في هذا الوقت، اعتبرت “نداء الوطن” ان “الحريري يلعب على المكشوف، أشارت الى ان رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل بدأ الاستعداد للرد مفصلاً على رئيس الحكومة المكلف في إطلالة متلفزة ظهر الأحد المقبل، حسبما سرّبت مصادر ميرنا الشالوحي مساءً، في حين ستتجه الأنظار غداً إلى خطاب الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله والذي تفيد المعلومات بأنه “سيقارب الملف الحكومي وآفاقه المسدودة، من زاوية الدعوة إلى ضرورة تقريب وجهات النظر بين عون والحريري باعتبار التأزم الحكومي ناتجاً عن أزمة الثقة بين الجانبين ولا أبعاد خارجية له”.
الحريري وردّ بعبدا
اذاً، اعتبرت صحيفة “النهار” تحت عنوان “الحريري في 14 شباط: مواجهة التعطيل بالمكاشفة” انه ردّ بعبدا لم يعتمد التفاصيل المنتظرة منه اذ جاء مقتضبا جدا بما يعني أن ما أورده الحريري من وقائع لا يحتمل أي شك في حقيقته وهو الذي رفع صورة نسخة ملونة بأسماء الوزراء الذين اقترحهم الرئيس عون عليه، ولو لم يكشف أسماءهم. وتبعاً لذلك، ستتسم الأيام القليلة المقبلة بأهمية رصد الحركة المتصلة بالمشاورات السياسية، علما ان ابرز الرسائل الخارجية التي بات الجميع في أجوائها والتي لم يخفها الحريري تتعلق بان معايير التشكيلة الحكومية التي وضعها هي معايير المبادرة الفرنسية نفسها التي تحظى بدعم دولي ولن يكون ثمة أي امل بدعم خارجي لإنقاذ لبنان من الانهيار الأكبر الا من خلال هذه التشكيلة.
في المقابل، لفتت “اللواء” تحت عنوان “الحريري في الذكرى: لا تنازلات والحكومة ستشكل” الى ان حالاً من الارباك تسيطر على دوائر القصر الجمهورية بعد كلمة الحريري، ناقلة عن مصادر مطلعة إشارتها الى أن ما ذكره الرئيس الحريري بشأن لائحة الأسماء المرشحة للتوزير التي سلمت له في بعبدا هي لائحة غير رسمية أو معتمدة بل مجموعة أسماء تم اقتراحها وليست ورقة يراد أن يختار الرئيس المكلف منها بل أسماء تجمعت لدى رئيس الجمهورية تم اقتراحها عليه من افرقاء كفكرة لا أكثر ولا أقل وهي لا تعد ورقة أو مستند رسمي يعتمدها الرئيس المكلف. ولفتت المصادر إلى أن الورقة غير دقيقة وليست جديرة لتكون المستند الرسمي.
وتحت عنوان “غطاء أميركي فرنسي لحكومة بلا حزب الله ولا ثلث فيها للرئيس.. عون والحريري: إلى القطيعة مجدّداً” بقلم نقولا ناصيف توقفت صحيفة “الأخبار” عند عبارة “فرصة ذهبية” معتبرة انها ليست ابنة اللحظة المرتجلة للرئيس المكلف بعد مقابلة عون، بل تمثّل – تبعاً لما يدور داخل جدران بيت الوسط – عصارة تحرّكه الاخير، بدءاً من الامارات العربية المتحدة وانتهاءً بباريس. بالتأكيد ما خلا زيارة تركيا المقصورة على شأن خاص بالرجل.
وفي حين نال وعداً من الامارات ومصر بدعمه كرئيس للحكومة اللبنانية، وتقديم مساعدات للبنان في المرحلة المقبلة، شرط إنجازه حكومة وفق المواصفات التي حددها نصحه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بالعودة الى بيروت والاجتماع برئيس الجمهورية، وتأكيد مواصفاته للحكومة الجديدة على انها تعبّر عما تنادي به المبادرة الفرنسية، وخصوصاً توزير اختصاصيين لا يمتون بصلة الى الاحزاب والكتل. ترك له هامشاً مقبولاً يمكّنه من القول لرئيس الجمهورية ما يسعه فعله وما لا يسعه. وفي مضمون الوعد الحصول على تأييد اميركي للمهمة المنوطة بالحريري وفق الشروط تلك: حكومة لا وجود فيها لـ”حزب الله” ولا نصاب فعلياً لعون، مقترنة بشرط ألحّ عليه الاميركيون وهو أن لا يؤثر تأليفها، إذا وقع، على المفاوضات الاميركية – الايرانية، ولا يكون أحد عناصرها.