مقدمات النشرات المسائيّة

15 فبراير 2021

مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان”

بأقل من ساعة، أطلق الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري سلسلة حقائق حول مسيرة التشكيل المتعثرة، مركزا على الدور الكبير الذي قام به الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وسائلا الآخرين “عما أعطوا لبنان”.

وعن التأليف الحكومي قال: “إن المطلوب 18 وزيرا، مما يعني أن رئيس الجمهورية يسمي 6 وزراء، كما لا يمكن أن يكون هناك ثلث معطل”. وعن ضرورة قيام الحكومة قال: “إن المساعدات الخارجية للبنان تنتظر كبسة زر”.

وما إن أنهى الرئيس الحريري كلمته في الذكرى السادسة عشرة لإستشهاد الرئيس رفيق الحريري، حتى أصدر مكتب الرئاسة بيانا اتهم فيه الحريري ب- “خرق الدستور، وبإستغلال ذكرى استشهاد والده”.

هذه الوضع السياسي المعقد، أدخل البلاد مرة جديدة في مخاطر الإنهيار الإقتصادي والمعيشي، وترك الدول المحبة للبنان تنتظر تشكيل الحكومة اللبنانية، لتبدأ بمساعدة هذا الوطن الذي يعاني من كورونا القاتلة ولقمة عيش غائبة، وعملة وطنية محترقة.

بداية من موقف الرئيس الحريري، في تقرير مفصل للزميلة نوال الأشقر.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أن بي أن”

“مش ماشي الحال… هناك فرصة لكي “يرجع يمشي”… ولكن راهنا، مش ماشي الحال”.

هو سقف “الدوز” الذي شخصه الرئيس المكلف سعد الحريري لعلاج داء الأزمة الداخلية على مختلف المستويات، بدءا من التشكيل الحكومي، معتبرا “أن كل الحلول تنتظر كبسة زر، والزر حكومة اختصاصيين غير حزبيين، قادرة أن تحقق الإصلاحات المطلوبة، والتي فصلتها ووضعت لها خارطة طريق المبادرة الفرنسية.

“أما غير ذلك، فلا أحد مستعد ولا أحد سيساعد، والانهيار سيكمل حتى الإنفجار الكبير لا سمح الله”.

منطلقا من التشكيلة الملونة، قدم الحريري كشف حساب أبيض وصارح اللبنانيين في ذكرى إغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، “بعد الكذب الحاصل في ملف التأليف” وفق توصيفه: “لا ثلث معطلا في التشكيلة، لا تراجع عن هذا المبدأ، لأن من يريد الحصول على الثلث لوحده، يسعى إلى أن يحكم لوحده وإلى أن تكون باقي القوى تحت رحمته، مقايضة وتفاوضا عند كل قرار يجب أن يتخذ على طاولة مجلس الوزراء”.

وإذ أكد الرئيس المكلف ثقته بأن حكومته ستتشكل، لفت إلى أن “لبنان أمام فرصة ذهبية لإنقاذه”، داعيا إلى الإستثمار عليها بعيدا عن كل الحسابات.

بيان رد بعبدا لم يتأخر ورصد في كلمة الحريري مغالطات كثيرة، مكتفيا بالإشارة الى أن “ما أقر به الرئيس المكلف كاف للتأكيد، بأنه يحاول من خلال تشكيل الحكومة، فرض أعراف جديدة خارجة عن الاصول والدستور والميثاق”.

ونحو بعبدا، أقسى من موقف الحريري كان رئيس “الحزب التقديمي الإشتراكي” وليد جنبلاط يغرد في الذكرى نفسها: “هناك واحد عبثي في بعبدا يريد الإنتحار، فلينتحر وحده هو والغرف السوداء والصهر الكريم”.

على الخط الحكومي أيضا، موقفان بارزان اليوم: الأول للمعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل، فيه إشارة إلى أن “هناك من يريد أن يكرس واقعا يفرض ما يشبه الثلث الضامن، وأن يمسك بقرار الحكومة لحسابات خاصة”، كما فيه تشديد على أن “القوي ليس من يتحكم بتوقيع ما، بقدر ما يمارس أبوة ورعاية ومسؤولية وطنية.

أما الموقف الثاني فعبر عنه البطريرك الماروني بشارة الراعي بقوله: إن “الحرص على الصلاحيات لا يمنع الليونة في المواقف”، داعيا الرئيسين عون والحريري إلى التعاون، قائلا: “ليس المطلوب منهما أن يتنازلا عن صلاحياتهما الدستورية”.

اللقاح… هو العنوان الآخر الطاغي، الذي أزاح حضوره المأساة السياسية التي يعيشها اللبنانيون. فالإكسير المضاد لكورونا بات أمرا واقعا ملموسا في لبنان، بعد وصول طلائعه وانطلاق عجلة “التمنيع” الذي حلت بركاته في المرحلة الأولى على العاملين في مجال الرعاية الصحية، وبعض كبار السن وأولهم الفنان أبو سليم.

أما خطة التلقيح على مستوى لبنان فتبدأ غدا، بعدما تم الإطلاق الرسمي اليوم من السرايا الحكومية.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار”

ابتداء من اليوم، وضعت الحملة الوطنية للقاح ضد كورونا على سكتها، في انجاز حمل لبنان الى جدول الدول التي سبقته في هذه الخطوة، ورفعت الآمال بخروج آمن من أجواء الجائحة العنيدة، ولو بعد حين..

الأطباء الفئة الأكثر عرضة للفيروس القاتل وعوارضه، بادروا لأخذ اللقاح في عدد من مستشفيات بيروت، وغدا في المناطق، لأهمية ذلك في حمايتهم وإكمال مهامهم، ولتشجيع الأخرين من اللبنانيين المعنيين جميعا بالمحافظة على الوقاية كثنائية ضرورية مع اللقاح، على طريق الخروج من عصف الأزمة المنتشرة في كل المناطق..

في العاصفة السياسية، التصعيد على أشده على خط التأليف، والمواقف تلازم التعطيل وتقترب أحيانا من التهديد، وتدفع البلد الى مجهول بلا معالم ولا توقعات.. فمن يتحمل تداعيات النبرة المرتفعة والبحث الدائم عن فرض التشنج؟. وهل هكذا تفتح الأبواب للتفاوض والتواصل، أم أن المشكلة في واد والصراخ يكون مقصودا في واد آخر؟.

اليوم، ثبت بالدليل القاطع أنه لا جدوى من هدر الوقت، كما يقول معظم الداعين الى التلاقي السياسي، فخدمة المواطن بإنجاز التأليف معطلة تماما، والدولة يجرها البعض الى موت سريري بعدما سلبوها قدرتها على إعانة نفسها، والحفاظ على ما تبقى فيها من رمق.

اليوم في الرابع عشر من شباط فبراير، أتمت ثورة الشعب البحريني سنتها العاشرة، متمتعة بأنفاس عميقة نحو تحقيق النصر، وهذه ثابتة أكدها اليوم مظلومو هذا الشعب وقياداته المصرة على التمسك بالسلمية من جهة، وبحق الدفاع عن الحقوق المسلوبة والوفاء للدماء التي أزهقها نظام آل خليفة على مدى عشر سنوات، من جهة أخرى.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في”

“مرة جديدة، استغل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ذكرى استشهاد والده الرئيس رفيق الحريري، ليلقي كلمة، تناول فيها ملابسات تشكيل الحكومة العتيدة، وضمَّنها مغالطات كثيرة، وأقوالا غير صحيحة لسنا في وارد الرد عليها مفصلا، لتعذر اختصار أربع عشرة جلسة ببيان. لكن تكفي الإشارة الى أن ما أقر به رئيس الحكومة المكلف في كلمته، كاف للتأكيد، بأنه يحاول من خلال تشكيل الحكومة فرض أعراف جديدة خارجة عن الاصول والدستور والميثاق”.

بهذه الأسطر القليلة، والمعبرة، ردَّ مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية على ما صدر عن الحريري اليوم، وخلاصته أن رئيس “تيار المستقبل” متمسك بالخروج على ثلاثية الميثاق والدستور والمعايير الموحدة، محاولا إيهام اللبنانيين بأن الخروج من الأزمة الإقتصادية والمالية وتداعياتها المعيشية، إنما يتوقف على موافقة رئيس الجمهورية على التشكيلة التي رفعها، وكأن اللبنانيين شعب غير مسيس ولا يفهمون، بالتالي إن ما يجري لعبة مفضوحة لإعادة عقارب الساعة سنوات طويلة إلى الوراء، إلى حيث كان التوازن مفقودا، والشراكة الوطنية شكلية والعيش المشترك مجرد شعار.

في كل الأحوال، لن يعلو صوت مهما ارتفع، فوق الصوت المطالب بالحق، والمدافع عن الحقوق، في مواجهة الهجمة الشرسة القديمة الجديدة، الفاشلة حتما. وفي هذا السياق، كلمة مرتقبة لرئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل ظهر الأحد المقبل، علما أن عضو “تكتل لبنان القوي” النائب جورج عطالله يطل في مستهل النشرة للتعليق على مضمون كلمة الحريري.

لكن، بعيدا من السياسية، الأهم اليوم بدء مسيرة ألف ميل اللقاح، الذي يشكل حبل النجاة الوحيد من فيروس الموت، الذي خطف اليوم الكاتب والمحلل السياسي جورج عبيد، ولعائلته من عائلة “الأوتيفي” كل المحبة والعزاء.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في”

كلمة توضيحية لا تصعيدية، حازمة لا نارية، وضعت النقاط على حروف عملية تشكيل الحكومة، ولم تغلق الباب أمام إمكان التوصل الى حل.

هكذا يمكن توصيف كلمة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في الذكرى السادسة عشرة لاغتيال والده. الحريري، الذي قدم كشف حساب مفصلا عن لقاءاته برئيس الجمهورية، استرسل في تفاصيل روايته عن تشكيل الحكومة، مفندا ومسقطا في المقابل بعض الروايات التي يقدمها فريق رئيس الجمهورية.

هذا الجزء من الكلمة استدعى ردودا فورية قاسية، وإن مقتضبة، من مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية ومن أعضاء في “التيار الوطني الحر”.

البارز في كلمة الحريري تأكيده أن الحكومة ستشكل، وهو أعاد تأكيد الأمر أمام الصحافيين الذين جمعته بهم جلسة دردشة، بعد انتهائه من القائه كلمته. فعلام بنى الحريري تأكيده؟، هل على معطيات خارجية انطلاقا من الزيارات العربية والدولية التي قام بها، وخصوصا زيارته الأخيرة الى فرنسا؟، أم أن ثمة تغيرات في مواقف القوى السياسية داخليا توحي إمكان حصول الخرق المنشود؟، وألا تعني الردود الفورية والمباشرة على كلمة الحريري من المعنيين المباشرين بها، أن التفاؤل الذي أوحى به الحريري بقرب تشكيل الحكومة، تفاؤل مبالغ به بعض الشيء؟.

الإجابة للأيام المقبلة، وخصوصا أننا في الاسبوع الطالع أمام موقفين منتظرين ومرتقبين، قد يحددان اتجاهات المرحلة حكوميا.الأول، الثلثاء مع كلمة السيد حسن نصر الله، والموقف الثاني الاحد، مع كلمة للنائب جبران باسيل. وقد حدد باسيل الموعد بعد انتهاء الحريري من كلمته، وعلم أنه سيتطرق فيها بالتفصيل الى الوضع الحكومي.

صحيا، اللقاح المنتظر منذ أشهر وصل أخيرا إلى لبنان، واللافت أن عملية التلقيح التي بدأت بتأخر حوالى شهرين عن بقية دول العالم، واكبتها حملة إعلامية إستعراضية مبرمجة بطلاها وزارة الصحة ورئاسة الحكومة، ومسرحها مستشفى رفيق الحريري.

فهل الإستعراض الإعلامي مبرر الى هذا الحد؟، وهل “البروباغندا” مقنعة، بعدما سبقتنا معظم دول العالم الى تلقي اللقاح؟، الجواب الوافي يجب أن نطلبه من الممثل الفكاهي أبو سليم الطبل، الذي أمضى صبحيته مع المسؤولين وكان أول الملقحين.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”

العين بالعين، والواقعة بالواقعة… في الحادي عشر من كانون الثاني الفائت، إتهم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الرئيس المكلف سعد الحريري بالكذب، نافيا أن يكون سلمه أي لائحة بأسماء وزراء… واكتملت الرواية بتسريبة، أن الحريري صور الورقة خلسة.

انتظر الحريري من 11 كانون الثاني إلى 14 شباط ليبق البحصة، فرد خطابة على ما سرب تسجيلا، وقال: “أعطاني فخامة الرئيس لائحة، بالألوان، لكل الأسماء التي يجدها مناسبة برأيه للتوزير. وأقول ذلك لأن هناك من اخترع أني صورتها بهاتفي ولم يعطني إياها. كلا. هو يعرف، ومساعده الذي ناداه فخامة الرئيس، وقال له خذ هذه اللائحة واطبع نسخة بالألوان لدولة الرئيس، يعرف. فخامة الرئيس شخصيا سلمني هذه اللائحة باليد”.

وفي معلومات خاصة بالـ “LBCI”، فإن الحريري اختار من لائحة الرئيس: وليد نصار وأنطوان قليموس، وسعادة شامي، وعبدو جرجس.

الحريري بق بحصة ثانية من خلال كشفه أن “فخامة الرئيس عاد إلى نغمة 6 زائد الطاشناق، أي الثلث المعطل، وهذا مستحيل”.وفي موضوع التدقيق الجنائي، أيد التدقيق الجنائي بالبنك المركزي وبكل المؤسسات والإدارات والوزارات: بالكهرباء، بالاتصالات، بالسدود، بالصناديق، بكل شيء، من سنة 1989 وحتى اليوم.

اللافت أن الحريري أضاف سنة 1989 إلى التدقيق الجنائي، أي حين كان عون رئيسا للحكومة العسكرية.

مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية رد بالقول: “ما أقر به رئيس الحكومة المكلف في كلمته، كاف للتأكيد بانه يحاول من خلال تشكيل الحكومة فرض أعراف جديدة خارجة عن الاصول والدستور والميثاق”.

وما إن أنهى الحريري خطابه، حتى أطلق “التيار الوطني الحر” هاشتاغ #الحريري_ إلى_التدقيق، وتلاحقت ردات الفعل عليه تباعا: من مي خريش، إلى روجيه عازار الذي وصف كلام الحريري بالصفصفة والكذب. إلى ندى بستاني وغسان عطالله وجورج عطالله وسليم عون وإدي معلوف.

ردة الفعل الأعنف على القصر والوزير باسيل جاءت من وليد جنبلاط، الذي أعلن أن “هناك واحد عبثي في بعبدا يريد الإنتحار، فلينتحر وحده هو والغرف السوداء والصهر الكريم، ويا ليته كريم”… هناك اليوم حاكم مدمر وحكم عبثي”.

رئيس التيار جبران باسيل على صمته، لكن المعلومات تحدثت عن أنه سيتحدث الأحد المقبل. الأهم من كل ذلك: البلد إلى أين؟ وهل من حكومة؟، عمليا دخلنا في الغموض الكبير.

في ملف كورونا، يمكن تسجيل أنه قبل أسبوع من الذكرى السنوية لتسجيل أول إصابة في لبنان، بدأت عملية التلقيح بعدما وصل اللقاح أمس. أول المتلقين: الدكتور فراس أبيض، والثاني أبو سليم. فيما وفيات اليوم بلغت إثنتين وثلاثين وفاة، والإصابات 2130 إصابة.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”

الرابع عشر من شباط، خرجت هذا العام من الرداء الأسود لتعلنها حقيقة “بالألوان”.. ويفجر فيها سعد الحريري عند الرابعة عصرا شحنة حكومية ناسفة لتضليل قصر بعبدا في مسار التأليف.

والحريري الذي اتهمه رئيس الجمهورية يوما “بالكذب”، رد اليوم من دون الحاجة إلى الاستعانة بالعبارة نفسها في وجه الفخامة، لكنه مضمونا كان يعرض وقائع تقود إلى “أن العهد ما كان على عهده” وارتكب جرم الكذب ست عشرة مرة.. ولا يزال.

قال الحريري بضعا مما لديه.. وهو ردد أمام صحافيي بيت الوسط، أنه لم يدل بالكثير ولم يفرج عن كل معاناته مع الرئاسة، لأنه يبقي على خط مفتوح. أما في الكلام الذي أصبح مباحا، فإن الرئيس المكلف رأى أن الحل هو “كبسة زر”، والزر؟: “حكومة اختصاصيين غير حزبيين، وغير ذلك لا أحد سيساعدنا، والانهيار سيكمل حتى الإنفجار الكبير لا سمح الله”.

ولجأ الحريري إلى اللبنانيين كلجنة تحكيم، على ما سماها: “حملات الإفتراء والخرافات والإتهام بالتعدي على صلاحيات الرئيس الدستورية وحقوق المسيحيين”.. كاشفا أن رئيس الجمهورية “قدم في زيارته الثانية لائحة، بالألوان، لكل الأسماء التي يجدها مناسبة في رأيه للتوزير، وفخامته سلمني اللائحة باليد.. وبعد أربع عشرة جولة تشاور ومحاولات إيجاد الحلول مع فخامة الرئيس، ذهبت إليه وقدمت له اقتراح تشكيلة من ثمانية عشر وزيرا من الاختصاصيين، غير حزبيين، لا ثلث معطل فيها، تجنبا للمفاوضة والمقايضة ومنع النصاب”.

وسأل الحريري: “ثم لماذا يريد الثلث المعطل؟ مما يخاف؟ فخامة الرئيس موجود، ومجلس النواب موجود، ليخبرنا: مما يخاف؟، إلا إذا كان هناك خلف الستارة من يحرك ويشجع”. وأوضح أنه من “أصل ثمانية عشر وزيرا كان للرئيس ستة وزراء والطشناق ضمنا، وبدل أن يقدم الرئيس عون ملاحظاته على التشكيلة، بحسب ما ينص عليه الدستور.. جاء الجواب في الإعلام، في الخطابات، في البيانات، في التسريبات إنها مرفوضة، لأن سعد الحريري هو من اختار الأسماء، حتى ولو من لائحة الرئيس والمقربين منه.. وإن هذا اعتداء على حقوق المسيحيين وعلى صلاحيات الرئاسة”.

واستعرض الحريري مرونة قدمها في كل الاجتماعات، وصولا إلى لقاء بعبدا السادس عشر.. وأنه عرض على الرئيس تغيير الأسماء والحقائب الخمسة واستبدال الإسم المقترح لوزارة الداخلية، من ضمن ثلاثة أو أربعة شخصيات يختار من بينها الأنسب، “فأين الإعتداء على صلاحيات الرئاسة والحقوق المسيحية؟”.

والسؤال كان بمفعول رجعي عندما قال الحريري: “أين كنتم أنتم من حقوق المسيحيين حين بقيت الرئاسة شاغرة نحو ثلاث سنين؟. هذا الكلام لا يقال لسعد الحريري الذي قام بكل شيء ليضع حدا للفراغ في المنصب المسيحي الأول في الدولة، وصولا إلى انتخاب الرئيس عون”. فحقوق اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين، كما أوردها الرئيس المكلف هي في وقف الانهيار والقيام بإصلاحات، وتغيير طريقة العمل والعقلية بكاملها، وإجراء تدقيق جنائي في البنك المركزي، وفي كل المؤسسات والإدارات والوزارات: في الكهرباء، في الاتصالات، في السدود، في الصناديق، وفي كل شيء. من عام تسعة وثمانين وحتى اليوم، لتعرف حقيقة ما حصل، وتتم ملاحقة كل مرتكب وفاسد وسارق! وجواب فخامة الرئيس الاولي بصراحة لم يكن مشجعا وعاد إلى نغمة 6 زائد الطاشناق، أي الثلث المعطل، وهذا كما قالها الحريري، وبالاحرف المتفرقة (م س ت ح ي ل).

وفي رد هزيل.. سريع ومختصر غير مفيد، متضمنا أخطاء لغوية.. قال مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية: “إن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري يستغل مرة جديدة ذكرى استشهاد والده، ليلقي كلمة تناول فيها ملابسات تأليف الحكومة العتيدة، وضمنها مغالطات كثيرة وأقوالا غير صحيحة، لسنا في وارد الرد عليها مفصلا، لتعذر اختصار أربع عشرة جلسة ببيان، لكن تكفي الإشارة إلى أن ما أقر به الحريري كاف للتأكيد أنه يحاول من خلال تأليف الحكومة فرض أعراف جديدة خارجة عن الأصول والدستور والميثاق”.

وإذا كان بيان القصر قد جاء سريعا، فإن رئيس “التيار الوطني الحر” سيأخذ وقته مطولا وسيتمعن في الرد من اليوم حتى الأحد المقبل، حيث سيعقد مؤتمرا صحافيا عند الثانية عشرة ظهرا. وإلى حينه يكون نواب “التيار” قد استنفدوا الردود، والتي رفعوا فيها شعار: التدقيق الجنائي، وذلك في رد مطلب الحريري بتدقيق يعود بالزمن الى عام تسعة وثمانين.

لكن الرد الأعنف على الرئاسة وباسيل وعموم “التيار”، جاء من رئيس “الحزب التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط فقال لقناة المستقبل: “هناك اليوم حاكم مدمر وحكم عبثي في بعبدا.. ميشال عون يريد الإنتحار، فلينتحر وحده هو والغرف السوداء والصهر الكريم.. ويا ليته كريم”.

موقف جنبلاط معطوفا على جبهة الرئيس نبيه بري، إذ اعتبر معاونه النائب علي حسن خليل “أن هناك من يريد أن يكرس واقعا ما، يشبه الثلث الضامن في الحكومة.. وأن يؤثر ويمسك بقرارات هذه الحكومة لحسابات خاصة به”.

ومن فوق كل هذه الجبهات، انطلقت اليوم أولى حملات التلقيح رسميا…أول من استحصل من كبار السن، كان الممثل صلاح تيزاني أبو سليم. لقاح لرجل عشنا معه الفكاهة والسخرية. أبو سليم أصبح محصنا…والبقية “للطبل” السياسي الذي ينتظر دوره.