ماذا جاء في كلمة الحريري من “مغالطات”، على حدّ تعبير مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية؟
– التعدي على صلاحيات رئيس الجمهورية الدستورية. وهنا أكدّ الحريري أن رئيس الجمهورية سلمّه في اللقاء الثاني بينهما لائحة بالألوان لكل الأسماء التي يجدها مناسبة للتوزير.
– بعد 14 جولة سلّم الحريري الرئيس عون إقتراح تشكيلة من 18 وزيرًا من الإختصاصيين غير حزبيين.
– في هذه التشكيلة لا يوجد ثلث معطل لأي طرف من الأطراف. وعن هذه النقطة لا تراجع.
– 6 وزراء لرئيس الجمهورية، واحد منهم من الطاشناق، ووالأربعة الباقون إختيرت من “اللائحة الملونة”. أمّا الإسم الرابع فمقرب من الرئيس.
– إقتراح إسم قاض لوزارة الداخلية مقرب من بعبدا، “لكن مشكلتو بيقول لأ”.
– الجواب جاء بالإعلام بالرفض بدلًا من أن يدعو رئيس الجمهورية الرئيس المكلف ويعطيه ملاحظاته على التشكيلة.
– إعُتبر ذلك إعتداء على حقوق المسيحيين وعلى صلاحيات الرئاسة.
– إذا كان رئيس الجمهورية لا يريد الاسم الذي اقترحه الحريري لوزارة الداخلية “فأنا مستعد أن أقترح على فخامتك 3 او 4 اسماء لهذه الوزارة وأنت تختار الأنسب لك من بينهم”.
وفق بعض المصادر القريبة من “بيت الوسط” فإن الرئيس الحريري أدلى بكل المعطيات والملابسات، التي أحاطت بأجواء اللقاءات الـ 16 التي عُقدت بين الرئيسين في بعبدا، وهو فصّل كل نقطة عالقة، والتي إعُتبرت من قبل دوائر القصر الجمهوري تعدّيًا على صلاحيات رئيس الجمهورية، والتي وصفها بيان بعبدا بأنها مليئة بـ”المغالطات”.
فبعد الذي قيل في هذا اليوم المفصلي من قبل الجميع، خصوصًا أن “الذباب الالكتروني” كان جاهزًا لصبّ الزيت على النار، إضافة إلى المعارك الجانبية، التي إفتعلها نواب “التيار الوطني الحر” في وجه وليد جنبلاط، الذي أعلن وقوفه إلى جانب الحريري، يتضح أن الإتصالات التي أجريت في الساعات الـ 48 الأخيرة توصّلت إلى إقتناع بأن لا كيمياء تجمع الرئيسين عون، وخلفه الوزير السابق جبران باسيل، والحريري، وأن ثمة من ينقل عن فريق رئيس الجمهورية السعي إلى البحث عن السبل الكفيلة بتغيير الحريري كرئيس مكّلف، لأن الأمور بين الرجلين “مش ظابطة. ولو في أمل أنو تظبط لكان الآن عندنا حكومة”.
فما على اللبنانيين بعد اليوم سوى الإنتظار. وعلى الأرجح فإن هذا الإنتظار سيطول، لأن المسؤولين عنه غير مهتمين لأمرهم ولما آلت إليهم أحوالهم التعيسة بفعل سياساتهم “التي لا تركب على قوس قزح”.