاعدا، رافضة اعتبار ذلك بمثابة تهديد لأن الرئيس المكلف يدرك أن مهمة حكومته انقاذية وليس هناك من أي سبب يحول دون تأليفها وفق هذا العنوان بالذات لافتة إلى أن اشارته إلى أنه سيستكمل مشاوراته اوحى أن الباب غير مقفل إنما انطلاقا من السقف الذي وضعه في التأليف أي لناحية العدد والأختصاص من دون ثلث معطل.
وكشفت مصادر رفيعة مقربة من رئيس الجمهورية لـ”نداء الوطن” أنّ الحريري عاد وقدّم لعون أمس “الطرح السابق نفسه” فألقى الأخير “نظرة سريعة” عليه ثم أعاده إليه قائلاً: “هيك ما بيمشي الحال”، مشددة على أنّ موافقة عون السابقة على تشكيلة الـ 18 لم تعد سارية بعد اليوم و”رئيس الجمهورية بات يريدها من 20 وزيراً على الأقل”، هذا عدا عن أنّه “ما زال يطالب لغاية الساعة باعتماد المداورة الشاملة في كل الحقائب بما فيها المالية”.
ومن هنا فان الأزمة الحكومية لن تنتهي خارج إطار معادلة “6 و6 مكرر” بالنسبة للفريق الحاكم، بينما الأزمة المعيشية والمالية والاقتصادية والاجتماعية ستنتهي إلى انفجار حتمي من مصلحة الحريري ألا يكون شريكاً فيه وأن يسارع إلى القفز من مركب المسؤولية عما ستؤول إليه الأمور، ليتحمّل بالتالي العهد العوني وحليفه “حزب الله” مسؤولية الفراغ وتجويع اللبنانيين وحدهما، فتتم تعريتهما أمام الداخل والخارج من دون أن يكون لهما أي ستار يتلطيان خلفه تهرباً من هذه المسؤولية ومن مواجهة حقيقة أنّ سياساتهما هي التي أوصلت لبنان إلى درك الانهيار الشامل.
وسط هذه الأجواء تتجه الأنظار غدا الى مضمون الكلمة التي سيلقيها الحريري في مناسبة ذكرى اغتيال والده، حيث من المتوقع أن يتطرق في كلمته الى ملف تشكيل الحكومة الجديدة ويضع فيها النقاط على الحروف بمسؤولية من يتولى التعطيل بصراحة وبسقف مرتفع من الكلام السياسي الحاد وما يتسبب به التعطيل المتعمد من فراغ سياسي مدمر ونتائج وتداعيات كارثية علىالشعب اللبناني، إلا انها استبعدت ان يصل الحريري في كلمته إلى حد القطيعه النهائية وقطع الجسور كلها مع الرئيس عون، باعتباره مستمرا بمعاودة التواصل معه مجددا لاستكمال التشاور حول عملية تشكيل الحكومة الجديدة برغم كل ما حصل.